عادي

بعد سنة على الاشتباكات مع الصين .. الهند تعزز دفاعاتها على طول حدود الهيمالايا

20:38 مساء
قراءة دقيقتين

الهند- أ.ف.ب

يبدو الطريق المتعرج على مشارف الحدود الهندية مع التيبت في جبال الهيمالايا، أقرب إلى لوحة بانورامية مع الأنهار والبحيرات الهادئة، لكن يمكن أيضاً رؤية براميل مدفعية ومنشآت عسكرية في أماكن عدة.

بعد عام من الاشتباكات في منطقة لاداخ التي أسفرت عن سقوط 20 قتيلاً على الأقل في صفوف الجنود الهنود وأربعة من الجانب الصيني، تعزز الهند دفاعاتها على طول حدودها الفاصلة بين أروناتشال براديش والتيبت، وهي منطقة توتر شديد مع الصين.

واحتلت الصين لفترة وجيزة ولاية أروناتشال براديش الهندية التي تطالب بكين بالسيادة عليها، معتبرة أنها أرض من جنوبي التيبت، بعد ثلاث سنوات من رحيل الدالاي لاما الرابع عشر في مارس/آذار 1959 خلال نزاع قصير كان دموياً.

مستوطنات صينية على الحدود

وكان الزعيم البوذي لجأ إلى هذه الولاية بعد فشل انتفاضة ضد الحكم الصيني في موطنه التيبتي قبل أن يستقر لاحقاً في دارامسالا في ولاية هيماشال براديش الهندية؛ حيث لا يزال يقيم. وترسل الدولتان النوويتان المتنافستان دوريات بانتظام إلى المناطق التي تطالب بها الأخرى أو تسيطر عليها. وتتهم الهند من جانب آخر، الصين بإقامة مستوطنات دائمة قريبة من حدودهما المشتركة.

وقال اللفتنانت جنرال مانوج باندي: «لاحظنا تطوير البنية التحتية على الجانب الصيني. لقد أدى ذلك إلى عدد أكبر من القوات المتواجدة الآن هناك».

وردت نيودلهي بتعزيز انتشارها العسكري في أروناتشال براديش ونشرت فيها صواريخ كروز ومدافع هاون ومروحيات نقل من طراز «شينوك» من صنع أمريكي وطائرات بدون طيار.

جغرافيا «معادية»

ويشرح ضباط المنطقة، أن الصدامات السنة الماضية، أظهرت الحاجة الملحة إلى تعزيز الدفاع على الحدود بعد مناقشات غير مثمرة مع بكين بهدف تخفيف الانتشار من الجانبين. وغالباً ما تنخفض درجات الحرارة حول تاوانغ - وهي قرية استراتيجية معزولة وتعد بين الأقرب إلى التيبت- إلى ما دون الصفر ويصبح الأكسجين عند هذا الارتفاع قليلاً. ويمكن أن تعزل المواقع العسكرية المتقدمة عن العالم الخارجية لأسابيع كاملة خلال الشتاء.

وقال أحد ضباط الجيش الهندي: «إن جغرافيا المنطقة غير ملائمة للبشر، وهذا قد يكون قاتلاً إذا لم يكن الأشخاص مدربين أو متأقلمين أو في صحة جيدة».

ويقوم مهندسو الجيش ببناء نفق ضخم على ارتفاع أربعة آلاف متر فوق مستوى البحر ويفترض أن يدشن السنة المقبلة لكي يربط المنطقة بمناطق واقعة إلى الجنوب أكثر بهدف توسيع نطاق منطقة الجنود.

وأوضح الكولونيل باريكشيت مهرا مدير المشروع، أن مثل هذه الأنفاق، ستتيح تأمين اتصال طوال الوقت للسكان والقوات الأمنية المنتشرة في تاوانغ».

وهناك مشروع مماثل قيد الإنشاء في لاداخ تحت التضاريس الصخرية لممر زوجيلا، سيتيح للقوات التعبئة بسرعة على الحدود من الحامية الهندية الضخمة في كشمير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"