الإمارات..عطاء ثقافي مستمر

01:08 صباحا
قراءة دقيقتين

مروة عبيد العقروبي *

تحتفظ دولة الإمارات برصيد لا ينضب من العمل الإنساني، الذي بات رسالة محبة وصداقة وسلام إلى العالم أجمع؛ إذ تمتد أياديها البيضاء إلى كل مكان، مقدمة للدول الشقيقة والصديقة كل عون تحتاج إليه، كي تتجاوز تحدياتها، وتوفر لشعوبها ما يحفظ كرامتهم، لتعلو مكانتها بين الدول بالخير اللامحدود، والعطاء الذي لا يميز بين إنسان وآخر، مستلهمة من قادتها نهجهم المستمر في البذل والعطاء.
ولعل ما يميز تجربة الإمارات في العمل الإنساني، هو تنوعه وتعدد مجالاته؛ إذ لا يقتصر على المساعدات الغذائية والصحية، وحماية المدنيين وحفظ السلام، وإنما يتسع ليشمل تطوير البنية التحتية، ودعم القطاعات الاقتصادية التي يمكن أن تنهض بحياة الشعوب، وافتتاح المدارس والمنشآت الرياضية، وصولاً إلى العطاء الثقافي، المتمثل في افتتاح وإعادة تأهيل المكتبات، وتوفير الكتب لغير القادرين على الوصول إليها. 
قبل سبع سنوات، قُدّر لي أن أكون ضمن الوفد الذي قادته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، الرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، لزيارة المخيم الإماراتي الأردني، في رحلة مملوءة بالأمل والإلهام، من أجل تزويد أطفال المخيم بالكتب التي تبث في نفوسهم البهجة والفرح.. كان استقبال الأطفال للوفد وللكتب حدثاً غير عادي، جعلني أكثر إدراكاً لأهمية العمل الإنساني في تغيير الحياة حتى من خلال أبسط الأشياء. 
ومنذ أيام ليست بالبعيدة، امتد عطاء الشيخة بدور إلى فلسطين، مع إعلانها تخصيص ريع الطبعة الأولى من كتابها «العاصمة العالمية للكتاب»، لدعم مشروع إعادة بناء «مكتبة سمير منصور» في قطاع غزة، والتي تأسست قبل 21 عاماً، واحتضنت أكثر من 100 ألف كتاب، لتعيد الشارقة إحياء هذا الصرح الثقافي الذي ظل دائماً مكاناً للحوار والمعرفة ولإرساء السلام الذي تتطلع إليه كل شعوب الأرض.
تعلّمت من الشيخة بدور أن الاهتمام بالكتاب وتغذية العقول وتأهيل المكتبات، هو قمة العمل الإنساني.. لأن بناء ثقافة الإنسان عبر تنمية معارفه يحفظ الذاكرة الإنسانية، ويسهم في الوصول إلى شخصية سوية وإيجابية، حريصة على مجتمعها ووطنها، محبة للخير لدول العالم كافة، فالكتب والمكتبات هي التي تجمع بين الناس، وتمد بينهم جسور التواصل التي نحتاج إليها جميعاً.
العمل الإنساني في الإمارات أصبح أيقونة عالمية، ومثالاً وقدوة لكل من يتطلع إلى القيام بجهد يترك أثراً دائماً.. عمل يغيّر حياة الشعوب وينهض بالمجتمعات نحو الأفضل.. وعطاء مستمر لا يترك مجالاً إلا ويزدهر فيه، ليظل هذا الاهتمام الإماراتي بالآخر، الشقيق والصديق، جزءاً من حياة كل واحد من أبناء الدولة، وسيظل هذا الخير في نفوسهم إلى الأبد.
* مدير بيت الحكمة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مديرة بيت الحكمة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"