أربعة مسارات إلى «آرت دبي»

دبي: زكية كردي

يفتتح اليوم «آرت دبي» المنصة العالمية الرائدة للفن والفنانين من الشرق الأوسط والجنوب العالمي، أبوابه للجمهور، في مدينة جميرا، مرحباً بالراغبين بالمشاركة في فعاليات نسخته ال15 من محبي الفنون والراغبين بالانضمام إلى هذا الحدث الفني الأبرز بالمنطقة في هذه النسخة الأكبر منذ انطلاقه عام 2007، للاطّلاع على أحدث توجهات الفنون حول العالم، بمشاركة 100 صالة عرض معاصرة وحديثة من 40 دولة، حتى 13 مارس الجاري.

توزعت المعارض الفنية والمواضيع في هذه النسخة من المعرض إلى أربعة مسارات رئيسة، هي: المعاصرة، والحديثة، والبوابة و«آرت دبي ديجيتال»، وهو القسم الرقمي الجديد والفريد الذي سيكون بمثابة الجسر الرابط بين عالم التشفير الرقمي والفن، إضافة إلى سلسلة من المعارض الشيقة التي تم تكليفها حديثاً لفنانين مشهورين عالمياً، ومعارض جماعية رائدة وبرامج تعليمية وجلسات نقاشية عالمية.

ويعزز الحدث العالمي مكانة دبي على خريطة الثقافة الدولية، بما تمتلكه من إمكانات وبنية تحتية عالمية تؤهلها لتصبح مركزاً ثقافياً رائداً في الابتكار الثقافي، من خلال تقديم مشروعات نوعية وتنظيم فعاليات عالمية، ومساهماً رئيسياً في الحوارات الطموحة حول الفن المعاصر، فيما يبرز الحدث تميز دبي في مجال تنظيم الفاعليات العالمية الكبرى.

ويُنظَّم معرض «آرت دبي» بالشراكة مع مقتنيات أ.ر.م. القابضة الفنية، ويحظى بدعم الراعي الرئيسي مجموعة إدارة الثروة السويسرية يوليوس باير، والشريك الاستراتيجي هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، والشريك الرئيسي لقسم «آرت دبي ديجيتال» بايبت Bybit.

ويضم قسم «آرت دبي المعاصر» في هذه الدورة، 77 صالة عرض من 33 دولة، ويستقبل 15 عارضاً مشاركاً لأول مرة، تتنوع من المشاهد الفنية الناشئة إلى المراكز الدولية الراسخة. أما آرت دبي الحديث للعام 2022 برعاية سام بردويل وتيل فيلراث، فيقدم عروضاً فردية لأعمال بجودة المتاحف من قبل أساتذة القرن العشرين من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا. وقسم البوابة، التي تضم حصرياً الأعمال المنتجة العام الماضي أو خصيصاً للمعرض، برعاية نانسي أداجانيا، وستقدم عشرة عروض تقديمية فردية، بما في ذلك ستة عارضين لأول مرة.

مع استمرار عالم الفن في التكيف والتطور في المجال الرقمي وعالم رموز غير قابلة للاستبدال NFT، تظهر مجتمعات جديدة لدعم هذه العوالم، بما في ذلك المبدعين وأصحاب المصلحة الجدد، «آرت دبي ديجيتال» هو قسم مختص جديد من المعرض يسعى إلى تقديم نظرة عامة على مشهد الفن الرقمي في الوقت الحالي. يضم «آرت دبي ديجيتال» 17 عرضاً تقديمياً يمثل قاعدة جغرافية واسعة ويتضمن كلاً من المعارض التقليدية والمنصات والمجموعات المحلية الرقمية، يشارك العديد منها في المعرض لأول مرة.

وأشارت هالة خياط، المدير الإقليمي في آرت دبي، إلى أهمية هذه الدورة الاحتفالية بمناسبة وصول هذا الحدث الضخم إلى الموسم ال15، وأشارت إلى أهمية العودة إلى الموقع الأساسي في مدينة جميرا، وعن هذه الدورة، تقول: «لا شك أن هناك ازدياداً ملحوظاً في عدد المشاركات، وهذا يحمل أهمية اقتصادية للبلد بفضل الحراك الاقتصادي الذي ينعكس على مختلف القطاعات السياحية والخدمية، بالإضافة إلى امتداد الحراك الفني عبر الإمارات تزامناً مع آرت دبي، وهذا ينسجم مع خطة تطوير الاقتصاد الإبداعي والثقافي التي تعتمدها دولة الإمارات حالياً، أما جديد هذه الدورة فيتمثل بعودة الحداثة من خلال عرض 11 مشروعاً لفنانين لم يعودوا على قيد الحياة، أما في «بوابة» فلدينا 10 فنانين، وشهدنا ارتفاعاً ملحوظاً بالمشاركات في «كونتمبراري» التي وصلت إلى 77 غاليري من جميع أنحاء العالم، أي هناك زيادة بمعدل 15 غاليري، وأخيراً لدينا «آرت دبي ديجيتال» الذي يسلط الضوء على تجربة الانتقال إلى «الرموز غير القابلة للاستبدال».

وأوضحت أن هذه التقنية تعتبر قفزة مهمة جداً في عالم الديجيتال، جاءت لتتوج جهود الفنانين الذين استثمروا في هذا المجال منذ ظهور الكمبيوتر، ليجدوا أرضية مهمة تضمن حقوقهم ومساحاتهم في هذا العالم الموازي بعملته الرقمية المستقلة، ووسائل الحماية الحديثة.