تعيين المواطنين

الاهتمام بالباحثين عن عمل من المواطنين من القضايا الهامة التي يجب أن تظل محل اهتمام جميع القطاعات والجهات الحكومية والخاصة في جميع الأوقات، على أن يكون هذا الاهتمام ملموساً ويتم تطبيقه على أرض الواقع وذلك بتوفير الوظائف المناسبة والتعيين الفوري عليها للخريجين والباحثين عن عمل.
في هذا الوقت من كل عام تخرج الجامعات أعداداً كبيرة من الطلاب الذين ينتقلون إلى مرحلة جديدة، هي مرحلة التدريب الميداني والتأهيل، والبحث عن الوظيفة المناسبة، ونتفق جميعاً على أن القطاع الخاص على وجه التحديد الذي يحتضن قرابة 5 ملايين وظيفة يزخر بالوظائف التي تناسب آلاف الخريجين المواطنين.
جميع المؤسسات والجهات والشركات في القطاع الخاص تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الموضوع الهام، ويجب عليها تخصيص جزء من الوظائف المناسبة لاستقطاب المواطنين، فغير مقبول أن تكون هناك شركات فيها مئات بل آلاف الموظفين لا يوجد بينهم مواطن واحد، وهنا يأتي دور وزارة الموارد البشرية والتوطين في التعامل مع هذه القضية وإلزام مثل هذه الشركات بتعيين مواطنين.
ما حققته دائرة الموارد البشرية في الشارقة خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يثلج الصدور ويعكس مدى الاهتمام المتنامي باستقطاب وتعيين الباحثين عن عمل في مختلف القطاعات، حيث نجحت الدائرة في تعيين 1672 باحثاً وباحثة عن عمل في القطاعين الحكومي والخاص، منهم 1309 في القطاع الحكومي، و363 في القطاع الخاص، على الرغم من التحديات التي تواجه هذا القطاع.
تعميم هذه التجربة الناجحة والتوسع فيها بكل تأكيد يفتحان المجال أمام توفير آلاف الوظائف للمواطنين في شتى المجالات، بما يتناسب مع تخصصاتهم الجامعية، وتعاون القطاع الخاص في هذا الجانب أمر ضروري، لأنه من غير المقبول أن يبحث المواطن الخريج عن فرصة لفترات طويلة أو يظل من دون عمل في ظل وجود قطاع يستوعب نحو 5 ملايين وظيفة، نسبة لا بأس بها منها تناسب المواطنين بمختلف تخصصاتهم وخبراتهم.
الخريج مهما كان تخصصه يتحمل جزءاً من المسؤولية، إذ يتطلب منه القبول بما هو متاح من الوظائف وعدم اشتراط وظيفة معينة، أو الانتظار طويلاً حتى تتوفر الوظيفة التي يحلم بها، ويتوجب على الخريج البدء بالعمل من خلال ما هو متوفر ثم التدرج في السلم الوظيفي، وهذا يتحقق من خلال إثبات نفسه في العمل واكتساب الخبرات ومن ثم الانتقال إلى وظيفة أفضل.
 [email protected]