عادي

نورة النومان: الخيال العلمي يؤسس لفهم الواقع

22:20 مساء
الصورة
نورة النومان تتحدث في منصة «تيدإكس مكتبات الشارقة»

الشارقة: «الخليج»

أكدت الروائية الإماراتية نورة النومان أن أدب الخيال العلمي يؤسس لبناء ثقافة فهم الواقع بناءً على الأدلة والبراهين، وأن ما نقرأه أو نشاهده من خيال علمي هو وليد تحليل الواقع وبناء توقعات استشرافية تستند لمكوناته وتستجيب لتوجهاته، مشيرةً إلى أن أدب الخيال العلمي قادر على تغيير الأجيال، وأنها موقنة بأثره العميق في توجيه العقول نحو ترسيخ مبدأ البراهين والأدلة عند اتخاذ القرارات الحاسمة في الحياة.

جاء ذلك في محاضرة للكاتبة نورة النومان على منصة «تيدإكس مكتبات الشارقة»، بعنوان «خيال علمي.. هاتوا برهانكم»، الذي تحدثت فيه حول خصائص أدب الخيال العلمي ومنهجياته، ورحلتها مع هذا الحقل المهم من حقول المعرفة.

تحدثت نورة النومان عن رحلتها مع عالم الخيال العلمي، وشغفها به منذ فترة الصغر، عندما عرض لأول مرة في السينما بالشارقة، فيلم «حرب النجوم»، الذي كان البذرة التي زرعت فيها حب قصص الخيال العلمي، ما دفعها إلى دخول عالمه من خلال قراءتها لآدابه المكتوبة باللغة العربية لتنتقل بعد ذلك للبحث عما كتب حوله باللغة الإنجليزية.

وأضافت نورة النومان أن شغفها بالخيال العلمي كان عاملاً مشجعاً لها على دخول عوالمه، في التأليف، بعد أن انخرطت فيه اطلاعاً ومطالعة خلال فترة حياتها.

وفي إبرازها للفارق بين الخيال العلمي والفنتازيا، أوضحت نورة النومان أن الفنتازيا تحتوي على الأفكار «المجنونة» والخارقة وتعطي للكاتب فرصة أن يجمح بخياله ويكتب في مواضيع قد تكون غير معقولة وغير منطقية. أما الخيال العلمي، فإنه يتوافق مع الفنتازيا من ناحية حديثه عن الأفكار الخارقة والمجنونة، إلا أنه يستند في حبكته وأحداثه وأدواته وحتى في حلوله إلى أساسيات العلم ومفاهيمه.

وأشارت النومان إلى أن ثمة فارقاً جوهرياً أيضاً بين أفلام الخيال العلمي وأدب الخيال العلمي، حيث إن الخيال العلمي في الأفلام يستند إلى الإثارة، ومن هنا فإنه لا ينطلق من ثوابت العلوم، أما أدب الخيال العلمي فإنه لا بد أن يستند إلى أساسيات العلوم التي تحكمه في مجمل أحداثه.

كما أكدت النومان أن الكاتب في حقل الخيال العلمي ينبغي أن يقرأ العشرات من الروايات كي يضطلع بهذا الباب الواسع والمركب من أبواب الأدب، إضافة إلى أهمية قراءة الكتب العلمية والمقالات العلمية والأفلام الوثائقية، كي يملك الأدوات التي تؤهله لخوض هذا المجال بإتقان واحتراف.