عادي
9 الجاري يوم الانتصار على سطوة «فيفا» وتسلط أندية أوروبا(2-4)

كأس إفريقيا في موعدها رغم أنف المعترضين

00:05 صباحا
قراءة 8 دقائق
1
1
  • مونديال الأندية يؤكد المؤكد
  • صدق أو لا تصدق.. "الكاف" ضد إقامة بطولته تحت تأثير إنفانتينو

 

إعداد: أحمد عزت

لا شك في أن بطولة كأس الأمم الإفريقية 2022 التي ستنطلق 9 يناير الحالي، استثنائية للغاية ولأسباب عدة، فقد واجهت «الكان» العديد من المشاكل، بداية من تفشي فيروس كورونا، الذي أجّل انطلاق البطولة في يونيو الماضي، كما واجهت مخاطر التأجيل مجدداً، بسبب رفض الأندية الأوروبية التخلي عن لاعبيها في منتصف الموسم، وهي المسألة التي شهدت تضامن جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي مع أوروبا، فلم يتركوا طريقاً إلا وسلكوه لإلغاء البطولة، وكان من بين هذه الطرق استخدام الآلة الإعلامية بضراوة والضغط بكل قوة لاتخاذ قرار الإلغاء، فتم إطلاق سيل هائل من الإشاعات لجعل خبر الإلغاء أو التأجيل عادياً، فقبل شهرين من انطلاق البطولة، أكدت العديد من التقارير، عدم قدرة الكاميرون على استضافة «الكان»، وأشارت تلك التقارير إلى وجود مشاكل في البنية التحتية بالكاميرون ستحول دون إقامة البطولة في موعدها، وبالتالي لن يكون هناك حل إلا بتأجيلها.

من أبرز الإشاعات أيضاً التي تم تناقلها في الآونة التي سبقت اتخاذ قرار إقامة البطولة، وجود مشكلة تتعلق بتسويق البطولة، إلا أن الشركة المسؤولة عن تسويق «الكان»، لم تشر إلى ذلك في أي وقت من الأساس.

الحرب الإعلامية لم تتوقف عند هذا الحد، بل تواصلت بقوة، وتحدثت عن مشاكل أخرى، ولفتت النظر حول النزاعات المسلحة شمالي البلاد، وأشارت إلى أن نزاعات مسلحة تصاعدت في عدة بقاع داخل الكاميرون، لتشكل تهديداً جديداً على إمكانية إقامة البطولة، إلا أن هوجو زوف الصحفي المختص بكرة القدم الإفريقية وأحد خبراء الإعلام في كاف، رد على ذلك بقوله: «الحرب دائرة بالفعل في الكاميرون حالياً، لكنها متمركزة في مكانين فقط، الحكومة الكاميرونية تضمن عدم اتساع رقعة إطلاق النار خارجهما، عموماً ليس من بين خطط متمردي أمبازونيا مهاجمة العاصمة ياوندي أو المدن الفرانكفونية».

حالة الغموض حول مصير بطولة أمم إفريقيا تزايدت، مع قرب موعد الحدث، وانتقلت من مجرد أخبار تطلقها ترسانة إعلامية مناوئة لتنظيم البطولة، إلى مرحلة أخرى أكثر خطورة، حيث انتقل الحديث عن مصير البطولة، من مجرد معلومات وأخبار، إلى مخاطبات رسمية زادت من حدة الجدل والتكهنات عن مصير «الكان».

وربطت التقارير بين شبح الغموض الذي يحيط بأمم إفريقيا، وبين إنفانتينو رئيس «فيفا»، ومدى تحكمه المباشر في دائرة اتخاذ القرار داخل «كاف»، بل يمكن القول إن «فيفا» مدفوعاً من أندية أوروبا، بدأ العمل على أرض الواقع لإلغاء البطولة، ففي يوم 24 نوفمبر 2021 أرسل الاتحاد الإفريقي، خطاباً رسمياً إلى الكاميرون، ينتقد فيه عدم تجهيز الملعب الأولمبي، والذي سيشهد افتتاح «الكان».

