عادي

علاجات «كوفيد» تقود الأسهم العالمية عند مستويات قياسية

15:37 مساء
قراءة 5 دقائق
لقاحات فايزر بيونتيك

خاضت الأسهم العالمية غمار أسبوع آخر من المستويات القياسية، بدعم البيانات وأخبار الشركات الإيجابية، وخصوصاً التقدّم في العلاجات المرتقبة لمتحورات «كوفيد-19». 
وارتفعت مؤشّرات «وول ستريت» الرئيسية الثلاثة إلى مستويات قياسية عند إغلاق جلسة التداولات الجمعة مدفوعة بتحسّن سوق العمل في الولايات المتحدة واحتمال توفّر علاجات لمرض كوفيد-19 على نطاق واسع قريباً.
وسجّلت الارتفاعات بعد أن أظهرت بيانات رسمية أنّ الاقتصاد الأمريكي استحدث 531 ألف وظيفة الشهر الماضي وأنّ معدّل البطالة انخفض إلى 4,6 في المئة.
حققت المتوسطات الرئيسية الثلاثة أسبوعاً رابحاً. ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأوسع نطاقاً بنسبة 2% ليغلق الأسبوع عند 4697.53 نقطة، مما دفع مكاسبه منذ بداية العام إلى 25%. ارتفع مؤشر «داو جونز» بنسبة 1.4% خلال الأسبوع إلى 36327.95 نقطة، بينما ارتفع ناسداك بنسبة 3.1% تقريباً مسجلاً أفضل أداء أسبوعي له منذ أوائل إبريل/ نيسان وأغلق عند 15971.58 نقطة، بعدما اختبر خلال التداولات مستوى 16 ألف نقطة للمرة الأولى في تاريخه.

تقدم العلاجات 

على صعيد العلاجات، ارتفعت أسهم شركة «فايزر» قرابة 11% خلال تداولات يوم الجمعة، بعد أن قالت الشركة الأمريكية إن عقارها لعلاج «كوفيد-19» والمستخدم مع دواء لفيروس نقص المناعة البشرية، يقلل من خطر دخول المستشفى والوفاة بنسبة 89%. وقال عضو مجلس إدارة شركة فايزر، الدكتور سكوت جوتليب، إن الوباء قد ينتهي في الولايات المتحدة بحلول الوقت الذي يبدأ فيه تنفيذ تفويضات اللقاح في مكان العمل الذي يدعمه الرئيس جو بايدن والمقرر في أوائل يناير/ كانون الثاني.
وعززت الأخبار أسهم إعادة فتح الاقتصاد، فقفزت أسهم يونايتد إيرلاينز أكثر من 7%، بينما ارتفعت أسهم أمريكان إيرلاينز 5.7%. وارتفعت أسهم كرنفال ورويال كاريبيان بأكثر من 8%، ونوروين كروز لاين 7.8%.
وشهدت أسهم شركة إكسبيديا ارتفاعاً بنسبة 15.6%، الجمعة، بعد أن قالت الشركة إن الطلب المتجدد على السفر عزز أرباحها ومبيعاتها أعلى مما توقعه المحللون. 

تحسن سوق العمل 

وتحسن سوق العمل في الولايات المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر ليسجل ارتفاعاً بعد موجة انتشار المتحورة دلتا ورغم نقص العمال، فيما سيصوت الكونجرس على خطتين استثماريتين عرضهما الرئيس جو بايدن بهدف ضمان النمو على المدى الطويل.
تراجع معدل البطالة 0,2 نقاط مقارنة مع أيلول/سبتمبر ليصل إلى 4,6% لكنه لا يزال بعيداً من مستوى ما قبل الأزمة حين كان 3,5% كما أعلنت وزارة العمل الجمعة.
من جانب آخر، استحدث الاقتصاد الأمريكي 531 ألف وظيفة الشهر الماضي في القطاعين العام والخاص، أي أعلى بنحو مرتين مما كان عليه في أيلول/سبتمبر.
وأوضحت وزارة العمل أنه في تشرين الأول/أكتوبر «كان نمو الوظائف معمماً» متحدثة خصوصاً عن مجموعة واسعة من القطاعات بينها التصنيع والنقل والتخزين وكذلك الترفيه والضيافة اللذان تضررا بشدة من تداعيات الوباء، مع تسجيل تراجع التوظيف في قطاع التعليم العام.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال مؤتمر صحفي «اقتصادنا يتحرك».
وأضاف أن «الوباء لم يصبح خلفنا بعد» داعياً إلى تسريع وتيرة التلقيح التي باتت مفتوحة الآن أمام الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 و 11 سنة فيما أعلنت إدارة بايدن عن إلزامية التلقيح لحوالي ثلثي الموظفين اعتباراً من كانون الثاني/يناير.
ودعا الرئيس الأمريكي أيضاً إلى «تبني» خططه للاستثمارات التي تبحث في الوقت نفسه في الكونجرس والهادفة لضمان النمو والوظائف على المدى الطويل مع قيمة إجمالية تناهز ثلاثة آلاف مليار دولار هي بعيدة جداً عما عرضه في بادئ الأمر.

