هذا أنت يا وطني

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

امشِ، ورأسك مرفوع، وقامتك منتصبة، وهامتك تعانق السماء. فأنت المتألق، المتجدد، المعطاء، وحكاية هذا الجيل، وكل الأجيال. أنت السقف والدفء ورغيف الخبز والكرامة والحرية والسعادة، انت الأب والأم، أنت القداسة والطهر ورسالة السلام في عالم يعجّ بالصراعات والمنافسات والتهديدات والأنانيات.. هذا بعض منك يا وطني، يا وطن العز والمجد والخلود.

في عيد الاتحاد الخمسين، نتطلع إلى هذا الوطن البهيّ الذي اسمه دولة الإمارات العربية المتحدة، نلثم شميم الأرض.. ونرسم على جدرانه كل أزاهير الدنيا ونجوم السماء، لأنه الوطن الذي نقشت حروفه على صفحات التاريخ آيات العز والفخار مطرزة بالإرادة والعزيمة والإصرار وسبر أغوار المستحيل.

إنه حكاية كل يوم نرويها للعالم كيف يكون العمل والجد والاجتهاد، وتتعلمها الأجيال دروساً في حب الوطن والتفاني من أجله.

أنت يا وطني أنشودة الأناشيد، والموسيقى الجميلة التي تشنف الآذان. أنت الزغرودة، واللحن الجميل الذي تصدح به حناجر عشاق الحرية والمحبة والإنسانية.

أنت يا وطني، يا بهيّ الطلعة إن غابت عنك الشمس، هلّ القمر، وتلألأت في سمائك النجوم التي ترصّع جبينك، وتزيدك تألقاً وجمالاً.

لقد يمّمت وجهك نحو الاتجاهات الأربعة، بالمحبة والوفاء والتعاون والأريحية والعطاء والتسامح ونجحت، وصولاً إلى الفضاء الذي سبرت أغواره نحو المريخ والزهرة، حاملاً حلم العرب القديم المتجدد في العلم والريادة.. ونجحت. أنت يا وطني رسالة السلام والتسامح التي زَرَعت الأرض إنسانية وعطاء ومحبة.. ونجحت.

أنت يا وطني رسمت للخمسين عاماً المقبلة أفقاً واسعاً لاقتصاد وتجارة وسياحة وتنمية مستدامة، وستنجح بالتأكيد، لأنك عصيّ على الفشل، وطموح قيادتك هو أن تقهر المستحيل دائماً، وأن تتطلع إلى المستقبل كأنه طوع بنانها.

في عيد الاتحاد الخمسين، نقول لأهلنا والمقيمين بيننا من أشقاء عرب، وأصدقاء، أنتم ملح هذه الأرض، وأنتم نكهتها العطرة.

هذا أنت يا وطني الجميل، أجمل شتاء، وأجمل صيف، وأجمل ما في كل فصول السنة.. وهذه قيادتك التي تتفانى من أجل رفعتك وسموّك ومجدك، وهذا شعبك الأصيل الوفي المعطاء يبادل قيادته حباً بحب، ووفاء بوفاء، ويعطي بسخاء وبلا حساب، ويقدم الغالي والنفيس دفاعاً عن الوطن وقِيمه ومبادئه.

في عيد الاتحاد الخمسين نتذكر ما قاله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه: «لقد أكدت السنوات الماضية أهمية الاتحاد وضرورته لتوفير الحياة الأفضل للمواطنين، وتأمين الاستقرار في البلاد، وتحقيق آمال شعبنا في التقدم والعزة والازدهار». نتذكر أيضاً قوله «الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط، ولا فائدة في المال إذا لم يسخّر لخدمة الشعب». هذا كان المنطلق، ولهذا صارت الإمارات دولة اللامستحيل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"