تعلّم عن بُعد

01:35 صباحا
قراءة دقيقتين

راشد محمد النعيمي

في زمن «كورونا» مررنا بتجارب جديدة ربما تحدث لأول مرة، لكنها تحولت واقعاً وجزءاً أساسياً من حياتنا، منها تجربة التعلم عن بُعد، عندما أغلقت المدارس والكليات والجامعات أبوابها، منعاً لانتشار عدوى الفيروس، وبدأ الجميع الدراسة عبر أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية، في مسعى لاستمرار الحياة واستغلال الحلول المتوافرة، من أجل انتظام الدراسة. وكانت تجربة جديدة مرت كغيرها بملابسات، تم التغلب على الصعوبات المرتبطة بها وتطوير نقاط الضعف، كي تكون خياراً في قادم الأيام التي قد تدفع الأحوال إلى الاستعانة بها مجدداً.

وعند عودة الحديث عن الدراسة عن بُعد التي ستبدأ في بعض مدارس الدولة مع بداية الفصل الثاني، وجدت أن كثيراً من أولياء الأمور لا يحبذون هذا النمط من الدراسة، لتصوّرات عدة، أبرزها - كما يقولون - تراجع مستوى الطلبة الملحوظ خلال الدراسة عن بُعد، وفقدان التفاعل مع المعلمين وأجواء المدرسة، وهي أمور يمكن العمل عليها وإصلاحها علمياً بفضل القدرات والإمكانات التي نملكها، ويمكن توظيفها، لضمان اندماج الطلبة في الجو الرقمي، وإخراجهم من حالة عدم الاكتراث والانتباه التي صاحبت كثيراً منهم خلال هذه التجربة، ولاحظها أولياء أمورهم ومعلموهم دون أدنى شك.

هذه الخطوة والمبادرة التي لم تتوافر لكثير من المجتمعات، بسبب عدم كفاءة نظام الاتصالات أو لضعف الإمكانات لدى الطلبة، شكلت في مجتمع الإمارات ميزة مهمة بغرض تأهيل الطلبة، وضمان فاعلية استخدام النظام بكل يسر وسهولة، واستناداً إلى ذلك وضعت الإدارات المدرسية خطة تتضمن إعداد برنامج تفاعلي بين المعلم والطالب لجميع الصفوف، وجميع الطلبة. كما أسهمت البنية التحتية المتطورة لشبكات الاتصال في تعزيزها لتشكل مرحلة جديدة من رحلة التعلم المستمرة لجموع طلبتنا في الدولة، ترتكز على التقنية والتعلم الذكي، وأساليب متفردة تتشابه فيها الأدوار والمسؤوليات والمهام.

تجربة التعليم عن بُعد يجب أن تنجح وتتخلص من السلبيات التي كشفها أولياء الأمور، ويجب أن تتطور، لتحصل على الانتباه والاندماج الكامل للطلبة، بحيث تغدو مواكبة للحداثة في التعليم وتسخر التكنولوجيا والموارد التعليمية والأكاديمية والإلكترونية لخدمة طلبتنا، بعيداً عن أي عوائق مكانية أو زمانية تفرضها المستجدات التي قد تحول دون مواصلة عملية التعلم الاعتيادية، ضمن الصفوف المدرسية.

علينا أن نتفهم ملاحظات الآباء والأمهات جيداً، ونتفهم السلوك الذي يتعامل به الطلبة مع التجربة، وهم في بيوتهم، وليسوا في المدرسة، فضلاً عن حالات المرحلة للوصول إلى خلطة نجاح متميزة، كما هي الحال مع مختلف التجارب والمبادرات في الإمارات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"