عادي
بكين لم تحدد بعد موقفها من مساعدة الشركة المشارفة على الإفلاس

رئيس «إيفرجراند» في هونج كونج لبحث الهيكلة وبيع أصول

22:42 مساء
قراءة 3 دقائق
مركز إيفرجراند في هونج كونج (رويترز)

قال مصدران إن الرئيس التنفيذي لمجموعة إيفرجراند يجري محادثات في هونج كونج مع بنوك استثمار ودائنين بخصوص إعادة هيكلة محتملة وبيع أصول، في الوقت الذي تكافح فيه مجموعة التطوير العقاري الصينة المتعثرة العجز عن سداد ديون تتجاوز 300 مليار دولار.

وأبلغ المصدران رويترز أن الرئيس التنفيذي شيا هايجون، المقرب من هوي كا يان رئيس مجلس الإدارة والذي يدير العمليات اليومية للمجموعة بما في ذلك التمويل، موجود في هونج كونج، حيث تملك المجموعة عمليات كبيرة، منذ أكثر من شهرين.

وذكر مصدر ثالث أن شيا يجري محادثات مع بنوك ودائنين في هونج كونج، لكنه لم يفصح عما تجري مناقشته.

لم تطلع إيفرجراند، التي مقرها شنتشن وينوء كاهلها بالتزامات بأكثر من 300 مليار دولار، المستثمرين الخارجيين على تفاصيل بشأن خططها للسداد بعدما تخلفت بالفعل عن سداد ثلاث دفعات فوائد على سندات دولارية.

وقال أحد المصادر إن شيا يريد التواصل مع البنوك الأجنبية بشأن تمديد أجل قروض ومدفوعات. وامتنع المصدر عن تحديد هوية الدائنين الذين تحدث معهم شيا.

وتسعى إيفرجراند جاهدة لبيع بعض الأصول لجمع سيولة، وهي جهود لم تحقق نجاحا يذكر حتى الآن، مع تنامي المخاوف في الأسابيع الأخيرة من انهيار محتمل وتأثيره على الأسواق العالمية والاقتصاد الصيني.

المركزي الصيني

وخرج المصرف المركزي الصيني الجمعة عن صمته مؤكدا أن الدين الهائل للمجموعة الصينية العملاقة «إيفرجراند» يفترض ألا يشكل خطرا على النظام المالي للبلاد.

وعلى الرغم من عاصفة في الأسواق المالية في أيلول/سبتمبر، لم تحدد بكين ما إذا كانت ستساعد الشركة التي باتت على حافة الإفلاس.

وتكافح «إيفرجراند» التي قامت بتنويع واسع في أعمالها في السنوات الأخيرة، منذ أسابيع لتسديد فوائد مترتبة عليها وتسليم شقق. ونقلت وسائل إعلام محلية عن زو لان المسؤول في المركزي الصيني قوله: «بشكل عام يمكننا التحكم بمخاطر انتقال عدوى النظام المالي».

وأضاف في لقاء مع صحافيين أن السلطات «تحث إيفرجراند على زيادة جهودها لبيع الأصول وتسريع استئناف العمل في مواقع البناء». وتابع زو أن السلطات «تقوم بعمل إصلاح تنظيف ومعالجة المخاطر وفقا لقواعد القانون والسوق».

مؤخرا، اشتكى العديد من المقاولين من الباطن والموردين من أنهم لم يتلقوا رواتبهم. ورفع البعض دعاوى في القضاء بينما أغلقت مواقع بناء.

وقال زو إن المجموعة «تمت إدارتها بشكل سيء جدا» وتوجهت إلى التنويع «بشكل عشوائي» مما أدى إلى «انفجار المخاطر».

وبالإضافة إلى العقارات، تستثمر المجموعة في قطاعات السياحة والتكنولوجيا الرقمية والتأمين والصـــحــــة وكــــذلك فــــي السيارة الكهربائية.

وتأسست «إيفرجراند للسيارات» فـــــي 2019 على أمل إحداث ثورة في هذا القطاع ومنافسة الأميركية «تيسلا». وحتى الآن لم تسوق أي سيارة بعد.

والمجموعة معروفة في الصين بناديها لكرة القدم «غوانغتشو اف سي» (غوانغتشو إيفرجراند سابقا) الذي دربه في فترة ما بطل العالم الإيطالي فابيو كانافيرو.

«خطوط حمر»

شكل قطاع العقارات أحد محركات الاقتصاد الصيني عبر بناء ملايين المساكن.

ونشأ هذا الحماس خصوصا من حاجة معظم الصينيين إلى امتلاك عقارات في نتيجة شبه حتمية للتقدم الاجتماعي.

لكن في مواجهة تضخم الديون في العقارات، فرض المنظمون على القطاع خطوطاً حمر، تهدف إلى تقليص اللجوء إلى اقتراض المتعهدين.

ومنذ ذلك الحين، كافحت الشركات الأكثر ضعفا من أجل مواصلة نشاطاته بينما تباطأت مبيعات العقارات وأسعارها بشكل حاد في الأشهر الأخيرة.

واعترفت «إيفرجراند» الشهر الماضي بأنها قد لا تكون قادرة على الوفاء بجميع التزاماتها لكنها نفت أن تكون على وشك الإفلاس.

وتظاهر عشرات من المالكين الذين خسروا أموالهم والموردين الذين لم يتسلموا مستحقاتهم أمام مقر «إيفرجراند» في شينزين (جنوب الصين).

في نهاية أيلول/سبتمبر لم تتمكن المجموعة من تسديد دفعات قروض يبلغ مجموعها 131 مليون دولار (113 مليون يورو). وهذا الشهر، لم تتمكن من احترام قرض ثالث بقيمة 148 مليون دولار (127 مليون يورو). مع ذلك، تستفيد المجموعة من فترة سماح مدتها 30 يوما لكل قرض.

والموعد الأخير لتسديد الدفعة الأولى هو 23 تشرين الأول/أكتوبر. لكن على المجموعة أن تسدد أيضا 28 مليون يورو إضافية لدائنيها قبل نهاية تشرين الأول/أكتوبر.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"