عادي
9 الجاري يوم الانتصار على سطوة «فيفا» وتسلط أندية أوروبا(1-4)

كأس إفريقيا.. متعة الفقراء يرفضها الأغنياء

00:05 صباحا
قراءة 7 دقائق
2
2
  • إنفانتينو ضغط للتأجيل واصطدم برفض إيتو وشعوب القارة
  • إقامة البطولة في موعدها تساوي كرامة قارة

 

إعداد: أحمد عزت

ساعات وتنطلق كأس الأمم الإفريقية 2022، وعلى عكس المرات السابقة، تحظى البطولة التي تنطلق الأحد 9 يناير 2022، باهتمام عالمي غير مسبوق، وربما تضاعف الاهتمام بالبطولة أكثر بكثير من ذي قبل، فالهالة الإعلامية التي سبقت «الكان 33» غير مسبوقة، والضغط الهائل من أجل إلغاء النسخة الحالية، لم يكن سهلاً أبداً، حتى بدا أن الموضوع برمته تحول لمسألة كرامة قارة، قد تُهدر أمام سطوة قارة أخرى (أوروبا) استقوت بنفوذ الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».

بعدما كان خبر انطلاق كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم خبراً عادياً، واعتدنا على مطالعته كل عامين من دون أية مفاجآت، جاء هذه المرة، ليكون الخبر استثنائياً ومفاجئاً، فبدا لو أن الحدث يطل علينا للمرة الأولى، أو أن البطولة ستنطلق لأول مرة في تاريخها، بالرغم من أن المنافسات التي ستستضيفها الكاميرون، ستدشن نسختها الثالثة والثلاثين.

فما بين ضغط رابطة الأندية الأوروبية للتأجيل أو الإلغاء، والبروتوكول الطبي بسبب انتشار متحور «أوميكرون»، وكذلك الكم الهائل من الأزمات والإشاعات حول عدم جاهزية الكاميرون لاستضافة البطولة، مروراً بتضارب المواعيد مع كأس العالم للأندية، وانتهاء بالحرب الأهلية في البلد المستضيف، كان تنظيم «الكان 33» بالفعل حلم بعيد المنال، خاصة في ظل ضغط كبير من رأس هرم كرة القدم في العالم، وهو الاتحاد الدولي «فيفا»، الذي نظر إلى البطولة هو الآخر، نظرة استعلاء، وتضامن مع الأندية الأوروبية من أجل تأجيلها، وهو ما يعني حتماً إلغاءها. 

«9 يناير 2022».. سيتحول  ليوم وطني في كل أنحاء القارة السمراء، بل إن الأمر تخطى لما أبعد من ذلك، فرآه كثيرون بمثابة «يوم الكرامة»، وذلك بعد الإصرار الشديد الذي أبداه معظم البلدان الإفريقية، نحو إقامة البطولة في موعدها، ما دفع الاتحاد القاري «كاف» لاتخاذ القرار الأصعب بإقامة كأس الأمم في موعدها المقرر، ورفض تنفيذ رغبات الاتحاد الدولي، ليتداعى هنا قول الزعيم الراحل كوامي نكروما الذي قاد بلاده غانا إلى الاستقلال في عام 1957، والذي يعد واحداً من أبرز دعاة الوحدة الإفريقية، حين قال: «إفريقيا قارة واحدة، شعب واحد، وأمة واحدة، أنا لست إفريقيّاً لأنني ولدت في إفريقيا، بل لأن إفريقيا ولدت بداخلي».

ربما أصبحت سمعة رجل الأعمال الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي، على المحك بسبب علاقته برئيس الاتحاد الدولي، السويسري جياني إنفانتينو، الذي كان أحد أسباب اختيار موتسيبي رئيساً ل«كاف»، حيث حاول السويسري بكل قوة أن يوجه اتحاد موتسيبي لإلغاء أو تأجيل كأس أمم إفريقيا، لا لسبب إلا لإرضاء الأندية الأوروبية، وهو ما بدا واضحاً من خلال مقترح إقامة البطولة باللاعبين المحليين فقط دون استدعاء المحترفين خارج القارة.

لكن ربما كان من حسن الطالع، أن يتم اختيار النجم الكاميروني صامويل إيتو رئيساً لاتحاد الكرة في بلاده، بثقافته الأوروبية، قبل أيام من موعد مونديال إفريقيا، فمبكراً أثبت إيتو رفضه القاطع أن يتم إلغاء البطولة، خاصة أنه كان مدعوماً في بلاده بإرادة سياسية ترفض هي الأخرى قطعياً فكرة الإلغاء أو حتى التأجيل، وأكد المسؤولون هناك  الجاهزية التامة لانطلاق البطولة في موعدها، وتضامن معهم كل جمهور القارة السمراء، المحب للحياة رغم ظروفه المعيشية الصعبة، والعاشق لكرة القدم بكل جوارحه.