وحدد «كاف»، يوم 30 نوفمبر، موعداً للرد على خطابه من جانب الكاميرون، ويوم 10 ديسمبر، موعداً لانتهاء تجهيز الملعب الأولمبي، وإلا سيتم نقل مباراة الافتتاح إلى ملعب آخر، كما تضمن الخطاب، عدة أمور متعلقة بالإجراءات الاحترازية وكيفية التعامل مع كورونا، في ظل توجهات بإقامة البطولة بحضور جماهيري.

خطابات للتعجيز

كما ألقى «كاف» بالكرة في ملعب اللجنة المنظمة بالكاميرون، لإنهاء كل الأمور الخاصة بالتسويق والبث الفضائي والتجهيزات وتوفير الكاميرات، بجانب تحضير الملاعب.

مجموعة خطابات ومطالبات بدا منها، كما لو أن «الكاف» نفسه يضغط ويصعّب من مهمة الكاميرون لتنظيم البطولة، ليدفع نحو تأجيلها، وأكدت العديد من المصادر آنذاك أن إنفانتينو لعب الدور الخفي في هذه الأزمة، حيث تحكم بشكل كامل في دائرة اتخاذ القرار داخل «كاف»، لتضطر الكاميرون في النهاية إلى الاعتذار عن استضافة البطولة، وتأجيلها للصيف المقبل، وفق ما تتمنى الأندية الأوروبية.

وبالطبع فإن رغبة إنفانتينو وسعيه لتحقيق ذلك، يعود لخوفه من الصدام مع الاتحادات الأوروبية خاصة في الدوريات التي تملك محترفين أفارقة، وعلى رأسها الدوري الإنجليزي.

وتواصل ضغط الاتحاد الدولي، ففي 29 نوفمبر 2021، أعلن «فيفا» مواعيد بطولة كأس العالم للأندية، لتقام في الفترة بين 3 إلى 12 فبراير المقبل في الإمارات، وجاء قرار «فيفا» صدمة للكرة الإفريقية، في ظل التضارب الواضح مع كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها الكاميرون في الفترة بين 9 يناير إلى 6 فبراير.

هكذا وببساطة أعلن «فيفا» مواعيد مونديال الأندية، دون أن يحترم روزنامة الكرة الإفريقية، ووضع العربة أمام الحصان، في ظل مشاركة الأهلي المصري بطل إفريقيا في المونديال، ما يعني حرمانه من كل نجومه الدوليين بسبب قرار الاتحاد الدولي، سواء لاعبوه الذين يلعبون لمنتخب مصر أو محترفوه الذين يلعبون لمنتخبات تونس والمغرب ومالي، ليضطر خوض البطولة بنصف فريق تقريباً.

قرار موعد المونديال أكد أن الكرة الإفريقية بالكامل ليس لها أي وزن لدى «فيفا»، واعتبره الكثيرون محاولة مبكرة للضغط على صناع القرار في إفريقيا من أجل تأجيل كأس الأمم أو إلغائها.

غضب في الأهلي

أثار موقف الاتحاد الإفريقي استغراب الكثير من المتابعين، بعدما قرر «فيفا» إقامة كأس العالم للأندية، في توقيت متضارب مع كأس الأمم الإفريقية.

وأبدى سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالنادي الأهلي، استياءه الشديد من موقف الاتحادين المصري والإفريقي، وعدم خروج أي بيان منهما حول قرار «فيفا».

وفي السياق ذاته، قال المدير التنفيذي للأهلي، سعد شلبي: «أخذنا الإجراءات ووجهنا خطاباً للاتحاد المصري والإفريقي والدولي بأن يراعي الحقوق المشروعة للأهلي، وأن يخوض البطولة بكامل نجومه، وانتظرنا رداً رسمياً من الجهات الثلاث، لكن ماذا عسانا أن نفعل؟ لم نتلق رداً، فالكل يغني على ليلاه، حيث أكد القائمون على تنظيم مونديال الأندية وكأس إفريقيا تثبيت المواعيد التي أعلنوا عنها، ليجبر الأهلي على خوض المونديال في غياب 10 لاعبين أساسيين».

