ريادة الإمارات عالمياً

00:09 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

أصبح التنافس العالمي في المؤشرات والتقارير العالمية مهماً جداً للدول المتقدمة، وفي منطقتنا، منطقة الشرق الأوسط توجد نماذج لدول لم تحظَ بالريادة العالمية، ويعود ذلك لأسباب عدة. وفي المقابل هناك دول أخرى أصبحت من الدول المتقدمة في منطقتنا في السنوات الأخيرة، والتي لم تحافظ فقط على مراكزها، بل نافست دولاً عظمى على المؤشرات العالمية، وهذا يعود للرؤية الاستراتيجية الاستشرافية التي وضعتها حكوماتها منذ تأسيس دولها، ووجود مقومات وأساسات متينة للنهضة والتطوير منذ سنوات، والتي تستطيع من خلالها مواجهة التحديات والصعوبات التي تمر بها، ومن هذه الدول دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أثبتت خلال الخمسين عاماً المنصرمة، أي منذ فجر اتحادها، ريادتها وتبوّءَها المراكز الأولى عالمياً، في المؤشرات والتقارير العالمية التي تصدر عن منظمات ومؤسسات مدنية وحقوقية مرموقة، من شأنها أن تضمن ريادة دولة الإمارات.

عندما وُضع الحجر الأساسي لدولة الإمارات قبل خمسين عاماً، أدرك القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن هذه الدولة سوف تكون دولة متقدمة، تنطلق نحو المستقبل، إيماناً منه بالعمل والاجتهاد والتطوير والمثابرة والنمو والتقدم نحو مستقبل ريادي لدولة الإمارات. فكان للراحل رؤية أساسها استباقية واستشراف للمستقبل، وقد قال المغفور له في إحدى المناسبات: «علينا أن نكافح ونحرص على دفع مسيرة العمل في هذا الوطن، والدفاع عنه بنفس الروح والشجاعة التي يتحلى بها أسلافنا». فالاستراتيجيات التي وضعها الشيخ زايد ومؤسسو الاتحاد، رحمهم الله، ضمنت الريادة العالمية التي تشهدها دولة الإمارات في هذا الزمن المملوء بالتحديات والصعوبات، واليوم نرى استكمال مسيرة العطاء والنمو التي تشهدها دولة الإمارات بقيادة الحكومة الرشيدة التي وضعت مصلحة شعبها ووطنها فوق كل المصالح، وتعمل جاهدة لرفعة شأن وطننا ليكون في صدارة الريادة الدولية.

ومما لا شك فيه أن الإنجازات المتراكمة لدولة الإمارات على مدى هذه السنين هي التي رسمت طريق ريادتها عالمياً، ما جعلها في مكانة مرموقة بين دول العالم الأعضاء في الأمم المتحدة، وأصبح صوتها مسموعاً ومحل ثقة وتقدير، وأصبحت تشارك الدول العظمى في القرارات المصيرية التي من شأنها أن تغير موازين كثيرة، بهدف الرقي بالحياة البشرية وحماية الأوطان، ونشر التعايش والسلام بين البشرية، ودفع عجلة النمو والتقدم في عدة مجالات لخدمة البشرية، وإيجاد الحلول لأزمات كثيرة تواجه البشر في وقتنا الحالي.

وشاركت دولة الإمارات في كثير من المحافل الدولية لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية، ولعل أهم أزمتين يمر بهما العالم اليوم هما تفشي فيروس «كورونا»، وأزمة التغير المناخي. الأزمتان الحاليتان هما من الأزمات المقلقة للعالم اليوم، وقد أثبتت دولة الإمارات جدارتها في إنقاذ أرواح بشرية من الجائحة، وبفضل القيادة الرشيدة والاستراتيجية التي وضعتها لمواجهة الجائحة استطاعت أن تنتصر على وباء «كورونا» بجدارة، وبعد وقت قصير عادت الحياة الطبيعية في دولة الإمارات.

واليوم نشاهد الإنجازات الكبرى التي أنجزتها دولة الإمارات خلال الجائحة، من افتتاح أكبر معرض دولي عرفته البشرية وهو «إكسبو 2020»، والذي انطلق في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأيضاً رحلات استكشاف الفضاء والمريخ والزهرة. كما شاركت الدولة في اجتماعات التغير المناخي، وتقديمها الدعم والمساعدة في هذا الملف، إضافة إلى صدارة الجواز الإماراتي عالمياً، والتقارير التي تشيد بدور دولة الإمارات إنسانياً في تقديم المساعدات للدول المتضررة من الجائحة؛ إذ أوصلت دولة الإمارات لقاحات ومساعدات طبية لأكثر من 135 دولة، وغيرها من الإنجازات التي تحققها دولة الإمارات بشكل يومي لمنح البشرية السعادة والاستقرار والسلام.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"