إلزامية الحضور

02:07 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

لم تكن القرارات الصادرة من قبل الدوائر والمجالس التعليمية في عدد من إمارات الدولة، والمتعلقة بإلزامية التعليم الحضوري مستغربة، مع انحسار جائحة كورونا، ووصول عدد الإصابات اليومية إلى ما دون ال 150، في إنجاز كبير يحسب لقيادتنا الرشيدة التي أثبتت كفاءة عالية وقدرة كبيرة في التعامل مع «الفيروس»، بعد أن أفلحت جهود القطاع الطبي في الوصول بأفراد المجتمع إلى بر الأمان، وعودة الحياة إلى طبيعتها، التي لا نكاد نشعر فيها بوجود «كورونا» لولا الكمامة التي ما زلنا نلبسها، على أمل خلعها، عند الخلاص نهائياً من الجائحة.
العام الدراسي الذي انقضى أكثر من شهر على انطلاقته، يعتبر حتى الآن ناجحاً بمختلف المقاييس، وما كان يتخوف منه الميدان التربوي من تفشي الفيروس في المدارس، لم يحدث بحمد من الله، حيث بقيت الفصول الدراسية عصية على الانكسار أمام «كورونا»، الذي وجد نفسه مكبلاً بفعل الإجراءات الاحترازية المطبقة، والفحوص المسبقة، لتدور عجلة العملية التعليمية بتسارع، ويجلس الطلبة على مقاعدهم، للنهل من بحور العلم، التي اشتاقوا إليها.
قرار إلزامية الحضور كان لا بد منه، خصوصاً مع الخوف غير المبرر الذي  مازال ينتاب بعض الأهالي، ما دفعهم إلى اختيار التعليم عن بعد، الذي على الرغم من نجاح وزارة التربية والتعليم في تطبيقه، إلا أنه يعتبر خياراً طارئاً فقط، ولا يمكن الاعتماد عليه وحده لتخريج طلبة لا يزال بعضهم يدفع فاتورة الفاقد التعليمي، نتيجة عجزهم عن التعامل مع الدراسة الافتراضية، التي تتطلب تفرغ الأهالي كلياً لتدريس أبنائهم، ولعبهم دور المعلم داخل البيت.
البشرى التي زفها مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بخروجنا من أزمة «كورونا» بعثت الطمأنينة في نفوس السواد الأعظم في الميدان التربوي، الذي يدرك جيداً أن رسائل سموه، مبنية على حقائق ووقائع، عايشناها مع بداية الجائحة، ولمسنا فحواها، «ولم نشل هماً» في ظل وجود قيادة أثبتت ريادة عالمية في التعامل مع الجائحة.
الحضور الطلابي، سيفرض على بعض الإدارات المدرسية تحدياً جديداً، خصوصاً تلك التي يتعلم أكثر من 50% من طلبتها في منازلهم، وتباشر عملها بنصف الكادر التدريسي، الذي عليها استكماله وتسكين الشواغر بأسرع وقت ممكن، وإلا سوف يجد طلبتها أنفسهم في مهب الريح، ومستمرين في فصول واقعية لا يوجد من يديرها، وكي لا نصل إلى هذه المرحلة، فإن الدوائر والمجالس التعليمية مطالبة بتكثيف الرقابة على المدارس وإلزامها بمواكبة توجهات الدولة التي تعتبر التعليم أولوية لا يمكن الاستهانة بها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"