ورغم غضب الأهلي، لم يحرك الاتحاد الإفريقي ورئيسه باتريك موتسيبي ساكناً، حيث تبدو علاقته مع السويسري جياني إنفانتينو، رئيس «فيفا»، أحد الأسباب التي دفعته إلى ذلك.

وأوضح هوجو زوف الخبير الإعلامي بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أن الاتحاد الدولي لا يرغب في صدام مع نظيره الإنجليزي أو رابطة البريميرليج، لأن تشيلسي مرتبط بمباريات هناك ولا يمكن تأجيل مبارياته، بسبب تأجيل مباريات الأهلي وتأخير انطلاق البطولة وبالتالي مواجهتي نصف النهائي والنهائي.

 

خبير تسويق لـ «الخليج الرياضي»:

تأجيل البطولة كان يعني خسارة الكاميرون ملياري دولار

الصورة
1

أكد المصري محمد الزيات خبير التسويق الرياضي ووكيل اللاعبين، أن قرار تأجيل أو إلغاء كأس أمم إفريقيا 2022، كان من الصعب أن يدخل حيز التنفيذ وذلك لأسباب كثيرة.

وفنّد الزيات ل«الخليج الرياضي» الأسباب من وجهة نظره، وقال: «الإلغاء كان سيعني مليارات مهدرة ولجوء الكاميرون للقضاء، فالكاميرون كانت حتماً ستطالب بتعويضات مالية كبيرة حال تأجيل البطولة، خاصة أن الدولة رصدت ما يزيد على ملياري دولار لاستضافة كأس الأمم».

وتابع بقوله: «من كان سيعوّض الكاميرون عن المبالغ المالية الضخمة التي صرفتها لإعادة تجديد وبناء الملاعب والفنادق التي تستضيف فعاليات البطولة، وكذلك إعداد المنشآت الرياضية والبنية الأساسية من فنادق وطرق ومواصلات وإجراءات صحية احترازية».

وأضاف: «كذلك فقد وقعت اللجنة المنظمة محلياً والاتحاد الإفريقي على عقود بث مباريات البطولة بمبالغ مالية كبيرة تتجاوز 70 مليون دولار، وبالتالي فإن الشركات الراعية لبث مباريات البطولة ما كان لها أن تقف مكتوفة الأيدي وستطالب بتعويضات هي الأخرى، كما أن شركات البث تتمسك بضرورة إقامة البطولة بمشاركة كل المنتخبات وبكامل نجومها لضمان المتابعة القوية للمباريات».

وأكد الزيات أيضاً أن الحملة التي قادها صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني مع رؤساء الاتحادات المحلية في القارة الإفريقية للعمل على تخليص «كاف» من العناصر المسيطرة عليه من الاتحاد الدولي ومطالبته بضرورة إقامة البطولة في موعدها، أتت ثمارها، خاصة أنه سبق وحضر كل المشكلات التي واجهت الاتحاد القاري بعد تدخل «فيفا» الكبير وسيطرة رجالها على كل مقاليد الأمور منذ فترة تولي أحمد أحمد رئاسة كاف خلفاً لعيسى حياتو.

 

بطل إفريقيا من دون نجومه في المونديال بفرمان «فيفا»

كـيروش ساخـراً: لاعـبـو الأهلـي لا يمكنهـم الطـيران

الصورة
2

سخر البرتغالي كارلوس كيروش، المدير الفني لمنتخب مصر، من تعارض مشاركة «الفراعنة» في كأس أمم إفريقيا في الكاميرون مع خوض الأهلي المصري كأس العالم للأندية في أبوظبي.

