رسالة وطنية

23:57 مساء
قراءة دقيقتين

عيسى هلال الحزامي

** لا يكفي، بل لا يجب، بالنسبة لقائد فريق العمل أن يعي وحده الرؤية التي تحكم ذاك العمل، فمن آن لآخر عليه أن يشرك أعضاء الفريق في تفاصيل هذه الرؤية وجدواها والهدف منها، حتى يعمل كل فرد في هذا الفريق بقناعة تامة بالدور الذي يقوم به، وبتكرار التجارب والمهام، تتحول ثقافة العمل إلى عقيدة تحكم السلوك طوال الوقت،.. وقد يبدو الكلام تنظيراً، أو تعليباً لفكرة مستحدثة، لكننا هنا في الشارقة، سعينا لتحويل هذه النظرية إلى حقيقة وواقع، ونحمد الله على ماتحقق في هذا السبيل حتى الآن.

** من أحدث الشواهد والأمثلة التي أسعدتني بتحقق هذا المعنى، مبادرة كل أندية الإمارة للمشاركة في فعاليات اليوم الرياضي الوطني في إكسبو، فمن دون توجيه صريح أو إملاء مباشر كانت المشاركة التي كفلت لأندية الشارقة حضوراً استثنائياً مميزاً في هذه المناسبة التي تعبر عن لحمة الوطن والدور الذي يجب أن تلعبه الرياضة في تحقيق هدف نبيل كهذا، فالتوجيهات والرؤى السامية لصاحب السمو حاكم الشارقة فيما يخص كل ماهو وطني وأخلاقي وإنساني، صارت ضمن الثقافة والسلوك العام، وهذا ما يبعث السرور والسعادة بالنسبة لمردود استراتيجية المجلس الرياضي، والمعاني التي يعمل على تكريسها لدى الأندية منذ تأسيسه.

** ومؤخراً، كان في الطواف الدولي للدراجات، معنى آخر مهم في هذا الاتجاه، ربما جاء وقت الإفصاح عنه، لاسيما وأن حفل تكريم شركاء النجاح الذي جرى في نهاية الأسبوع الماضي كان آخر مشاهد نسخته السابعة، فقد تساءل أحد الإعلاميين في مؤتمر إطلاق الحدث عن غياب فريق يمثل الشارقة في الطواف؟ خصوصاً وأن الدورات السابقة شهدت صوراً لذلك!.

والسر الذي آن الأوان لكشفه، أننا فاضلنا بين «مسمى صوري» لفريق من محترفين أجانب، وبين مشاركة وطنية من شقين: الشق الأول للمنتخب الوطني في الطوف الدولي، والشق الثاني لفرق شباب الأندية في الطواف المحلي الذي أطلقناه بالتزامن مع الدولي، فكانت الغلبة للمصلحة الوطنية بمعناها الحقيقي والأصيل، بعيداً عن المسمى والشكل الذي قد يحمله فريق باسم الشارقة وهو فارغ عملياً من معناه ومضمونه !.

** الثقافة الشرقاوية، قد تكون مختلفة، لكنها واقعية وموضوعية لأقصى درجة، فالحدث الدولي يجب استثماره لأقصى درجة بالنسبة لأبنائنا وكوادرنا، لاسيما وأننا بلغنا سقفه من حيث الدعاية والترويج الدولي.. فهل وصلت الرسالة؟.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"