خير سلطان

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

الديون بلا شك هموم.. وهي تمثل للمدينين أمراضاً تسكن أجسادهم، وتقيّد حريتهم، وتحزنهم، وتحزن أسرهم، وأزمة «كورونا» أثرت في اقتصاد العالم كله. 
صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، هو الطبيب الأكبر لهذا الداء، كان ومازال له بالمرصاد، فسموّه سلطان الخير، وسلطان العطاء، وسلطان مكارم الأخلاق، غيّر من أحوال 1707 أسر، بعد اعتماد لجنة معالجة ديون مواطني إمارة الشارقة أخيراً أكثر من 51 مليون درهم، لسداد مديونية 131 حالة من الحالات المعروضة عليها، ووصل إجمالي المبالغ التي عالجتها منذ الدفعة الأولى حتى الدفعة الحادية والعشرين، 838 مليون درهم، واستفاد 1707 أشخاص. 
مهما بلغ الثناء فلن يكفي سموّه اهتمامه الدائم بأحوال جميع المواطنين، سموّه يفرح الجميع، يهتم بالجميع، يسعد الجميع، ويسأل عن أحوال جميع المواطنين، سموّه تكفل بسداد ديون الكثير، سأل عن أحوالهم، وتدبر أمورهم، وأسعدهم وأسرهم. 
قضايا الشيكات والإيجارات والفواتير والمتأخرات المالية بكل أنواعها هي هموم وأحزان وأمراض ومصائب تسكن أنفسهم وأجسادهم، تقيد حريتهم، تعيق استمرارهم، تفكك المدينين عن أسرهم، تُمرض النفوس، فأجسادهم تضعف، وتجعل ليلهم مختفياً، فالوقت يضيع بحزنهم والتفكير في سوء أحوالهم المالية وما تترتب عليه الديون من مشكلات أخرى، وتزيد دينهم ديوناً. 
نعم، إنْ دققنا بشكل أكبر وجدنا أن سجن المدينين سيزيد ديونهم وسيحول دينهم ديوناً لانقطاع الموظفين عن وظائفهم، والمستثمرين عن أعمالهم، من تقييد حريتهم، والمصاريف تستمر وتستمر وراءهم، فإن كان هناك من بحقه شكوى واحدة، ستتحول إلى شكاوى كثيرة ومختلفة ومتنوعة، وكأنها فيروس ينتشر ويعدي. 
ونأمل إطلاق أكبر مبادرة لمدة عام كامل، لسداد الديون عن كل المتعثرين في كل إمارات الدولة من مواطنين ومقيمين، يسهم فيها الجميع من مستثمرين ورجال أعمال ومواطنين ومقيمين لسداد الديون، ويعفو بعضهم عن المدينين، حتى نعزز ثقافة التسامح والعطاء لمدة عام كامل، وحتى تنتهي فيها أزمة الديون عن كل من يعيشون على أرض الإمارات، وتنتهي فيها قصص قضايا كثيرة تسكن أروقة المحاكم. 
نريد أن تسكن السعادة نفوسهم، ونداوي أحزانهم، ونعيد إليهم ابتسامة قد يكونون فقدوها، ونسعد أسرهم، ويرجع الجميع إلى أسرهم، ليبدؤوا صفحة جديدة بيضاء، فلم يقصد أحد أن يتعثر، ولم يقصد أحد أن يخسر، ولم يقصد أحد أن تتراكم عليه الديون، وفي عالم التجارة هناك الربح والخسارة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"