القصة بدت كما لو كانت مؤامرة على القارة الإفريقية، بدليل أن الصحف الأوروبية، وخاصة الإنجليزية هي التي بادرت بالإعلان عن إلغاء كأس الأمم أكثر من مرة، دون صدور قرار من إفريقيا بالإقامة أو التأجيل على الأقل.

وكان من المفارقات المضحكة المبكية في آنٍ واحد، أن نرى إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» متحداً مع اتحادات القارة الأوروبية هذه المرة، رغم اختلاف أوروبا مع إنفانتينو الذي يريد تنظيم كأس العالم كل عامين بدلاً من أربعة أعوام لأسباب مالية، بينما يرفض الأوروبيون هذا المقترح، لكن لأن المصلحة اقتضت التعاون، اتفق جميعهم هذه المرة على الكرة الإفريقية، لكن المفارقة الأكثر غرابة، أن «كاف» كان أول الداعمين لفكرة «مونديال كل عامين» رغم أنه ليس في صالح القارة السمراء أبداً، ولذا يرى الكثير أنه من المؤسف أن يصبح الاتحاد الإفريقي لعبة في يد «فيفا»، ولا ينسى أحد تدخله مرتين في اختيار رئيس الاتحاد، فقد فرض المدغشقري أحمد أحمد على الساحة قبل 4 سنوات بعد أن استبعد الكاميروني عيسى حياتو، كما كان صاحب الدور الأكبر في تولي موتسيبي رئاسة «كاف» قبل أقل عام.

وهكذا أصبحت سمعة القارة الإفريقية ومسابقاتها على المحك، فلم يعد الأمر متعلقاً ببطولة تقام أو تلغى، وإنما هي كرامة قارة ورغبة شعوب تتعاطى كرة القدم.

 

إيكوم عضو لجنة تنظيم نسخة الكاميرون ل«الخليج الرياضي»:

«كان 2022» أكبر صفعة لعنصرية أندية أوروبا

الصورة
1

أكد فاليري إيكوم، عضو لجنة تنظيم بطولة كان 2022، أن الكاميرون أتمت كافة التحضيرات من أجل تنظيم مثالي لبطولة أمم إفريقيا.

وقال إيكوم ل «الخليج الرياضي»: «بطولة الأمم الإفريقية من أكبر البطولات، كنّا نتابع كل ما قيل حولها، ولم يكن بوسعنا شيء غير العمل وتأكيد أننا جاهزون تماماً لتنظيم (الكان)، أما أكثر ما أثار استغرابنا، كان مناداة البعض بانطلاق البطولة بدون اللاعبين الدوليين».

وتابع بالقول:من غير الطبيعي عدم انضمام اللاعبين الذين يلعبون في الأندية الأوروبية، هل تستطيع أندية أوروبا منع لاعبيها من المشاركة في كوبا أمريكا؟ المؤكد أن لا أحد يمكنه ذلك، فلماذا تضغط على اللاعبين لعدم المشاركة في بطولة إفريقيا؟.

وبسؤاله عن التقارير التي تحدثت عن نقل البطولة إلى قطر، قال إيكوم: «حقيقة شعرنا بالإهانة، جراء هذه التقارير، وكأن إفريقيا لا تستطيع تنظيم بطولتها، ولا تستطيع تطبيق البروتوكولات الصحية، ثم تقرأ خطاب اتحاد الأندية الأوروبية الموجه إلى فيفا، وتظن أن تلك الأندية هي فقط من تهتم بصحة لاعبيها، ولكنها في الحقيقة لا تهتم إلا بمكاسبها». وأضاف: «بطولة أمم إفريقيا ليست بطولة صغيرة، بل ربما هي ثالث أقوى بطولة للمنتخبات بعد كأس العالم وكأس أمم أوروبا، ويشارك فيها نخبة من أفضل لاعبي العالم، إقامتها سيكون التحدي الأكبر والرد الأقوى على عنصرية أوروبا ضد كرة إفريقيا». وتابع: «اتحاد الأندية الأوروبية تحدث عن غياب بروتوكول صحي في الكاميرون للبطولة، وتلك مغالطة كبرى، هل تتخيل أن ذلك الخطاب الملائكي حول عدم قدرة إفريقيا على حماية لاعبيها من فيروس كورونا ومتحور أوميكرون، خرج للنور بعد ساعات من تسجيل أندية الدوري الإنجليزي لعدد إصابات قياسي بالوباء؟ هي العنصرية التي تصور للأوروبيين أن الأفارقة لا يستطيعون حماية أنفسهم أو اللاعبين من فيروس كورونا، جعلتهم يتغاضون عن الحقائق، ويسوقون الدلائل الوهمية لحماية مصالحهم، هم ومن بعدهم الطوفان». وأضاف: «فكرة إقامة كأس أمم إفريقيا لم تعد مجرد إقامة بطولة في موعدها، بل أصبحت حفاظاً على كرامة قارة لم يتوان فيفا وبعض من أتباعه، على التقليل منها ومعاملة بطولتها كبطولة ودية إقامتها أمر غير مهم».

