زيارة الأمل

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لم تكن زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى دمشق، أمس، واجتماعه إلى الرئيس السوري بشار الأسد، مفاجئة، كما يعتقد البعض. فالعلاقات بين البلدين والشعبين لم تنقطع، لأن الإمارات كانت دائماً وفي أحلك الظروف التي مرت فيها سوريا تؤكد أهمية الدور العربي لسوريا باعتباره أحد المكونات المهمة الرئيسية للمحافظة على وحدة أراضي سوريا كدولة عربية عضو في الجامعة العربية. وكانت الإمارات ترى بأن غياب الدور العربي سمح للقوى الدولية والإقليمية بإدارة الملف السوري من دون أي حل في الأفق للأزمة الحالية التي تعانيها سوريا جراء التدخل الخارجي.
 لم ينقطع التواصل حتى في أحلك الظروف؛ إذ أعادت دولة الإمارات افتتاح سفارتها في دمشق يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 2018، وجرى أول اتصال لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع الرئيس السوري في 27 مارس/آذار 2020، وتبعه اتصال آخر في 20 أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري، ولم توفر دولة الإمارات جهداً في تقديم العون والمساعدة للشعب السوري في الداخل وللاجئين السوريين في الأردن ولبنان والعراق واليونان، منذ بدية الأزمة عام 2011، من منطلقات إنسانية ووطنية؛ إذ قدمت أكثر من مليار دولار.
  إضافة إلى ذلك، فإن الجالية السورية المتواجدة في الإمارات تحظى بالتكريم والتقدير، وتمثل مكوناً إيجابياً من مكونات المجتمع الإماراتي، ذلك أن العلاقات بين الشعبين هي علاقات تاريخية، ويجمعهما مصير واحد.
  ومن منطلق إيمان دولة الإمارات بأهمية دور وموقع سوريا، فإنها ظلت على الدوام تدعو إلى ضرورة وضع حد للأزمة التي تواجهها، وأهمية التوصل إلى حل سياسي بما يخدم وحدة أراضيها وسيادتها، ويعيد إليها الأمن والسلام، باعتبار أن ذلك يصب في مصلحة أمن واستقرار المنطقة، ويضع حداً لظاهرة الإرهاب والتطرف التي وجدت لها بيئة مناسبة للتمدد في غير بقعة عربية وارتكاب مختلف صنوف الإرهاب.
 لكل هذا كانت زيارة سمو وزير الخارجية إلى دمشق واجتماعه إلى الرئيس الأسد؛ حيث نقل إليه تمنيات قيادة الإمارات بالاستقرار والتقدم والازدهار لسوريا الشقيقة، كما ثمن الرئيس السوري هذه الزيارة واللفتة الكريمة من جانب قيادة الإمارات، معرباً عن تمنياته لدولة الإمارات وقيادتها المزيد من التطور والازدهار والرخاء، مؤكداً العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين، مشيداً بالمواقف الموضوعية التي تتخذها دولة الإمارات.
إن تأكيد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أمن واستقرار سوريا ووحدة أراضيها، ودعم  الإمارات لكل الجهود المبذولة لوضع حد للأزمة السورية وتلبية تطلعات الشعب السوري في التمنية والتطور والرخاء، يمثل في الواقع منطلقاً لعودة سوريا إلى الحضن العربي، وتشق مساراً جديداً يعطي الأمل بأن سوريا سوف تعود كما كانت القلب العربي النابض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"