عادي

المتحوّرة «دلتا» ترغم كاتالونيا على فرض قيود وتثير مخاوف على نهائي كأس أوروبا

20:24 مساء
قراءة 5 دقائق

تواصل المتحوّرة «دلتا» عن فيروس «كورونا» عرقلة استئناف الأنشطة في العالم بأسره مع معاودة فرض قيود السبت في كاتالونيا، وسط تصاعد المخاوف قبل المباراة النهائية لكأس أوروبا في كرة القدم الأحد في لندن.

وإزاء التزايد المطّرد للإصابات بوباء «كوفيد-19» المسجل منذ عدّة أيام وخصوصاً بين الشبان، قررت منطقة كاتالونيا ذات الحكم الذاتي في شمال شرق إسبانيا معاودة فرض قيود.

وأوضحت المتحدثة باسم حكومة كاتالونيا باتريسيا بلاجا، الثلاثاء، أن الوضع الوبائي في كاتالونيا في غاية التعقيد، مشيرة إلى أن عدد الحالات يزداد بوتيرة مطّردة، أعلى بكثير مما يمكن السماح به.

ونتيجة لذلك، سترغم المراقص وغيرها من الملاهي الليلية على إبقاء أبوابها مغلقة، كما سيتحتم إبراز فحص لكشف الإصابة نتيجته سلبية أو شهادة تلقيح لحضور فعاليات في الهواء الطلق بمشاركة أكثر من 500 شخص.

وعلى غرار كاتالونيا، تعاود هولندا فرض القيود اعتباراً من صباح السبت بعدما ازدادت الحصيلة اليومية للإصابات بسبعة أضعاف خلال أسبوع لتصل إلى سبعة آلاف حالة جديدة الجمعة.

وأمر رئيس الوزراء مارك روته بإغلاق الحانات الليلية والمطاعم في منتصف الليل.

وفيما حُرم الكاتالونيون والهولنديون من النوادي الليلية لمدة غير محددة، عاد الفرنسيون الجمعة إلى الحانات الليلية لأول مرة منذ مارس/آذار 2020، مع تسجيل بعض البلبلة.

وقال لوران المسؤول في شركة البالغ 48 عاماً وقد وصل قبل منتصف الليل إلى صالة «ساكريه» الباريسية؛ للتثبت من أنه سيكون من بين ال300 شخص الذين سيسمح لهم بالدخول: هذا المساء ستكون السهرة سحرية، كأننا أشبه بمحرّك معطّل منذ وقت طويل، والآن سوف ينطلق.

شهادة صحية

غير أن ضرورة إبراز شهادة صحية منعت أحياناً رواد النوادي من الدخول، إما لأنهم لا يحملون واحدة، وإما لأن عناصر الأمن عند المدخل لا يأخذون بلقطات شاشة عن فحص نتيجته سلبية؛ خوفاً من التزوير، وهو ما يحصل على باب «ساكريه». وفي غياب رمز الاستجابة السريعة (كيو آر كود) الخاص بالشهادة الصحية، يشترطون رسالة إلكترونية من المختبر تظهر النتيجة.

لكن الحراس الخمسة عند باب النادي الليلي «لو مونسينيور» في بوردو جنوب غرب فرنسا يشيرون إلى أن: الأمر شاق، كما أنه من الصعب مسح رموز الاستجابة السريعة في الليل. ومرّ عناصر شرطة باللباس المدني قرابة الساعة الثانية صباحاً على النادي؛ للتثبت من سير عمليات المراقبة.

وتفرض الحكومة الفرنسية إبراز دليل على تلقي اللقاح الكامل منذ ما لا يقل عن 15 يوماً أو فحص لكشف الإصابة نتيجته سلبية أجري قبل أقل من 48 ساعة، أو إبراز دليل على الإصابة بكوفيد-19 منذ فترة تمتد من «ستة أشهر إلى 15 يوماً».

لكن لا يعرف ما إذا كانت إعادة الفتح هذه ستقاوم موجات المتحوّرة «دلتا» التي هي في طريقها لتشكيل أغلب الحالات في فرنسا كما في معظم أنحاء العالم. ويلقي الرئيس إيمانويل ماكرون كلمة مساء الاثنين حول الوضع الصحي.

والمتحورة التي ظهرت بالأساس في الهند هي النسخة الأكثر انتشاراً منذ ظهور الوباء مطلع 2020 في الصين، وهي تتسبب بطفرات وبائية في آسيا وإفريقيا وبارتفاع عدد الحالات مجدداً في أوروبا والولايات المتحدة.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن العالم عند نقطة خطرة من هذا الوباء.