الغيوم تتبدد

خلق الوظائف وبعدما تجاوز مليون وظيفة في حزيران/يونيو ثم في تموز/يوليو، تباطأ لاحقاً بسبب انتشار المتحورة دلتا من كوفيد-19 ولكن أقل مما كان معلناً في بادئ الأمر. هكذا تم استحداث 483 ألف وظيفة في آب/أغسطس ثم 312 ألفاً في أيلول/سبتمبر بحسب بيانات تم رفعها.
وقال غريغوري داكو الخبير الاقتصادي في أوكسفورد ايكونوميكس إن «الغيوم التي كانت ملبدة فوق سوق العمل، تتبدد».
تم إعادة خلق 18,2 مليون وظيفة منذ أيار/مايو 2020 لكن لا يزال ينقص 4,2 مليون للعودة إلى مستوى ما قبل الوباء حين كان سوق العمل في أحسن أحواله.
وهذا التحسن يخفي تفاوتاً كبيراً لأن معدل البطالة أعلى بمرتين بالنسبة للعمال السود (7,9%) مقارنة مع العمال البيض (4%).
في المقابل، فإن أصحاب العمل يواجهون صعوبات في التوظيف ولا تزال ملايين الوظائف شاغرة في المطاعم والمصانع وخدمات التوصيل ودور الحضانة... لأنه منذ بداية الوباء تنوعت الأسباب، بين أشخاص يخافون على صحتهم ومشاكل مستمرة لرعاية الأطفال أو حتى التقاعد المبكر.
معدل النشاط (الأشخاص الذين يعملون أو يبحثون عن عمل) الذي كان 63,3% قبل الأزمة بات يراوح مكانه الآن عند 61,6%. ومن غير المرجح أن يعود إلى مستواه السابق كما حذر مسؤول في الاحتياطي الفيدرالي في الآونة الأخيرة.
في المقابل، يرى الخبير الاقتصادي إيان شيبردسون من شركة بانثيون ماكروايكونوميكس أن «معظم الأشخاص الذين طردوا من سوق العمل بسبب كوفيد، سيعودون». وهو يراهن على أكثر من مليون وظيفة جديدة في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر «في حال زادت نسبة المشاركة».

ارتفاع الرواتب

العودة إلى المدارس تحرر الأمهات بعد سنة ونصف سنة من التعليم عن بعد، كما أن وقف إعانات البطالة التي كانت أكثر سخاء مقارنة بما وزع في بداية الوباء، في 6 أيلول/سبتمبر يدفع إلى الأمل بتهافت على الوظائف.
وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول «لكن يبدو أن الحال ليست كذلك».
وقال باول إن الموظفين الذين باتوا في موقع قوة، «يغادرون أعمالهم بأعداد قياسية لكن في العديد من الحالات يعودون إلى سوق العمل ويحصلون على رواتب أعلى» في شركة أخرى.
وصلت هذه «الاستقالة الكبرى» - في إشارة إلى «الإغلاق الكبير» في ربيع 2020 أو «الركود الكبير» في 2008-2009، و«الكساد الكبير» في الثلاثينات - إلى مستويات قياسية خلال الصيف.
في مواجهة هذا النقص، يتنافس أصحاب العمل على تقديم مكافآت مغرية وتأمين صحي مريح أو ساعات عمل مرنة. وبذلك ارتفع متوسط أجر الساعة في القطاع الخاص خلال الأشهر الـ12 الماضية بنسبة 4,9% ليصل في تشرين الأول/أكتوبر إلى 30,96 دولار.

الأسهم الأوروبية 

وفي أوروبا، اختتمت الأسهم أسبوعاً آخر من المكاسب، بقيادة أسهم شركات السياحة، بعد أنباء «فايزر» بشأن أقراصها المضادة لكوفيد-19 ووسط تفاؤل مستمر بشأن موسم الأرباح.
وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي دون تغيير، الجمعة، ولكنه حقق مكاسب أسبوعية بلغت 1.7 في المئة في خامس أسبوع له من الارتفاع.
وقفزت أسهم شركات السياحة الأوروبية 1.4%، وقال مايكل هيوسون كبير محللي السوق في سي إم سي إن: «أخبار قرص فايزر المضاد لكوفيد-19 قد تؤثر في سعر أسهم أسترازينكا قليلاً، لكنها عززت إلى حد كبير شركات الطيران وقطاع الضيافة».
وفيما أوقف مؤشر داكس الألماني للأسهم القيادية الانخفاضات المبكرة، ليسجل زيادات قياسية جديدة مع تجاهل المستثمرين بيانات الإنتاج الصناعي المخيبة للآمال في أكبر اقتصاد في أوروبا، تجاوز مؤشر كاك 40 الفرنسي، بنهاية الأسبوع حاجز 7000 نقطة للمرة الأولى على الإطلاق وارتفع 0.8 في المئة.

الأسهم اليابانية 

في الجهة المقابلة، انخفضت الأسهم اليابانية متأثرة بالشكوك حول توقعات شركات محلية، في حين سجلت أسهم التكنولوجيا مكاسب مقتفية أثر صعود المؤشر ناسداك، ما حدّ من الخسائر.
وتراجع المؤشر نيكاي 0.61 في المئة ليغلق عند 29611.57 نقطة بعد صعوده 0.15 في المئة في وقت سابق من الجلسة بعد إغلاق قوي للمؤشرات الأمريكية الرئيسية. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.69 في المئة إلى 2041.42 نقطة.
وصعد نيكاي خلال الأسبوع 2.49 في المئة في حين ارتفع توبكس 2.01 في المئة. وسجل كلاهما ارتفاعاً لثاني أسبوع على التوالي.
(رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"