عادي

فاطمة علي: جيلنا نشأ على عمل الخير

22:38 مساء
قراءة دقيقتين

لم يُثنها تقدمها في العمر عن عملها التطوعي، بل زادها إصراراً «فماذا سيأخذ الإنسان معه لدى رحيله عن الفانية سوى العمل الصالح».. هكذا تعلق الوالدة فاطمة علي إبراهيم البالغة 82 عاماً، والتي تعد نموذجاً حياً للعمل الإنساني، والمرأة الإماراتية من الرعيل الأول الذي عايش الصعاب والمحن، ولكن له الفضل في ما حققته الإمارات من تقدم ورقي وحضارة.

ابنة الشارقة تزوجت وأنجبت ووقفت إلى جانب زوجها الذي كان يذهب في رحلات طويلة تارة في البحر للغوص مع البحارة، وأخرى في البر للعمل في التجارة ونقل البضائع إلى دول أخرى، فكانت حارسة على أولادها ومسؤولة ومربية في الوقت نفسه. الحياة وسط كل ذلك كانت جميلة، وتقول الوالدة أم يوسف: «السنع» كان من شيمنا، وكنا نعيش في «الفريج» كأسرة واحدة ونتناول الطعام معاً. ونحتفل بالأعياد سوياً، وإذا مرض أحد منا كان الجميع يبادر إلى عرض خدماته المادية والمعنوية، كانت الألفة والمحبة تسود عيشتنا على الرغم من القلة، ولكن علمتنا الكثير في حياتنا اليوم وأمس، نحن جيل جُبل على عمل الخير».

وفي مرحلة متقدمة تروي الوالدة فاطمة وهي أكبر متطوعة سناً، وعضوة في مركز خدمات كبار السن التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، أنها عملت في عدة مدارس «منها مدرسة الأندلس، وكان الجميع يحبني لأنني كنت أحبهم بدوري، وأذكر أن مديرة المدرسة وكانت الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي، سألتني في أحد الأيام: لماذا لا أحفظ القرآن، فقلت لأنني في العمل وليس لدي الوقت مع أسرتي، فأصرت على أن أحفظه؛ بل كانت توصلني بسيارتها مع السائق بعد الدوام إلى الدرس ثم يرجعني إلى البيت، كانت علاقتها بالجميع جميلة والكل كان يجمع على حبها واحترمها؛ لأنها تحب الخير للجميع».

وتتابع: «في ما بعد وبعدما كبر أولادي وتزوج بعضهم، انتسبت إلى نادي الأصالة التابع لمركز خدمات كبار السن، وهو ينظم فعاليات وورشاً ورحلات لكبار المواطنين، وانضممت إلى مركز الشارقة للتطوع في عام 2017، ويبلغ عدد أعضائه اليوم 21,279 متطوعاً». وتطوعت في مجال التعليم والحرف اليدوية التراثية، وكذلك في الفرق التطوعية خاصة في رمضان، على الرغم من كوني صائمة، وكنا نوزع الطعام على المارة والعمال والسائقين خلال وقتي الإفطار والسحور، كما شاركت في توزيع المير الرمضاني. أحب العمل التطوعي بكل أشكاله، وسجلت 52 ساعة تطوعية، و11 مشاركة لغاية اليوم، مع أن جائحة «كورونا» أثرت في مشاركتي في الفعاليات مثل الجميع».

وعن حبها للعمل التطوعي واستمرارها فيه على الرغم من تقدمها في العمر تجيب: «سأستمر في عملي التطوعي حتى آخر دقيقة في حياتي، كي أكسب الأجر، ومن منا لا يبغي الأجر؟، ماذا سنأخذ معنا غير العمل».

أما عن يومياتها في هذه المرحلة فتقول إنها تمضي معظم الأوقات في المنزل، بسبب «كورونا»، وتشارك في نادي الأصالة والرحلات التي ينظمها افتراضياً وواقعياً، وتسعد كثيراً حينما تلتقي بصديقاتها في هذه التجمعات.

ولا تنسى الوالدة فاطمة شكر دائرة الخدمات الاجتماعية ودورها في الاهتمام بكبار المواطنين، وعملها الدؤوب في توفير متطلباتهم في كل النواحي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"