العلاقات البحرينية البرازيلية

20:28 مساء
قراءة 3 دقائق

عدنان أحمد يوسف *
زيارة الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو إلى البحرين بدعوة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة، جاءت تتويجاً لمسار طويل من العلاقات الوطيدة التي تعود لأكثر من أربعين عاماً.

اليوم مملكة البحرين تشهد ازدهاراً في علاقاتها مع البرازيل، حيث إن هذه الزيارة تعتبر نقلة نوعية تاريخية في مسيرة العلاقات الوثيقة بين البلدين الصديقين، والقائمة على أسس راسخة من الود والاحترام المتبادل، والحرص المشترك على ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي والعالمي، ودعم التنمية المستدامة.

كما تفتح هذه الزيارة آفاقاً رحبة أمام تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين الصديقين، والتي تشهد تطوراً ملحوظاً منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في 23 فبراير 1976، حيث تضاعف حجم التبادل التجاري غير النفطي أكثر من ست مرات ليتجاوز 1.85 مليار دولار خلال العام الجاري بنهاية أكتوبر 2021، أغلبها واردات بحرينية بقيمة 1.69 مليار دولار تتركز في المنتجات الكيميائية والمعادن والمواد الأولية الخام والحديد والصلب والمنتجات الزراعية والغذائية وأهمها اللحوم، لتصبح البرازيل أكبر مصدر في العالم إلى السوق البحرينية، في مقابل صادرات بحرينية غير نفطية إلى البرازيل بقيمة 160 مليون دولار.

وهناك العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاعات الزراعة والصناعات الغذائية والتكنولوجيا الرقمية والنقل والخدمات اللوجستية والسياحة والخدمات المالية وريادة الأعمال والابتكار والطاقة المتجددة، وصناعة السيارات والصناعة الدفاعية، وغيرها، حيث تعتبر البرازيل الدولة الأكبر في أمريكا اللاتينية، وثامن أكبر قوة اقتصادية في العالم بناتج محلي إجمالي يتجاوز 3 تريليونات دولار، والسادسة عالمياً من حيث المساحة والسابعة بعدد سكان يتجاوز 213 مليون نسمة، ولها حضورها السياسي الفاعل كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي اعتباراًَ من يناير المقبل ولمدة عامين وعضو في مجموعة العشرين.

للعلاقات البحرينية البرازيلية تاريخ طويل من التعاون المشترك، خاصة في المجالات المصرفية يعود إلى نهاية السبعينات من القرن الماضي.

ففي تلك الفترة وعندما كنت أعمل لدى مصرف بحريني كبير في بداية الثمانينات قدمت المصارف البحرينية وساهمت في الترتيب لقروض كبيرة للحكومة البرازيلية تجاوزت الملياري دولار من قبل هذه المصارف وبنوك أخرى في المنطقة والشرق الأوسط. وكانت المؤسسة العربية المصرفية تلعب دور المرتب والمنسق لهذه القروض، والتي كانت تدار انطلاقاً من مركز البحرين المصرفي.

وعندما نشب ما سمي بأزمة ديون أمريكا اللاتينية بادرنا في البحرين ونيابة عن كافة البنوك المدينة في المنطقة بإطلاق مفاوضات عديدة مع الحكومة البرازيلية بهدف إعادة جدولة الديون التي ظلت عالقة لفترة طويلة. وفي سبيل حلحلة هذه المشكلة أطلقت البرازيل برنامجاً لمقايضة الديون مقابل تملك حقوق ملكية في بعض البنوك التي تمتلكها أو تساهم فيها. وبالفعل تم الاستحواذ على حصة كبيرة في أحد البنوك البرازيلية من قبل أحد البنوك الرئيسية في البحرين مقايضة لدينه. وقد نجم عن ذلك ولادة أول بنك خليجي وعربي في البرازيل بملكية مصرف بحريني. وقد تعاونت البنوك في البحرين بالكامل مع الحكومة البرازيلية من أجل تخطي أزمة الديون.

ونحن نستذكر اليوم هذه الحقائق، نؤكد أن بنوك البحرين تمتلك اليوم إمكانيات كبيرة لكي تساهم بالدفع في تنمية العلاقات الاقتصادية بين البرازيل والمملكة من خلال تمويل المبادلات التجارية وتشجيع الاستثمارات والمحافظ والصناديق الاستثمارية التي تمول مشاريع مشتركة خاصة أن البرازيل تعد اليوم من الاقتصاديات العالمية الرئيسيّة العضوة في مجموعة العشرين وتمتلك موارد ضخمة يمكن الاستفادة منها في البحرين.

* رئيس جمعية مصارف البحرين، رئيس اتحاد المصارف العربية سابقاً

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

رئيس جمعية مصارف البحرين، رئيس اتحاد المصارف العربية سابقاً

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"