توطين الإرشاد

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

استحداث أول رخصة اتحادية للإرشاد السياحي خبر جميل ومبهج جاء لتعديل الأوضاع وتنظيم هذا القطاع الذي يطاله الكثير من اللغط والتشويه رغم أهميته، خاصة أن الإمارات تستقبل ملايين السياح، إلا أنه وللأسف فإن من يتعامل معهم وينقل لهم المعلومات ربما غير مؤهل لذلك، بينما عدد منهم يسيء استخدام الدور بتمرير معلومات مغلوطة وغير دقيقة؛ لذلك فإن العمل على توطين مهنة الإرشاد السياحي هدف على الجهات المختصة سرعة تحقيقه.
لدينا اليوم من الكفاءات من أبناء الوطن الكثير ممن يمتلكون القدرة والأدوات واللغات للتعامل مع السياح، كما أن هناك برامج دراسية في الكليات والجامعات قادرة على سد الفراغ من ناحية التأهيل، وهي مهنة جاذبة للجنسين يجب أن تحظى بالاهتمام والرعاية، وتمنح الأفضلية والدعم في ظل وجود طلب متزايد من مختلف السيّاح ومرتادي المواقع السياحية والأثرية في الدولة، على المرشدين السياحيين المواطنين؛ للاستفادة من معلوماتهم وخبراتهم في شرح وتوضيح المعلومات الأثرية والتراثية، وهم الأكثر قدرة على نقل الصورة الدقيقة والواضحة إلى من يطلبها.
الرخصة الاتحادية للإرشاد السياحي مخصصة للكوادر المواطنة الراغبة في العمل بمهنة الإرشاد السياحي، وفق عدد من الشروط والضوابط المنظمة للمهنة، وهو الأمر الذي سيعالج فجوة كبيرة في عمل كثير ممن لا يمتلكون الخبرة والدراية في هذا الجانب ولا يحسنون اختيار البرامج والوجهات ووضع خطط سير علمية لاستغلال فترة الزيارة، كما أن المعمول به في مختلف الدول هو تصدي المواطن للإرشاد السياحي في بلده، لدرجة أن كثيراً من الدول تقصر هذا العمل عليه فقط.
الجميل أن هذه الرخصة لها متطلبات واشتراطات؛ لأنها تسعى إلى تطوير مهنة الإرشاد السياحي، وتعزيز دور الشباب الوطني في تمثيل بلدهم، والتعريف بالإمكانات السياحية والمقدرات الحضارية والتراثية والثقافية لدولة الإمارات، وتتيح للمواهب والكفاءات الإماراتية الشابة بالتعاون مع هيئات ودوائر التنمية السياحية في إمارات الدولة كافة، تعزيز أهمية مهنة الإرشاد السياحي، وتحفيز الكفاءات والمواهب الإماراتية الشابة للانضمام والعمل في قطاع السياحة الواعد، وتنمية القطاع السياحي والارتقاء بخدماته ليكون أحد محركات التنمية الاقتصادية خلال ال50 عاماً المقبلة.
المرحلة القادمة تتطلب رؤية جديدة في التعامل مع الأمور المهمة، خاصة تلك التي تدعم مبادرات التوطين، وتسهم في دعم قطاع حيوي ومهم تعول الدولة عليه الكثير، وترصد له ميزانيات ضخمة وهو القطاع السياحي، الذي يجب أن يدخله المواطن بكل قوة، وينافس ويثبت وجوده فيه بعد أن تتوفر له كل سبل النجاح.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"