عادي

دراجات لندن الكهربائية

21:24 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

أمام لندن أقل من عقد لتصبح مدينة خالية من الكربون، إذا أرادت تلبية الطموحات السياسية والبيئية لمسؤوليها، والتزامهم بأن تكون مدينة الضباب خالية من الكربون بحلول عام 2030.
تؤثر قضية تلوث الهواء في الحياة اليومية لسكان لندن، ووفقاً لبعض التقديرات، فإن التكاليف الصحية لذلك أعلى من أي مدينة أخرى في أوروبا، والمجتمعات الفقيرة والمهمشة هي الأكثر تضرراً. وتتطلب معالجة أزمة المناخ ونوعية الهواء الضارة في العاصمة البريطانية مزيجاً بين الطموح والإلحاح والعمل.
بطبيعة الحال، فإن تحديد الأهداف في حد ذاته لا يحقق الكثير، وحتى عندما يُنظر إلى بعض السياسات على أنها ذات تأثير إيجابي، فإن الحفاظ على الزخم أمر صعب. ولتخفيف عبء التكاليف الصحية لتلوث الهواء في لندن، وتحقيق أهداف صافي الصفر وجودة الهواء، يجب إجراء تغييرات في حياة الأفراد اليومية، إلى جانب نهج ثوري لكيفية عمل المدينة. وأحد المجالات التي تمت مناقشتها كثيراً، والتي يمكن أن تبدأ في معالجة القضية المفصلية هو «النقل البري»، والذي يمثل ما يقرب من ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أوروبا وأحد الأسباب الأساسية للتلوث.
ومن أجل إنشاء مدن نظيفة وخضراء، سيتعين علينا الخروج من سياراتنا واستخدام المسارات المخصصة للدراجات أكثر. فهي، وكما قال رئيس الوزراء بوريس جونسون في وقت سابق، تُحدث فرقاً كبيراً.
تستوعب مدينة لندن حوالي 10 ملايين شخص يقومون بنحو 19 مليون رحلة على مدار اليوم وبكافة الاتجاهات. ويمكن استخدام الدراجة في 8 ملايين رحلة من هذه الرحلات بيسر وسهولة، مما يبرز التغييرات الفردية الصغيرة التي يمكن إجراؤها لمساعدة الكوكب.
ويُعد انتشار «السكوتر الكهربائي» و«الدراجة الكهربائية» في جميع أنحاء العاصمة جزءاً من هذه العقلية المتغيرة، فقد سهّلت وسائل التنقل هذه الحياة على معظم سكان لندن، فضلاً عن فائدتها العظيمة للبيئة. فلكل ميل تقطعه على دراجتك الكهربائية، تحفظ بالمتوسط 112 جراماً من ثاني أكسيد الكربون من الانبعاث في الغلاف الجوي. ويمكن لسكان لندن الذين يستخدمون وسائل التنقل الكهربائية الفردية منع انبعاث ما يصل إلى 40 طناً من ثاني أكسيد الكربون شهرياً.
إن محاولات لندن لجني ثمار تحولها إلى الدراجات الكهربائية ووسائل النقل المستدامة كبيرة، ومع ذلك لا تزال في بداياتها. فالمملكة المتحدة متخلفة عن جيرانها الأوروبيين فيما يتعلق بملكية هذه الوسائل، ونسبة الدراجات الكهربائية المباعة فيها لا تتجاوز 5 % فقط مقارنة بـ 40 % إلى 60 % في بعض دول القارة. ومع ذلك يمكن للندن أن تتجاوز بسهولة دول الجوار من خلال إعطاء الأولوية للوصول إلى هذه الدراجات بدلاً من الملكية.
وعليه، فإن أهداف لندن المناخية الطموحة تتطلب حلول نقل مبتكرة جنباً إلى جنب مع التغيير السلوكي. والدراجات الكهربائية باستطاعتها توفير ذلك بالضبط.

سيتي إيه إم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"