عادي

سجلّه حافل بالمذابح.. من هو زعيم «داعش» المقتول؟

16:34 مساء
قراءة 3 دقائق
زعيم داعش

(وكالات)

أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي (أبو إبراهيم الهاشمي القرشي)، بعملية عسكرية للقوات الأمريكية في شمال سوريا. 
ومنذ إعلان تنظيم «داعش» القرشي قيادة التنظيم بعد مقتل أبو بكر البغدادي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ظل لغزاً محيراً وغامضاً بالنسبة إلى المخابرات الأمريكية والعراقية التي لا تعرف عنه الكثير. 
وفي بيان نشره البيت الأبيض قال بايدن: «تمكنت القوات الأمريكية، الليلة الماضية، وتحت توجيهاتي من تنفيذ عملية ناجحة لمكافحة الإرهاب في شمال سوريا لحماية الأمريكيين وحلفائهم، وجعل العالم مكاناً أكثر أمناً». وأضاف: بفضل مهارات وشجاعة قواتنا المسلحة، تمكنا من القضاء على أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم داعش.
وبهذه العملية، تنطوي صفحة خليفة البغدادي، بعد شهور من وضعه على قائمة «أكثر الإرهابيين المطلوبين»، ورصد مكافأة قدرها 10 ملايين دولار للمساعدة في القبض عليه.
الاسم الحقيقي لأبو إبراهيم هو أمير محمد سعيد عبدالرحمن المولى، وعُرف بعدد من الألقاب أشهرها «البروفيسور» و«المدمر». 
ووفقاً لجين بيير فيليو، محلل في جامعة «ساينس بو» في باريس، فقد لعب دوراً رئيسياً في حملة «داعش» لتصفية الأقلية الإيزيدية في العراق من خلال المذابح والطرد والعبودية الجنسية.
وُلد زعيم «داعش» الجديد، على الأرجح في عام 1976، في بلدة تلعفر، على بعد 70 كيلومتراً من الموصل، لعائلة تركمانية، ما أثار استغراباً كبيراً، لأنه نادراً ما يصعد رجل من غير العرب إلى الصفوف الأمامية في «داعش»، التي حكمت في أوجها أجزاء واسعة من العراق وسوريا.
ودفعت أصوله العرقية الأمم المتحدة للتنبؤ في تقرير لها، بأنه قد يكون «خياراً مؤقتاً حتى يجد التنظيم زعيماً أكثر شرعية، سليلاً مباشراً من قبيلة «قريش الهاشمية» يمكنه بالتالي الحصول على الدعم الكامل من باقي فروع التنظيم».
تخرج المولى في كلية العلوم الإسلامية في الموصل، وعمل مجنداً في الجيش العراقي خلال فترة حكم صدام حسين، وانضم إلى صفوف تنظيم «القاعدة» الإرهابي بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، وفقاً لمركز أبحاث مكافحة التطرف.
وتولى دور المندوب الديني والقانوني الشرعي العام لـ«القاعدة»، وفي عام 2004، ألقت القوات الأمريكية القبض عليه ووضعته في سجن «بوكا» في العراق وهناك التقى أبو بكر البغدادي.
وتم الإفراج عن الرجلين في وقت لاحق، وبقي المولى إلى جانب البغدادي عندما تولى زمام الفرع العراقي لتنظيم «القاعدة» في عام 2010، ثم انشقا لإنشاء تنظيم «داعش» في العراق، الذي تتطور وأصبح فيما بعد تنظيم «داعش» في العراق وسوريا.
وفي عام 2014، رحب المولى بالبغدادي في الموصل وتعهد بالولاء والدعم الكامل لـ«داعش» للسيطرة بسرعة على المدينة، وسرعان ما أثبت نفسه بين صفوف التنظيم، وحظي بثقة كبيرة بين أعضاء التنظيم بسبب وحشيته، وخاصة بعد القضاء على أولئك الذين عارضو قيادة البغدادي.
واعتقد المحللون أن المولى سعى لإثبات نفسه من خلال سعيه لإعادة إحياء التنظيم الضعيف مقارنة بـ«العصر الذهبي له» (2014-2019)، وحاول الالتزام مع تراجع الالتزام الأمريكي في المنطقة وانخراط القوات التي تنشرها أجهزة الدولة العراقية في مكافحة وباء «كورونا».
ومؤخراً، تبنى تنظيم «داعش»، «الهجوم الواسع» على سجن «غويران» بالحسكة، في سوريا، بهدف «تحرير الأسرى المحتجزين بداخله». وفشلت العملية في تحقيق أهدافها، واستسلم أعضاء «داعش» بعد مواجهات دامية، أسفرت عن مقتل 500 شخص على الأقل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"