عادي
يستضيفه «الشارقة للحضارة الإسلامية» حتى 11 ديسمبر

«قطرة بعد قطرة».. نافذة على 120 مقتنى تاريخياً وعملاً فنياً

19:22 مساء
قراءة 3 دقائق
20210609-JRT_1613

يواصل متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، استضافة معرض «قطرة بعد قطرة تتساقط الحياة من السماء»، الذي أطلقته هيئة الشارقة للمتاحف يوم 9 يونيو الماضي، ويستمر حتى 11 ديسمبر المقبل. وما إن يصل الزائر إلى منطقة قلب الشارقة، حتى تأسره بتراثها الثري، وتدهشه بروعة المتاحف والأثريات التي تمتد على طول شارع ينبض بعبق التاريخ، ويروي حكايات لحضارات وأمم خلت. وبمجرد عبور الزائر المدخل الرئيسي، حتى ينتقل من العصر الآني إلى العصور الغابرة، ويقبل على رحلة في ممر ينقله مع كل خطوة من عصر إلى آخر ومن حضارة إلى أخرى. وبمتابعة الرحلة يصل الزائر إلى صالة المجرة للمعارض المؤقتة ليصل إلى أعمال «قطرة بعد قطرة»، والتي تصل إلى 120 مقتنى تاريخياً وعملاً فنياً لحضارات مختلفة من متاحف عدة في إيطاليا، ومن متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومتحف الشارقة للفنون، موزعة على أربعة محاور هي: نعمة الماء والإسلام، الماء والحياة اليومية، والحمام التقليدي، الحدائق.

ويتناول المعرض حضور الماء ومكانته في الحضارة الإسلامية، التي استندت إلى القرآن الكريم بما يتضمنه من قواعد تركز على أهمية الماء ودوره في صنع حضارة ثرية بفنون العمارة والأدب والفلسفة والموسيقى والفقه، فضلاً عن التشابه والاختلافات الثقافية والإقليمية، عبر مجموعة من المقتنيات المعروضة التي تضم الأكواب والسجاد والنوافير والأواني المميزة بزخارفها وبالقصص التي ترويها.

تصاميم إبداعية

يدلف الزائر بوابة المعرض التي تفتح تلقائياً ترحيباً به، حتى تبدأ رحلة أخرى، لا تقل تشويقاً عن سابقتها، وسرعان ما يشعر الزائر بعبق الحضارات التي توالت على صفحات التاريخ، ويأسره تدفق الماء الذي تصل أصواته عبر سماعات صوت هادئه، مشكّلة موسيقى عذبة تطرب الآذان وتغذي الأذهان. وبتنقله بين ردهات المعرض وانتقاله من حضارة إلى أخرى، يجد نفسه أمام تصاميم إبداعية، وأشكال هندسية ل7 فوهات نوافير صممت على هيئات تنانين، ودلافين، وأفاعي، وطيور، وغيرها من الأشكال التي برعت في تصميمها ونقشها أيادٍ ماهرة في تلك العصور. وتعود هذه الإبداعات بزائرها إلى سوريا خلال الفترة الزمنية ما بين القرن التاسع والثالث عشر الهجريين، والخامس عشر والتاسع عشر الميلاديين؛ إذ تبدأ بفوهة نافورة من النحاس الأصفر على شكل دولفين ذو زعنفة ظهرية مقدمة بشكل طبيعي وحيوي؛ حيث يسمح تصميم الذيل والفم المفتوح للدولفين بتدفق المياه إلى الخارج، كما تزين الجسم بأشكال زخرفية لقشور السمك، والعينان لوزية الشكل وحيويتان.

وبمواصلة الرحلة تستوقف الزائر فوهتان لنافورتين من النحاس الأصفر على شكل ثعبان، حفر جسم أحدها بأشكال دائرية تتناقص تدريجياً باتجاه رأس الثعبان، الذي زود بفم مفتوح يسمح بتدفق المياه إلى الخارج، فيما تعرض الثانية، وهي مصنوعة من النحاس، كافة السمات الجوهرية لفوهات النوافير ذات الشكل الحيواني بما تتضمنه من وجود الزعنفة المزدوجة والذيل الملتوي والأنياب المفتوحة والقامة الطويلة. أما فوهة النافورة المسبوكة من النحاس على شكل طائر، فإن لها شكلاً غير اعتيادي؛ حيث يتميز الجسم بكونه أنبوبي الشكل، ينحني لتشكيل رأس وذيل بشكل منمنم لحيوان ما، ربما يكون طائراً أو تنين منمنم، ويتميز الرأس بوجود عيون ناتئة ومنقار مفتوح، وإلى جانبها فوهة لنافورة من البرونز التي تعتبر مثالاً نموذجياً لهذه الفئة من الأعمال الفنية؛ إذ صمم الجسم على شكل حرف «S»، وذيل مجدول، وزعانف ظهرية وأمامية متقنة، وعيون ناتئة وأنياب مفتوحة. كما تبرز فوهة نافورة مسبوكة من النحاس مع شكل الهلال، تم تصنيع جسمها من سبيكة نحاسية أسطوانية الشكل بها وعاء ماء مضلع وفوهة واسعة، يعلوها شكل الهلال الذي يكثر استخدامه في الرموز التركية، فيما تتألق فوهة نافورة منمنمة من البرونز على شكل تنين، وهي نموذج ثقيل الوزن من البرونز المسبوك، يتسم بوجود كافة العناصر القياسية الواجب توافرها في تلك الفئة من فوهات النوافير بما تتضمنها من زعانف ظهرية وأمامية، وطوق به ثلاثة خطوط متوازية، وقمة مدببة وأنياب حادة مفتوحة.

ومن خلال هذه النافورة يمكن للزائر الاطلاع على كيفية وصول شكل التنين إلى الأراضي الإسلامية، التي ورثته من الشرق الأقصى؛ حيث كان يرمز لطبيعة الخير؛ حيث ظهرت أشكال التنين لأول مرة في بلاد الإسلام قادمة مع غزو السلاجقة الأتراك في القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي، ليظهر بعد ذلك بشكل أكثر تجلياً، خلال الغزوات المغولية والسلالات الحاكمة، التي توالت على إيران خلال القرن السابع الهجري، وكان الانتشار الأكبر لشكل التنين في البلاد الإسلامية قادماً من بلاد فارس، جنباً إلى جنب مع الأشكال الزخرفية لزهرة اللوتس والعنقاء «سيمورج»، وجميع التصاميم الشعبية التي كانت تتواجد على الحرير الصيني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"