عادي

أستراليا تعتزم بلوغ الحياد الكربوني سنة 2050.. من دون تحديد الطريقة

20:06 مساء
قراءة 3 دقائق
d5c41f00-9b5b-4206-8af0-adb2e5631632

سيدني- أ.ف.ب

أعلنت أستراليا، أكبر البلدان المصدّرة للفحم في العالم، الثلاثاء، عزمها الوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، لكنها لم تكشف تفاصيل بشأن الطريقة التي تعتزم من خلالها بلوغ هذا الهدف، مجددة دعمها لقطاعي المناجم والفحم.

وقال رئيس الوزراء المحافظ سكوت موريسون،لدى إعلانه عن القرار: إن الأستراليين يريدون خطة لعام 2050 الانبعاثات المعدومة، تلحظ القيام بما يلزم على صعيد التغير المناخي، وتوفر لهم مستقبلاً في العالم المتحوّل. ولم تكشف أستراليا تفاصيل كثيرة عن الطريقة التي تعتزم من خلالها بلوغ الحياد الكربوني. وتنص الخطة التي قدمها موريسون على استثمارات تقرب قيمتها من 15 مليار دولار أمريكي في مجال التكنولوجيا المراعية للبيئة.

ووافقت أستراليا على تقليص انبعاثاتها بنسبة تراوح بين 26% و28% مقارنة مع مستويات عام 2005. واكتفى رئيس الوزراء الأسترالي، أمس الثلاثاء، بالتأكيد أن بلاده «ستبلغ وتتخطى» هذا الهدف، معوّلاً على تقليص الانبعاثات بنسبة تراوح بين 30 % و35%.

دعم قطاع الفحم

كذلك أعاد رئيس الوزراء الأسترالي تأكيد دعمه قطاع المناجم والغاز في البلاد. وقال خلال مؤتمر صحفي: إن هدف بلوغ الحياد الكربوني سنة 2050 «لن يوقف إنتاجنا للفحم أو الغاز ولا صادراتنا»، كما «لن يكلفنا فقدان أي وظيفة لا في الزراعة ولا المناجم ولا الغاز». وكان صرّح سابقاً في بيان نشره مكتبه «لن نتلقى أي دروس من آخرين لا يفهمون أستراليا».

ولا تزال أستراليا التي تُعتبر على نطاق واسع من البلدان المتأخرة في مجال مكافحة التغير المناخي، أكبر مصدّر عالمي للفحم الذي يعتمد عليه جزء كبير من إنتاجها الكهربائي، وهي لطالما قاومت اعتماد هدف الحياد الكربوني. ويأتي هذا الالتزام قبل أيام من انطلاق مؤتمر الأطراف السادس والعشرين للمناخ (كوب26) الذي سيمثل فيه موريسون أستراليا في مدينة جلاسكو الإسكتلندية.

وتواجه كانبيرا انتقادات متزايدة لتلكؤها عن التحرك في السابق، بعضها من أقرب حلفائها الولايات المتحدة وبريطانيا، إضافة إلى الجزر المجاورة في المحيط الهادئ والتي تواجه مخاطر كبيرة جراء التغير المناخي.

وتقدم سكّان في جزر مضيق توريس في شمال أستراليا، أمس الثلاثاء، بدعوى قضائية جماعية ضد الحكومة الأسترالية اعتبروا فيها أن ارتفاع مستوى مياه البحر جراء الاحترار المناخي يمثل تهديداً وجودياً لأراضيهم وثقافتهم. وطلب المدعون من محكمة فيدرالية أن تأمر كانبيرا ب«تقليص انبعاثات غازات الدفيئة إلى مستوى سيحول دون تحوّل سكان جزر مضيق توريس إلى لاجئين مناخيين».

وعي شعبي متزايد

ولم يكشف موريسون تفاصيل الخطة ولا التنازلات التي قدمها لشركائه في الائتلاف الحكومي الذي لطالما هيمنت عليه أطراف مشككة في التغير المناخي، وجهات داعمة لقطاع الفحم، بعد أسابيع من المفاوضات الداخلية المتشنجة. وفي ظل تكاثر موجات الجفاف والحرائق والفيضانات خلال السنوات الأخيرة، يدرك الأستراليون، بصورة متزايدة، المخاطر التي يواجهونها جراء التغير المناخي.

وأظهر استطلاع للرأي نشره معهد «لوي» في وقت سابق هذا العام أن 78 % من الأستراليين يدعمون اعتماد خطة للحياد الكربوني بحلول 2050، و63 % يؤيدون منع إقامة مناجم جديدة للفحم في البلاد.

وقال الأستاذ في معهد الدراسات الأسترالية في كانبيرا مارك كيني: إن ضغوط الرأي العام والمجتمع الدولي «جعلت من الصعب أكثر على الائتلاف التشبث بموقفه القائم على إنكار» التغير المناخي. غير أن كيني رأى أن الالتزامات التي قطعتها أستراليا، أمس الثلاثاء «لا قيمة لها على أرض الواقع».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"