عادي

هل يتزاور الأموات؟

14:02 مساء
قراءة دقيقتين
هل يتزاور الأموات؟
هل يتزاور الأموات؟

عندما يوضع الميت في قبره، لا يعني ذلك أنه ذهب فوراً إما إلى الجنة وإما إلى النار، بل يعيش حياة برزخية وهي أشد مرحلة يمر بها الميت، لأن الحياة البرزخية طويلة، قد تطول إلى آلاف السنين .

فالذين ماتوا منذ عهد آدم عليه السلام وإلى اليوم، مازالوا في قبورهم ينتظرون قيام الساعة، وساعة الحساب والجزاء عند الميزان، وبعد ذلك يتقرر مصير أبناء آدم من قابيل وهابيل إلى من على شاكلة كل منهما .

هل تلتقي أرواح الأموات بعد موتها؟

نعم، تلتقي الأرواح بعضها بعضاً في البرزخ بناء على ما ورد في أحاديث صحيحة، وإن كانت الحياة البرزخية لا نستطيع ان نصفها بأكثر مما قرأنا عنها في الأحاديث .

وليس من المطلوب أن نجزم بأنهم يسمعون أصوات بعض كما هي حالنا في الدنيا، لكن يكفي أن نعلم انهم كلما ورد عليهم قادم جديد، قابلوه وسألوه عن حال فلان وعلان من أهل الدنيا .

ففي القرآن الكريم قوله تعالى يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (الآية رقم 169 من سورة آل عمران).

وقال أيضاً يستبشرون بنعمة من الله وفضل (الآية رقم 171 من سورة آل عمران).

وقال ابن القيم إن القرآن عندما أثبت حياة الشهداء في قبورهم، وقال عنهم بأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، أراد بذلك أنه يبشر بعضهم بعضاً بوصول إخوانهم .

ويقول الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره حول الآية يستبشرون بنعمة من الله وفضل أي يهنئ بعضهم بعضاً .

وفي هذه الآيات ليس الحديث عن الشهداء فقط، بل فيها إثبات حياة البرزخ ونعيمها بشكل عام، وأن فيها تلاقي أرواح أهل الخير، وزيارة بعضهم بعضاً، وتبشير بعضهم بعضاً .

وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه .

والأوضح من هذا حديث البيهقي في شعب الايمان عن ابن سيرين عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من ولي أخاه فليحسن كفنة، فإنهم يتزاورون فيها .

وفي فتاوى ابن تيمية رحمه الله أنه سئل عن الميت وأرواح الموتى هل يجتمع بعضها ببعض أم لا، وهل يعرف الميت من يزوره أم لا؟ فأجاب بعد الحمد لله بأن أرواح الأحياء إذا قبضت تجتمع بأرواح الموتى، ويسأل الموتى القادم عليهم عن حال الأحياء، فيقولون: ما فعل فلان؟ فيقولون: فلان تزوج وفلان على حال حسنة .

ويقولون: ما فعل فلان؟ فيقول: ألم يأتكم؟ فيقول: لا ذهب به إلى أمه الهاوية، وقال ابن تيمية أيضاً بأن الميت قد يعرف من يزوره، ولهذا كانت السنة أن يقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين .

من أرشيف «الخليج»:

ملحق الدين والحياة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"