نهائي ويمبلي

وفي هذا السياق، ترد مخاوف كبرى بشأن احتمال تجمع 65 ألف مشجع في ملعب ويمبلي لحضور المباراة النهائية لكأس أوروبا التي ستجري الأحد بين منتخبي إيطاليا وإنجلترا.

ويتركز القلق بصورة خاصة على الاحتفالات خارج الملعب في بلد رفعت فيه جميع القيود تقريباً غير أن المتحورة دلتا تواصل التفشي فيه متسببة بنحو ثلاثين ألف إصابة جديدة في اليوم خلال الأسبوع المنصرم في المملكة المتحدة.

وبحسب النتائج المؤقتة لدراسة أجراها معهد إمبيريال كولدج في لندن ومعهد إيبسوس موري ونشرت نتائجها الخميس، فاق عدد الرجال لأول مرّة عدد النساء بين الإصابات التي أظهرتها الفحوص في إنجلترا. وأوضح واضعو الدراسة أن التجمعات التي جرت لمشاهدة مباريات كأس أوروبا قد تكون سبباً لهذه الظاهرة.

ومن المفترض رفع آخر القيود لمكافحة فيروس كورونا في إنجلترا في 19 يوليو/ تموز، واعتباراً من 16 أغسطس/ آب، لن يتم إلزام البالغين المخالطين لمصابين بعزل أنفسهم لمدة عشرة أيام بشرط أن يكونوا محصّنين تماماً ضد الفيروس منذ أسبوعين على أقل تقدير.

وفي هذه الأثناء، أعلنت روسيا السبت تسجيل أعلى حصيلة يومية للوفيات نتيجة فيروس «كورونا» وسط تفشي المتحورة «دلتا»، بلغت 752 وفاة خلال 24 ساعة الجمعة، متخطية أعلى حصيلة سابقة سجلت الثلاثاء وقدرها 737 وفاة.

كما أفادت كوريا الجنوبية السبت عن 1378 إصابة جديدة خلال 24 ساعة، مسجلة حصيلة يومية قياسية لليوم الثالث على التوالي فيما تستعد سيؤول لفرض أشد قيود عرفتها العاصمة منذ بدء الأزمة الصحية.

اللقاح مهم

مددت الأرجنتين الجمعة قيودها الصحية حتى 6 أغسطس/ آب وأبقت حدودها مغلقة غير أنها رفعت عدد الأرجنتينيين والمقيمين الذين سمح لهم بدخول البلد.

كما أعيد فرض قيود في تايلاند من ضمنها حظر تجول في بانكوك. واعتباراً من الاثنين ستحظر كل التنقلات غير الضرورية وسيرغم الناس على لزوم منازلهم من الساعة التاسعة مساء إلى الساعة الرابعة صباحاً.

واعتباراً من شهر أغسطس/ آب سيصبح التلقيح إلزامياً في صفوف الجيش اللاتفي تحت طائلة تسريح العسكريين. كما أنه سيتحتم على أي مسافر يود زيارة جزيرة مالطا في المتوسط اعتباراً من 14 يوليو/ تموز أن يكون محصناً ضد الفيروس.

وقال وزير الصحة في مالطا الجمعة: سنكون أول دولة في أوروبا تفرض هذا الإجراء.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، السبت، أن الاتحاد الأوروبي حقق هدفه؛ المتمثل في امتلاك كمية من اللقاحات المضادة ل«كورونا» والتي تكفي لتطعيم 70 في المئة من السكان البالغين.

وانضم لقاح جديد الجمعة إلى قائمة اللقاحات المعتمدة؛ إذ سمحت كوبا بالاستخدام الطارئ للقاحها «عبدالله»، الأول الذي يتم تطويره في أمريكا اللاتينية ضد «كوفيد-19» ويشكل بصيص أمل لهذا البلد كما لدول المنطقة التي تعجز عن احتواء الوباء.

وتسبب فيروس «كورونا» بوفاة 4013756 شخصاً على الأقل في العالم منذ ظهور الوباء أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2019 في الصين، وفق حصيلة أعدتها وكالة الأنباء الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية منتصف يوم الجمعة. وتسجل الولايات المتحدة أعلى حصيلة تصل إلى 606806 وفيات من أصل 33812977 إصابة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"