ويلعب الأهلي، ممثل إفريقيا، مباراته الأولى في الدور الثاني ضد مونتيري المكسيكي بطل كونكاكاف في 5 فبراير، قبل يوم من نهائي كأس أمم إفريقيا، وفي حال تخطيه ربع النهائي، يلتقي بالميراس البرازيلي بطل كوبا ليبرتادوريس.

وقال كيروش ساخراً: «فيفا وكاف والأندية، يجب أن يفهموا أمراً بسيطاً: اللاعبون هم أنفسهم (المنتخب والأهلي)، منذ ولادة الإنسان وهو يحلم بالطيران، والآن في كرة القدم نحاول أن يكون لدينا حلم جديد وهو وضع لاعب واحد في مباراتين في الوقت نفسه، وبما أن الإنسان لا يمكنه الطيران، فمن الصعب أن نضع لاعبي الأهلي في ملعبين بوقت واحد. سنصل إلى يوم ونخوض 4 مسابقات في الوقت نفسه!».

وانتقد حازم إمام، لاعب الزمالك ومنتخب مصر السابق، التضارب في المواعيد بين الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الإفريقي.

وقال حازم إمام: «ما حدث من جانب الاتحاد الدولي يعتبر أمراً عشوائياً، والأهلي المصري هو المتضرر الأول والوحيد من هذا التضارب، وما حدث يؤكد أن هناك عشوائية كبيرة من جانب الاتحاد الدولي في هذا القرار على الرغم من إقامة البطولتين في مواعيد رسمية وضمن أجندته». وتابع: «هل توقع الاتحاد الدولي خروج مصر مبكراً من كأس الأمم الإفريقية، ولذلك وضع مواعيد مونديال الأندية؟».

 

رئيس الاتحاد الجزائري يتهم أوروبا

عمارة: التفكير في الإلغاء قلة احترام

الصورة
2

أعرب شرف الدين عمارة، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، عن فرحته بإقامة البطولة، معبراً في الوقت نفسه عن استيائه من التحركات، والمطالب التي دعت إلى إلغاء كأس أمم إفريقيا 2021 بحجج كثيرة، أثبتت مع مرور الوقت أنها غير منطقية بالمرة.

وقال عمارة إن بعض الأطراف المحسوبة على القارة السمراء، تحججت بأن الكاميرون غير قادرة على تنظيم النهائيات، بما أن ظروف الوقاية من تفشي كورونا هناك غير كافية، وهو ما يشكل خطراً على اللاعبين الأفارقة الناشطين بالدوريات الأوروبية. 

وأضاف: «لم يكن هناك سبب لإلغاء البطولة، إلا لأن الأندية الأوروبية ترغب في ذلك فقط، التفكير في إلغاء بطولة كأس الأمم الإفريقية يعتبر قلة احترام للمنتخبات الإفريقية، ولبلدانها، كان يجب علينا كاتحادات أن نندد بهذا القرار، وهذا ما قام به الاتحاد الجزائري، وتمسكنا بإقامة البطولة في موعدها، هو القرار الذي يتماشى مع مصلحة الكرة الإفريقية وكرامتها».

 

ميدو: «فيفا» لا يحترم الكرة الإفريقية

الصورة
ق

وجه المصري أحمد حسام ميدو، لاعب منتخب مصر وتوتنهام السابق، انتقادات حادة للاتحاد الدولي لكرة القدم، بسبب موعد بطولة كأس العالم للأندية، التي تقام خلال الفترة بين 3 إلى 12 فبراير المقبل في الإمارات، وهو ما يتعارض مع كأس الأمم الإفريقية التي ستقام في الفترة بين 9 يناير إلى 6 فبراير.
وكتب ميدو عبر تويتر: «إقامة كأس العالم للأندية تزامناً مع كأس الأمم الإفريقية، يحمل عدم احترام من فيفا للكرة الإفريقية». وأضاف «هل يستطيع «فيفا» إقامة البطولة في نفس توقيت كأس الأمم الأوروبية أو في نفس توقيت كوبا أمريكا؟ بالطبع لا».

1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"