التاريخ الهجري.. متى نذكره؟

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

من منا يستعمل التاريخ الهجري هذه الأيام، من منا يستخدمه في حياته اليومية، أو تستخدمه الوزارات والمؤسسات والدوائر والشركات في المعاملات الرسمية، من يتذكر آخر مرة كتب فيها أو دوّن شيئاً مستخدماً في ضبط تاريخه اليوم والشهر والسنة الهجرية.
بشكل عام أصبحنا في هذه الأيام لا نستذكر السنة الهجرية إلا لمعرفة موعد شهر رمضان، ومن ثم الإجازات التي تخص عيد الفطر وعيد الأضحى والمولد النبوي، ورأس السنة الهجرية؛ أي الرابط الرئيسي هو معرفة موعد الإجازة لا غير، حيث أصبح التعامل بالتاريخ الهجري نسياً منسياً على الرغم من ارتباطه بتاريخ هجرة سيد البشر النبي الهادي محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من ارتباطه روحياً ونفسياً بالأمة العربية والإسلامية.
من يريد أن يعرف التاريخ الهجري يعود غالباً إلى الصحف، حيث لا زال معظمها في الدولة يستخدمه إلى جانب التاريخ الميلادي، أما في الغالب فهو مهمش مستبعد من الاستعمال دون سبب يذكر، على الرغم من أنه جزء لا يتجزأ من الهوية والانتماء، فجل شعوب الأرض تحتفي بطريقة حسابها للتاريخ وتتعامل به في مؤسساتها ودوائرها الرسمية والخاصة دون استثناء.. تحترم كينونتها وانتماءها.
لا زلت أذكر أنني حينما وددت أن أعرف تاريخ ميلادي وسألت أبي حفظه الله، أخرج ورقة مدوناً فيها تاريخ ميلادي أنا وأختي باليوم والشهر والسنة الهجرية فقط لا غير، حيث كان أهلنا يتعاملون بالتاريخ الهجري قبل أي تاريخ آخر، حتى المؤسسات والجهات الرسمية قبل عقود قليلة من الزمن، كانت تصر على استخدام التاريخ الهجري، ثم استخدمت التاريخ الميلادي مصاحباً للتاريخ الهجري، حتى وصل بنا الحال إلى هجر وتناسي التاريخ الهجري تماماً، وإلغاء حضوره في الوثائق والمراسلات، والاكتفاء بالتاريخ الميلادي فقط، إلا من رحم ربي في القليل من المؤسسات الرسمية التابعة للدولة فقط.
التدوين بالتاريخ الهجري هوية ومرجعية دينية وروحية ونفسية، تربطنا بصاحب الرسالة: الرحمة المهداة، الهادي الأمين، رسول البشرية وخاتم الأنبياء.. تاريخ يربطنا بمجد لا مجد مثله، وانتماء له حضوره وجذوره وكينونته الحضارية والدينية.
هل  يا ترى  نعجز عن أن نعود لهويتنا؟ نعود فنلتزم باستخدام التاريخ الهجري في كل معاملاتنا الرسمية في كل القطاعات العامة والخاصة، مع التاريخ الميلادي للأغراض الدولية فقط لا غير.
أم نكتفي بالبحث هنا وهناك لمعرفة في أي شهر هجري نحن؛ لمعرفة مواعيد الإجازات المرتبطة به فقط لا غير.
يصادف يوم غد أول شهر محرم من السنة الهجرية الجديدة 1443، فكل عام هجري وأنتم بخير. جعلها الله سنة خير وبركة ورفع للغمة والوباء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"