في مواجهة «أوميكرون»

00:44 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

فيما ظن كثيرون أن وباء كورونا الذي داهم العالم أواخر عام 2020، وأودى حتى الآن بحياة أكثر من خمسة ملايين إنسان، وأصاب نحو 265 مليوناً، قد يصبح جزءاً من الماضي، جراء الجهود العالمية في مكافحته، وتعدد اللقاحات التي طرحتها المختبرات، فإذا بمتحور جديد لفيروس «كورونا» أطلق عليه اسم «أوميكرون» يظهر فجأة، ويترك العالم في حالة من القلق والخوف من جديد، ويعيد تلك الأجواء القاتمة التي أجبرت البشرية على تغيير نمط حياتها، بعدما ضرب الاقتصاد العالمي في مقتل، وشل التواصل بين الدول التي أغلقت منافذها الجوية والبرية والبحرية، وأجبر الناس على التباعد، وارتفعت مستويات الفقر والبطالة إلى مستويات قياسية.

المتحور الجديد الذي يقال إن مصدره بعض الدول في جنوب القارة الإفريقية، ليس مثل المتحورات السابقة مثل «ألفا» و«دلتا»، بل هو متحور له خصائص غير معروفة من قبل، وهو عصّي على اللقاحات العالمية المتداولة، وهنا مكمن خطورته إذا ما صحت المعلومات العلمية المتداولة بشأنه، أي أنه حتى الآن خارج السيطرة، ويحتاج العلماء إلى وقت للتعرف إليه أكثر، وإيجاد اللقاحات المناسبة لاحتوائه.

وهكذا، يعود العالم إلى المربع الأول، أي إلى القلق، والإجراءات الاحترازية، وفرض القيود على السفر.

خبراء منظمة الصحة العالمية الذين أطلقوا الاسم الجديد على المتحور، أعربوا عن قلقهم جراء انتشاره السريع في جنوب القارة الإفريقية، ونصحوا بتقييد السفر بانتظار معرفة قابلية انتشاره، وهو ما دفع العديد من دول العالم، ومن بينها دولة الإمارات إلى المبادرة بتعليق دخول المسافرين من جنوب إفريقيا وناميبيا وليسوتو وإسواتني وزيمبابوي وبوتسوانا وموزمبيق كإجراء احتياطي لمواجهة تداعيات هذا المتحور، خصوصاً أن المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية بشأن كورونا ديفيد نابارو قال: «علينا من الصواب أن نقلق.. سأخبركم لماذا.. إن هذا الفيروس لديه قدرة أكبر على الإفلات من الدفاعات التي بنتها أجسادنا نتيجة التطعيمات التي تلقيناها منذ بداية العام».

من حق العالم أن يقلق إذاً، لأن السلالة الجديدة من فيروس كورونا تحتوي على ما يسمى «بروتين سبايك»، وهو مختلف تماماً عن البروتين الموجود في فيروس كورونا الأصلي. ووفق العلماء، فإن للمتحور الجديد مجموعة من الطفرات التي تثير القلق، لأنها يمكن أن تساعدها على تجنب الاستجابة المناعية للجسم وتجعلها أكثر قابلية للانتقال.

لهذه الأسباب بدأت دول العالم تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع وصول المتحور الجديد إليها بانتظار معرفة المزيد عنه، حيث حظر الكثير من الدول السفر إلى المناطق الموبوءة بالفيروس الجديد، وكذلك الرحلات القادمة منها، كإجراء احترازي.

من حق العالم أن يقلق ويتخذ ما يلزم من إجراءات احترازية، لكن من دون أن يصاب بالذعر، وتبقى اللقاحات والتوعية والإجراءات الوقائية هي الحل الأفضل لتجاوز هذا الوباء حتى يتمكن العالم من العمل الجماعي على هزيمة «أوميكرون».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"