جسر معرفي

23:07 مساء
قراءة دقيقتين

د. محمد حمدان بن جرش

احتضنت الشارقة مختلف الملتقيات والأنشطة التي تنتمي إلى حقل الثقافة والأدب والفنون.

ولا يزال معرض الشارقة الدولي للكتاب يمارس مهمته الحضارية بعد أكثر من أربعين دورة ليستقطب أعداداً غفيرة من الكتاب والأدباء والإعلاميين والناشرين، مسوقاً لآلاف العناوين والأسماء في مختلف التخصصات والمجالات. ومشيّداً الجسور القوية بين الثقافة والمجتمع، ما يجعل الكثير من المتابعين والمهتمين والمثقفين والمبدعين وشرائح مختلفة ومتنوعة من المجتمع ومن شتى دول العالم ينتظرون موعد معرض الشارقة الدولي للكتاب.

لقد أدرك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أنه في ظل العولمة الطاغية ومحاولات طمس الخصوصيات الثقافية، فإنه لا مناص من فعل ثقافي قادر على أن يحقق الإضافات الحقيقية للفرد، ويقيم مجتمع المعرفة كغاية لحوار حضاري بناء متكافئ يمكن من الانفتاح على الآخر من دون تعصب وانغلاق، ويجعل من الأفكار جسوراً للتواصل الحضاري والثقافي بدل أن تكون سلاحاً لغزو ثقافي يكرس نموذجاً أوحد يفرضه القوي، حيث إن إبراز الهوية الثقافية وحفاظ كل شعب على أصالته الحضارية بات شرطاً أساسياً لتعامله على قدم المساواة مع الشعوب الأخرى انفتاحاً وتواصلاً وتعاوناً في المجالات كافة بهدف تطوير الحضارة الإنسانية.

لقد كرست الشارقة كل جهودها ومواردها لإيجاد نمط حياتي راسخ لأبنائها تدعمه القيم والمبادئ والقيم ومحوره الخطط المستقبلية الواعدة. وذلك ما كان ممكناً لولا مشروع حاكم الشارقة لبناء الإنسان ثقافياً وحضارياً، الذي جعل من إمارة الشارقة منطلقاً لجسر معرفي يربط الأمة بثقافتها، ويمتد بثقة إلى البعدين الإسلامي والعالمي، راسماً ملامح الشارقة كعاصمة للثقافة وتعزز مكانتها ودورها البارز في المنظومة الثقافية العالمية.

يعتبر معرض الشارقة أحد أهم المعارض الثقافية عالمياً، ما يجعل من هذا الحدث فرصة استثانية لمشاركة مؤسسات ثقافية كثيرة من مختلف بلدان العالم، خاصة وأن الحضور الذي يشهده المعرض يتيح لتلك المؤسسات التواصل مع ذلك الجمهور الكبير الذي يتابع المعرض في كل دوراته ويحقق معين أهدافه في خلق مناخ من القراءة التي ستظل عنواناً أصيلاً للثقافة وباعثاً على تواصل العمل الثقافي بالتوازي والتزامن مع غيره من الفعاليات الثقافية، وبالتالي يسهم في بناء فكر الإنسان ووعيه ويعزز من جانب المعنيين في طرح إنتاجهم الدائم في هذا المعرض اللافت، ما يساعد المؤسسات الثقافية على تحديد البوصلة والاتجاه معاً وصولاً إلى ترسيخ حضورها في هذا المحفل الكبير والتواصل مع هدفها المتمثل في الإنسان المتعلم المثقف الواعي القادر على مواجهة تحديات الحياة والمقبل على القراءة والاطلاع على ما يقدمه المعرض من رؤى وإبداعات تتصل بكافة مشارب الثقافة وميادينها التي لا تنضب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"