مارلين سلوم
أسبوع واحد رافقنا فيه مسلسل «البحث عن علا»، واكتفى بالزيارة الخفيفة الظريفة. لم يلزمه أكثر من 6 حلقات ليحكي فيه عن امرأة في الأربعين من العمر، وأم لفتاة مراهقة وطفل، وجدت نفسها فجأة مطلقة. طبيعي أن تنقلب حياتها رأساً على عقب، خصوصاً أنها ضحت بعملها دكتورة صيدلانية لتتفرغ لبيتها وزوجها وأولادها، وطبيعي أن تهزها هذه الصدمة وتدفعها أولاً للبحث عن ذاتها، واكتشاف قدراتها، وماذا تحب، وماذا تريد.
الفنانة هند صبري عادت بشخصية علا عبدالصبور التي قدمتها قبل نحو عشرة أعوام في مسلسل «عايزة اتجوز» الذي حقق نجاحاً كبيراً، إنما الذكاء في العودة أنها توحي بأن المسلسل الجديد هو جزء ثان من «عايزة اتجوز»، في حين أن المضمون والتفاصيل مختلفين تماماً، وهو ما ساهم في إنجاح «البحث عن علا»، إضافة إلى عوامل عدة، أبرزها سرعة إيقاع المسلسل وخفة ورشاقة الحوار والسيناريو ومنطق تسلسل الأحداث في القصة.
توليفة نجاح شملت كل فريق العمل: غادة عبدالعال التي رسمت الشخصيات وكتبت القصة والسيناريو والحوار مع مها الوزير، المخرج هادي الباجوري، الممثلون هند صبري التي تشارك لأول مرة كمنتجة، والرائعة سوسن بدر التي تتألق في كل لون وفي أي دور يسند إليها، وهي حتى اليوم لم تنل حقها من التكريم والإشادة، ربما لأنها فنانة حقيقية وموهوبة جداً، ولا تنشغل بالظهور الإعلامي والحضور على السوشيال ميديا، ولا في المهرجانات، بل تترك عملها يتحدث عنها والجمهور يصفق لها ويقدرها.
من المميزين في هذا العمل موهبتان فتيّتان، أيسل محمد رمزي التي أدت دور نادية ابنة علا، وياسمين العبد بدور صديقتها زينة؛ تلقائية وثقة عالية في الأداء، ورغم بساطة المسلسل وسلاسته إلا أنه بداية قوية للموهوبتين أيسل وياسمين، ودراما تجذب المشاهدين وتمتعهم بلا حشو وتطويل، تماماً كعبور ضيف خفيف محبب.
المسلسل أثرى حلقاته بحضور ضيوف شرف مميزين، يسرا وشيرين رضا وخالد النبوي وفتحي عبدالوهاب.. إنما يبقى الأهم هو كيفية معالجة قضية الطلاق بشكل منطقي، ويتناسب مع واقع المجتمع العربي والعصر الحالي، على عكس مسلسل «قواعد الطلاق ال45» الذي امتد لحلقات وحلقات من دون أن يقدم أي معلومة مفيدة ومنطقية ومناسبة لهذا المجتمع الذي نعيش فيه، قالب أجنبي أُخذ كما هو ليتم إسقاطه على مشاهد لا ينتمي إليه فكراً وثقافة، ولا يناسب أهواءه وتطلعاته.
