المعلّم والرفيق

01:27 صباحا
قراءة دقيقتين

كل عام وكل إنسان بألف خير، ففي هذا اليوم من حق كل إنسان أن يحتفل بمن رافقه منذ طفولته المبكرة، منذ أن تفتحت عيناه على الدنيا، وقبل أن يفهم معاني الأشياء، وقبل أن يجيد النطق، والقراءة، والكتابة.. من حقه أن يحتفل بأحد أهم معلّميه في هذه الدنيا، «الكِتاب».

إنه اليوم العالمي للكتاب الذي تحتفل به منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، في ٢٣ إبريل/ نيسان من كل عام، وهل أفضل من الشارقة للاحتفال بالكتاب، وهي من أهمّ داعمي الثقافة والقراءة، ومن أقام المهرجانات والمعارض، وأطلق الأنشطة التي تحبّب الأطفال والشباب بالقراءة، والكتاب، والثقافة بكل أنواعها؟ تأتي المناسبة بينما تستعد هيئة الشارقة للكتاب لإطلاق الدورة ال١٥ من «مهرجان الشارقة القرائي للطفل» من ١ وحتى ١٢ مايو/ أيار المقبل في «مركز إكسبو الشارقة»، والذي يجسد كل ما تعنيه كلمة مهرجان بما يتضمنه من أنشطة وفعاليات.

يقولون في التعريف عن «اليوم العالمي للكتاب» إن الهدف الرئيسي منه هو التشجيع على القراءة «من أجل المتعة»، ومنح كل طفل وشاب الفرصة للحصول على كتاب خاص به؛ ونضيء على عبارة «من أجل المتعة»، لأنها تجسد حقيقة الحالة التي يعيشها المرء أثناء القراءة، وحالة الانبهار والتحليق مع الخيال والحلم التي يغرق فيها القارئ، أيّاً كان عمره، لأن الكتاب الممتع يجذب الجميع، ومن مختلف الأعمار، بل يملك سحراً يعيد الكبار صغاراً، ببضع كلمات وسطور وصفحات.

يبدأ الإنسان رحلته مع الحياة بالتعلم على أيدي أكثر من معلّم، للوالدين شرف الانطلاق بمسيرة تعليمه، يليهما الكتاب الذي يعتبر أجمل هدية يسرع الأبوان في شرائه لصغيرهما، كي يتعلم الأشياء، ويكتشفها باللمس، والأصوات، والألوان، قبل أن تتطور إلى حروف وكلمات.. وقبل أن يصل إلى عتبات المدرسة ويلتقي بالمعلمين، وينطلق في رحلته التعليمية التي يترسخ فيها الكتاب رفيقاً، ومدرّساً، ومرشداً، ومنيراً.

للكتاب علاقة مباشرة بالحالة النفسية التي يعيشها الإنسان، والمرحلة العمرية التي يمر بها، فمرة ترى الفضول يأخذه للبحث عن الكتب العلمية فيقرأ، ويستكشف، وينبهر، ومرة يميل إلى المغامرات والقصص البوليسية والجاسوسية، وحل ألغاز الجرائم، ثم يتوق إلى الهدوء والسكينة، فيلجأ إلى الروحانيات وربما الفلسفة، ولا بد أن يكون للرومانسية وحكاياتها محطة استراحة في رحلته القرائية.. ومن محطة إلى أخرى يحمل معه زاداً من العلم والثقافة، فيزيد من حجم وعيه، ومعرفته، واطّلاعه، وقدرته على التحليل والمناقشة والحوار واستيعاب الآخر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/h87d9fed

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"