عادي

حارس مكتبة الإسكندرية.. إمبراطور مجهول الهوية

23:29 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

أمام مدخل مكتبة الإسكندرية يقف تمثال ضخم، يعد من أهم المقتنيات الأثرية للمكتبة. ويلفت نظر كل من يزور المكتبة؛ لضخامته؛ حيث يبلغ ارتفاعه 13متراً، ويبدو وكأنه فارس أسطوري يتولى حراسة وحماية مكتبة الإسكندرية.

وعُثر على التمثال تحت مياه البحر المتوسط بالميناء الشرقي بالإسكندرية، من ضمن الآثار الغارقة، التي اكتشفت قبل نحو عقدين من الزمن.

ويقال: إنه ظل تحت المياه لأكثر من 200 عام، حتى عثر عليه في عام 1995 علي يد الفرنسي جان إيف امبريور، عند قلعة قايتباي بالإسكندرية، فأعيد تأهيله بوضعه لمدة 6 أشهر في مياه عذبة، لغسله من آثار الزمن، الذي قضاه غارقاً تحت الماء، ولامتصاص آثار الملوحة والملوثات التي علقت به، ثم أُعيد ترميمه.

ويتكون هذا التمثال الضخم، من 4 أجزاء؛ هي: الجسم والرأس والذراع والتاج، وهو منحوت من الجرانيت الوردي، وهو ما أسهم في بقائه سليماً خلال المدة الطويلة، التي قضاها في مياه البحر المتوسط؛ إذ يمتاز الجرانيت، بالصلابة وعدم المسامية، مما قلل نفاذية ماء البحر إلى داخل التمثال.

ويتفق خبراء آثار مكتبة الإسكندرية وغيرهم على أنه ينتمي إلى العصر البطلمي، وأنه تمثال لشخصية إمبراطورية حكمت مصر، فالتمثال مصور على هيئة فرعونية، بالوضع الأمامي المعتاد في التماثيل المصرية، ووضع فوق رأسه تاج أبيض، هو تاج مصر العليا، كعادة تماثيل الفراعنة.

لكن خبراء الآثار غير متفقين، حتى الآن، على هوية صاحب هذا التمثال، ومما يزيد حيرتهم أنه لا يحمل أية نقوش يمكن من خلالها تحديد هويته. ويسود اعتقاد لدى بعضهم بأن هذا التمثال، ربما يمثل الملك بطليموس الأول، مؤسس دولة البطالمة في مصر، والذي يعتقد أنه مؤسس مكتبة الإسكندرية القديمة، التي كانت أول مكتبة عرفها العالم، لكن هناك من يرى أنه ربما يكون لبطليموس الثاني، الذي حكم مصر في القرن الثالث قبل الميلاد، غير أنه بالنظر إلى ملامح الوجه، وتسريحة الشعر، كما تقول مكتبة الإسكندرية، وهي تتحدث عن هذا التمثال، إنه ربما يصور بطليموس التاسع أو بطليموس العاشر.

وهكذا يتفق معظم خبراء الآثار على أن التمثال يخص بطليموس، ولكن أي بطليموس فيهم، وهذا هو محل الاختلاف، ونقطة الجدل، التي ستظل قائمة، حتى يبوح التمثال بأسراره، أو يتوصل علماء الآثار إلى كشف جديد، يمكنهم من حل لغز هذا التمثال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"