 

المشجع الذي سار 50 يوماً على قدميه لحضور النسخة المصرية

ألفين زاكاتا: «أمم إفريقيا» تساوي كأس العالم للقارة السمراء

الصورة
2

للمشجع ألفين زاكاتا من زيمبابوي قصة مثيرة للغاية، فهذا المشجع البسيط عاشق للكرة بشكل جنوني، حتى أنه سافر من زيمبابوي إلى مصر عبر كيب تاون سيراً على الأقدام، في رحلة استغرقت 50 يوماً لمشاهدة كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في مصر عام 2019.

وخلال هذه البطولة اعتاد ألفين أن يحمل رسالة تحمل ثلاث كلمات فقط، هي: «إفريقيا بلا حدود».

وقال زاكاتا في تصريحات خاصة ل«الخليج الرياضي»: «أنا أعشق بطولة أمم إفريقيا.. هي كأس العالم بالنسبة لي، وأعتبرها بمثابة حفل ودي يجمعنا نحن أبناء القارة السمراء، أشعر خلالها أنني أحتفل مع إخوتي الإفارقة».

وبسؤاله عن رؤيته للضغط الذي مورس من أجل إلغاء «الكان»، قال: «الأزمة المحيطة بإقامة كأس أمم إفريقيا،هي شرح مثالي للعنصرية الأوروبية الكروية ضد قارة إفريقيا، وقد تأكدت تلك العنصرية لما حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم موعد كأس العالم للأندية متزامناً مع كأس الأمم الإفريقية المعروف موعدها منذ يونيو 2020».

وتابع: «القرار لم يضع أي اعتبار لممثل إفريقيا في مونديال الأندية، وغياب فريقه الأساسي في حال تأهل منتخبات مصر ومالي وتونس لدور الثمانية،وأعتقد أن فيفا حاول منع إقامة كأس إفريقيا، وفي سبيل ذلك بدأ بوضع كافة العراقيل من أجل ألا تقام البطولة». وأضاف: « فيفا لا يهتم بممثل إفريقيا، وكأن كأس العالم للأندية مقامة لتكريم بطل أوروبا، وكأن بقية المشاركين حضروا فقط ككومبارس لتُستكمل البطولة، هل كان يستطيع فيفا تنظيم كأس العالم للأندية بالتزامن مع كأس أمم أوروبا؟».

 

بطولة بـ2.25 مليار يورو.. كيف يمكن الاستهانة بها؟

الصورة
2

تبرز قوة وروعة وجماهيرية كأس أمم إفريقيا من واقع ما تضمه من نجوم كبار يلعبون لعتاة الأندية في العالم، وقد كشف موقع «ترانسفير ماركت»، المتخصص في اقتصاد كرة القدم، عن القيمة السوقية للمنتخبات المشاركة في النسخة 33 من البطولة، حيث بلغت القيمة الإجمالية 2220 مليون يورو (2.25 مليار يورو).

وأوضح موقع «ترانسفير ماركت»، أن أعلى 3 منتخبات مشاركة في بطولة كأس أمم إفريقيا، من حيث القيمة السوقية، هي: السنغال (344.90 مليون يورو)، ثم كوت ديفوار (312.23 مليون يورو)، ونيجيريا (276.55 مليون يورو).

ويأتي في المركز الرابع المغرب (217.50 مليون يورو)، وخلفه الجزائر (197.85 مليون يورو)، ثم مصر (143.70 مليون يورو).

أما المنتخب الكاميروني مستضيف البطولة، فيحتل المركز السابع بقيمة (137.95 مليون يورو)، تليه غانا (129.75 مليون يورو)، ومالي (118.25 مليون يورو)، وغينيا (99.55 مليون يورو).

ويتواجد منتخب تونس في المركز الثالث عشر، بقيمة (36.55 مليون يورو)، بعد منتخبي جامبيا (46.15 مليون يورو)، والجابون (40.13 مليون يورو).

ويأتي ترتيب بقية منتخبات الكان كالتالي: كاب فيردي (24.23 مليون يورو)، غينيا بيساو (21.53 مليون يورو)، بوركينا فاسو (14.43 مليون يورو)، سيراليون (12.58 مليون يورو)، جزر القمر (12.40 مليون يورو)، موريتانيا (12.05 مليون يورو)، زيمبابوي (10.80 مليون يورو)، غينيا الاستوائية (4.25 مليون يورو)، مالاوي (3.75 مليون يورو)، السودان (1 مليون يورو)، إثيوبيا (750 ألف يورو).

1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"