دخلت ملبورن، ثاني مدن أستراليا، مساء أمس الخميس، تدابير إغلاق للمرة الخامسة، فيما تكافح الجزيرة لاحتواء تفشي عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا، وفيما أصبحت إندونيسيا البؤرة الجديدة للجائحة في آسيا، أعادت هولندا وإسبانيا القيود الصحية على وقع موجة وبائية خامسة.
ثاني المدن الأسترالية
أعلن رئيس وزراء ولاية فكتوريا الأسترالية، دان أندروز، أن إجراءات الإغلاق ستطبق في الولاية بكاملها، وعاصمتها ملبورن. ومن شأن هذا القرار أن يرفع عدد الأستراليين الخاضعين لتدابير صحية إلى 12 مليوناً - نحو نصف سكان البلاد - إذ يخضع خمسة ملايين من سكان سيدني منذ نهاية يونيو/ حزيران لإجراءات إغلاق أيضاً. وقال أندروز إنه اتخذ قرار الإغلاق الخامس «بحزن»، لكنه شعر بأنه «ضرورة قصوى» لولاية فيكتوريا.
وأضاف «لا شيء عادلاً في هذا الوباء»، موضحاً أن 12 إصابة في الولاية استدعت إجراء اختبارات ل10 آلاف شخص.
وتعمل أستراليا حالياً لوقف انتشار المتحوّرة «دلتا» التي أصابت قرابة ألف شخص في شهر واحد.
البؤرة الجديدة
كشفت بيانات فريق العمل المعني بمكافحة جائحة «كوفيد-19» أن إندونيسيا سجلت، امس الخميس، إصابات يومية قياسية بفيروس كورونا بلغت 56757، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى أكثر من 2.7 مليون.
وتظهر البيانات أيضاً تسجيل 982 وفاة جديدة بالفيروس ليتجاوز إجمالي الوفيات 70 ألفاً.
وأصبحت إندونيسيا البؤرة الجديدة للوباء في آسيا متجاوزة الهند. وأدى تزايد الحالات إلى بلوغ المستشفيات أقصى طاقاتها، وهناك العديد من المرضى يتوفون في منازلهم، فيما تبحث العائلات يائسة عن عبوات الأوكسجين.
وقال ديكي بوديمان خبير الأوبئة الإندونيسي في جامعة جريفيث الأسترالية، لوكالة فرانس برس، إن «إندونيسيا قد تصبح البؤرة الجديدة عالمياً للوباء، وفي مطلق الأحوال هي بؤرة الوباء في آسيا». وأضاف «إذا أخذنا في الاعتبار الفارق بين عدد السكان في الهند وإندونيسيا، فمن الواضح أن الوباء أخطر بالفعل في إندونيسيا». وتابع أن العدد الفعلي للحالات الجديدة قد يكون أعلى من مئة ألف في اليوم، وقد يبلغ في نهاية الشهر ألفي وفاة في اليوم.
وفي ماليزيا المجاورة سجلت 13215 إصابة جديدة بفيروس كورونا في زيادة قياسية لثالث يوم على التوالي. وذكرت السلطات الصحية أن إجمالي الإصابات ارتفع إلى 880782 حتى الآن.
90 في المئة
قالت هيئة تنظيم الأدوية في أوروبا إن سلالة «دلتا» من فيروس كورونا ستشكل 90 في المئة من السلالات المنتشرة في الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية أغسطس/ آب. وأضافت الهيئة أن الحصول على جرعتين من اللقاحات المضادة للفيروس سيوفر الحماية من هذه السلالة سريعة الانتشار.
عودة تدريجية
تعيد أقاليم إسبانيا تدريجياً فرض قيود صحية تراوح بين غلق النوادي الليلية وحصر ساعات عمل المتاجر وعدد الزبائن داخلها، وفرض حظر تجول، في خضم موجة وبائية خامسة أدت إلى ارتفاع كبير لعدد الإصابات بكورونا. وطلب إقليم كتالونيا، بؤرة الموجة الخامسة من الوباء، موافقة القضاء على فرض حظر تجول في مدنه الأكثر تضرراً، بينها العاصمة برشلونة. واتخذت مناطق أخرى، أو تفكر في اتخاذ تدابير مماثلة. وقد أعاد إقليم بلنسية (جنوب شرق) فرض حظر تجول من الساعة الأولى حتى السادسة فجراً، وحصر التجمعات في 32 بلدية تسكنها أكثر من 5 آلاف نسمة على عشرة أشخاص، بعد أن حاز موافقة أعلى هيئة قضائية إقليمية. وأرادت حكومة جزر الكناري تبنّي قيود مماثلة، لكن القضاء المحلي رفض ذلك.
ويتمثل التحدي الذي يواجه 17 إقليماً يتمتع بسلطات حكم ذاتي في البلاد، والمسؤولين الصحيين، في إيجاد وسائل مناسبة لمكافحة الوباء بمفردهم، منذ أن رفعت الحكومة المركزية برئاسة الاشتراكي بيدرو سانشيز، حالة الطوارئ الصحية في مطلع مايو/ أيار.
تكريم الضحايا
كّرمت إسبانيا، امس الخميس، ضحايا الفيروس والطواقم الطبية، فيما تواجه ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات الجديدة رغم التقدم المحرز في حملة التلقيح. وبدأ الاحتفال الذي ترأسه الملك فيليبي السادس، أمام القصر الملكي في مدريد، بحضور العائلة الملكية وأفراد من الحكومة وأهالي الضحايا وممثلي المجال الطبي. وهذا التكريم الثاني من نوعه بعد التكريم الأول الذي أقيم في يوليو/ تموز 2020.
العودة للعمل من المنزل
أبلغ رئيس الوزراء الهولندي مارك روته البرلمان بأن هولندا ستعيد فرض التوجيهات بالعمل من المنزل بسبب تزايد إصابات «كوفيد-19» بعد أسبوعين فحسب، من رفع القيود. وتم إلغاء معظم إجراءات العزل العام في 26 يونيو/ حزيران، بعدما أدى الإسراع في التطعيم باللقاحات الواقية من «كوفيد-19» إلى انخفاض الإصابات بشكل كبير. وجرى استدعاء البرلمان من عطلته الصيفية من أجل مناقشة خاصة بشأن ارتفاع في الإصابات بلغ ستة أمثال، حيث ارتفع عدد حالات الإصابة لأكثر من 10 آلاف خلال 24 ساعة، لأول مرة منذ ستة أشهر.
