مسرح أم القيوين الوطني

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

لعل الحدث المسرحي الأبرز في بحر الشهرين القادمين، والذي سيتزامن مع حدث أيام الشارقة المسرحية، هو افتتاح مسرح أم القيوين الوطني، بحسب ما أشار إليه رئيس مجلس إدارة المسرح، الفنان العريق سعيد سالم، وأوضح أيضاً أن مسرح أم القيوين الوطني سيقدم في الافتتاح، عملاً مسرحياً بعنوان «أشوفك»، تأليف الكاتب المسرحي المعروف إسماعيل عبدالله، وإخراج المسرحي المحترف حسن رجب، بمشاركة مجموعة منتخبة من الفنانين الشباب.
عودة مسرح أم القيوين الوطني إلى الحياة الثقافية والمسرحية في الإمارات، هي في حد ذاتها، تنطوي على ما يسمى في المسرح، العنصر الدرامي، وتتمثل درامية مسرح أم القيوين الوطني في الشظف المادي الصعب الذي تعرض له المسرح في عام 2015، ما أدى إلى إغلاقه وبيع ممتلكاته ومتعلقاته في المزاد العلني، وهو أمر كان صعباً على أعضاء فرقة المسرح وعشاق المسرح الإماراتي بشكل عام، وذلك لما كانت تمثله تلك الممتلكات من قيمة رمزية ومعنوية، مثل الدروع، وشهادات التقدير.
غير أن المهم في هذه الدرامية المسرحية هو ما قاله الفنان سعيد سالم للصحافة المحلية جراء إغلاق مقر المسرح قبل نحو سبع سنوات. فقد أشار إلى أنه من بين أغراض ومتعلقات المسرح التي بيعت في المزاد نصوص مسرحية تشكل قيمة ثقافية وأدبية كبيرة لمسرح أم القيوين، والمسرح الإماراتي بشكل عام، وبمناسبة اقتراب افتتاح مقر جديد لمسرح أم القيوين الوطني يمكن التساؤل من جديد عن مصير النصوص المسرحية التي اختفت بالطبع في أثناء بيع ممتلكات المسرح.
مسرح أم القيوين الوطني لم يُترك للإهمال والضياع، فنحن نتحدث عن واقعة طارئة تعرض لها مقر المسرح، لكن نحن أيضاً في الإمارات، وطن الثقافة، وبيئة الإبداع، ورعاية المسرحيين والشعراء والأدباء. فقد وجّه صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد بن أحمد المعلا، عضو المجلس الأعلى، حاكم أم القيوين، بتخصيص قطعة أرض للمسرح، ووجّه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ببناء مقر جديد للمسرح، يجري افتتاحه قريباً، وبعرض جديد بعنوان: «أشوفك».
يستحق مسرح أم القيوين الوطني كل هذا الاهتمام النبيل والكريم، وتستحق فرقة المسرح كل الدعم المادي والمعنوي من جانب المؤسسات المحلية الإماراتية، سواء الحكومية أو الخاصة. وفي الوقت نفسه، هي مناسبة موضوعية للاحتفاء بمسرح أم القيوين، وفرقته، وعودته إلى الحياة الثقافية قريباً.
تأسس مسرح أم القيوين الوطني في عام 1978، وله بصمة حرفية وجمالية في خريطة المسرح الإماراتي والخليجي، ومنذ فترة طويلة، يرأسه الفنان المبدع المخلص للمسرح وللحياة وللفن سعيد سالم الذي لم ييأس لا هو ولا أعضاء الفرقة مما تعرض له مسرحهم الأصيل، وها هو اليوم، وبكل أمل وثقة وتفاؤل، يعود مسرح أم القيوين إلى دوره الجمالي والإبداعي ليكون دائماً مكملاً ثقافياً ناجحاً لدورة الحياة الأدبية والفنية في الإمارات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"