عادي
بعد دراسة أنواع البكتيريا المرتبطة بإنتاج الأحماض الدهنية في الأمعاء

باحثون بجامعة خليفة يكشفون عن علاقة بين الميكروبات المعوية و«كوفيد- 19»

20:14 مساء
قراءة دقيقتين
3

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

اكتشف فريق بحثي من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، وجود علاقة بين دور تنوع الميكروبات في الأمعاء وقدرتها على التعرف إلى نتائج الإصابة ب«كوفيد- 19»، مبينين أنه قد يتشافى مريض «كوفيد- 19» خلال أسابيع منذ الإصابة، بينما قد تستمر الأعراض لدى البعض لفترة طويلة؛ حيث إن 75% من المرضى الذين تمت معالجتهم في المستشفيات عالمياً تلازمهم واحدة من أعراض الإصابة بالفيروس كحد أدنى لمدة 6 أشهر بعد خروجهم من المستشفى، وتشمل تلك الأعراض مشاكل تنفسية وهضمية والضعف العام ومشاكل متعلقة بالذاكرة، ولم يتم حتى الآن تحديد أسباب ذلك، لكن تشير بعض الدلائل إلى وجود علاقة بين الأمعاء الدقيقة وشدة الإصابة بالفيروس.

وتعاون الفريق البحثي، الذي يضم الدكتور محمد البطاينة، الأستاذ المساعد في الأحياء الجزيئية وعلم الوراثة، والدكتورة حبيبة الصفار، المشاركة في الأحياء الجزيئية وعلم الوراثة ومديرة مركز التكنولوجيا الحيوية، إضافة إلى ستة باحثين آخرين، وجميعهم من جامعة خليفة في أبوظبي، مع باحثين من فريق من الباحثين المتخصص بمكافحة «كوفيد- 19» في دولة الإمارات بهدف دراسة الميكروبات لدى المرضى المصابين بالفيروس.

وأوضح الفريق البحثي، أن أمعاء الإنسان تحتوي على عالم معقد من الميكروبات، وهي كائنات حية دقيقة تتعايش في جسم الإنسان بشكل ديناميكي وتختلف من شخص لآخر وتؤثر في توازن جسم الإنسان بشكل كلي، وتشير الدراسات إلى أن الميكروبات تسهم في تنظيم الاستجابة المناعية في جسم الإنسان.

بدوره، قال الدكتور محمد البطاينة: «تم الربط ما بين الأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي والميكروبات المعوية التي تقوم بتنظيم استجابة الجهاز المناعي عندما تهاجمه الفيروسات، لكن قد تعطل بعض الإصابات الفيروسية آلية عمل الميكروبات ما يسهم في تشكيل بيئة ميكروبية تعزز انتشار الفيروسات. وكذلك الحال بالنسبة لفيروس «كوفيد- 19» الذي يغير في الآلية الوظيفية المنتظمة للأحياء الدقيقة في القناة الهضمية والحصول على مستويات متدنية من الميكروبات النافعة عند المصابين».

وأكدت الدكتورة حبيبة الصفار: «تعتبر التغييرات في وظائف الميكروبات المعوية أمراً شائعاً لدى الأشخاص المصابين بالأمراض الفيروسية وتحديداً فيروس «كوفيد- 19»؛ حيث أظهر عدد من المرضى أعراض تتعلق بالجهاز الهضمي من خلال وجود الحمض النووي الريبوزي الفيروسي (آر إن إيه) في عينات البراز، وهو ما يؤكد وجود فيروس «كوفيد- 19» في الأمعاء الدقيقة».

وأضافت: «توصل الفريق البحثي من خلال دراسته إلى أن الاختلافات المتنوعة للميكروبات قد تفسر إمكانية الإصابة بفيروس «كوفيد- 19» وشدتها، وتم التوصل أيضاً إلى أن نوع الجنس يؤثر في تنوع الميكروبات بشكل ملحوظ، وهو ما يوضح أسباب الإصابة بالفيروس لدى الرجال أكثر منها لدى النساء، كما يلعب العمر دوراً كبيراً في تأثير الميكروبات المعوية؛ حيث يعاني كبار السن من مستوى متدن من البكتيريا النافعة التي تتوفر بكميات كبيرة لدى الفئات العمرية الشابة وتحميهم من الإصابة».

وأوضحت الدكتورة حبيبة: «تقوم الأحماض الدهنية بوظائف خلوية مهمة ومتنوعة في العديد من مراحل التكاثر الفيروسي وترتبط بشكل مباشر مع انتشار فيروس كورونا، ولقد لاحظنا وجود مستويات متدنية من البكتيريا النافعة التي تنتج هذه الأحماض لدى مرضى «كوفيد- 19»».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"