الكتب سُفُنٌ نسافرُ بها

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

ليست هذه هي المرة الأولى التي يُوَجِّه فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الكتّاب إلى التحلّي بالدقة في الاستنباط، كما يجب أن يتحلّى الكاتب بالروح اللمّاحة، كما جاء في مداخلة سموّه الهاتفية عبر برنامج «الخط المباشر» من إذاعة وتلفزيون الشارقة، وليست هي المرة الأولى أيضاً التي يُوجّهنا سموه إلى الكتب وإلى ثقافة القراءة و.. «.. الكتب كالسفن نسافر بها في الزمن للحكمة والثقافة والعلم..».
في كل فرصة إعلامية وصحفية وثقافية في معرض كتاب، أو في فعالية فنية أو مسرحية أو تاريخية يعود صاحب السمو حاكم الشارقة إلى مخزونه الثقافي والمعرفي والقرائي وينصح بما يفيد القارئ في كل مستوياته العلمية والعمرية، ويؤكد سموه دائماً الكتاب، ويعطي القارئ خبرة قرائية في الدين وفي التاريخ وفي السيرة وفي المسرح وهو رجل تاريخ ومسرح كما يعرف المثقفون العرب.
الكتاب والقراءة، هما بوصلتا سموّه إلى المعرفة والعلم والتثقيف والتهذيب منذ إطلاقه مشروع الشارقة الثقافي في أواخر سبعينات القرن العشرين، وحتى اليوم، وفي أكثر من مرّة، وعبر المنبرين الإذاعي والتلفزيوني في الشارقة، وعبر جريدتنا «الخليج» يبادر سموه إلى مداخلة أو إلى تصحيح معلومة، أو إلى إضافة معلومة تاريخية أو ثقافية أو اجتماعية على الهواء مباشرة أو يبادر سموه إلى الرد على صحفي أو كاتب صاحب رأي أو صاحب معلومة يرى سموه أنهما في حاجة إلى تصحيح أو تصويب أو نقاش.
هذه الردود، وهذه المداخلات الحية والمباشرة بلا تأخير من جانب صاحب السمو حاكم الشارقة هي تعبير صريح عن مسؤولية المثقف وحرصه على كل صغيرة وكبيرة في المادة الثقافية أو الفنية أو التاريخية، وهي بالضبط طبيعة صاحب السمو حاكم الشارقة. طبيعة الباحث والكاتب والمؤرخ والقارئ المشدود إلى مشروع ثقافي هو ضميره ورمزه وحارسه الأمين.
الثقافة فعل يومي بالنسبة إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، بدءاً من شخصية سموه كاتباً في أكثر من مجال: التاريخ، السيرة، الرواية، المسرح وبدءاً أيضاً من شخصية سموه حاكماً ومسؤولاً وقائداً ورجل دولة.
المعادلة التوازنية بين رجل الدولة ورجل الحكم، وبين رجل الثقافة حاضرة دائماً في تفاصيل حياة صاحب السمو حاكم الشارقة، فلذلك، فإن متابعة منبر إعلامي أو منبر صحفي حول قضية ثقافية بشكل خاص، هو من أولويات سموه على الرغم ممّا يتطلبه وقت الحاكم من تدبير إداري بالغ الدقة والأهمية على مدار اليوم.
هذه جميعاً أدبيات وأخلاقيات مشروع الشارقة الثقافي الذي يقوم على أساسين ثابتين: الكتاب، والقراءة وما يتفرّع عنهما ومنهما من قيم وسلوكيات وتربيات متراكمة تنتج أجيالاً قارئة مثقفة، وفي موازاتها أجيال من الكتّاب والفنانين والمبدعين الذين تربّوا في ظلال بيئة أدبية معرفية ثقافية تتجدد منذ السبعينات وإلى اليوم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"