عادي

ماذا يجري في سوق الأسهم الصينية؟

17:50 مساء
قراءة 3 دقائق
مؤشر هونج كونج
دبي: هشام مدخنة

قبل عام واحد فقط ازدهرت الأسهم الصينية في الولايات المتحدة بشكل غير مسبوق، لكنها الآن على أعتاب خسائر مماثلة للأزمة المالية عام 2008 حين انحدرت بنحو 72%، وعلى مسافة قريبة من تراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 78% مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أو ما يعرف بفقاعة الـ«دوت كوم».
وتراجعت الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بشدة حيث يراقب المستثمرون عن كثب الموجة الجديدة لـ«كوفيد-19» في الصين والتي تصدرت مؤشراتها خسائر الأسواق الرئيسية. وسط استمرار تقلبات أسعار النفط تماشياً مع الأزمة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.

أسهم التكنولوجيا

وتعرضت أسهم التكنولوجيا الصينية لهزات مختلفة، الإثنين، بداية من أسهم «تنسينت» التي انخفضت 9.79% عند أدنى مستوى لها منذ قرابة العامين، بعد أن ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الشركة واجهت غرامة قياسية لانتهاكها اللوائح الصينية لمكافحة غسيل الأموال عبر ذراعها الضارب «وي تشات باي». واتسع الفارق لسندات «تنسينت» المقومة بالدولار والمستحقة عام 2030 بمقدار 22 نقطة أساس إلى 228 نقطة أساس، وفقاً لبيانات جمعتها «بلومبرج».
كذلك، تراجعت أسهم «علي بابا» بنسبة 10.9%، مدفوعة بالوضع الجيوسياسي الحالي وخطر حدوث مزيد من التصعيد في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في ظل العقوبات المفروضة على الأخيرة، ما أدى فعلياً إلى محو 50% إلى 70% من المكاسب التي حققها مارد التجارة الإلكترونية الصيني بين عامي 2018 و2021. واليوم، يشعر المستثمرون بالضجر من مستقبل «علي بابا» كشركة، ومن قدرتهم على الاستثمار بحرية في الأسهم. ومع ذلك، إذا تحققت توقعاتهم الصعودية، فسوف يرون ارتفاعاً كبيراً قادماً.
وهوى مؤشر «هانج سينج التقني» بنسبة 11.03%، ليغلق عند 3778.60 نقطة. وكذلك أسهم شركة «ميتوان»، المتخصصة بتوصيل الطعام، انخفضت بشدة وبنسبة 16.84%. في المقابل، انخفض مؤشر هانج سينج في هونج كونج بنسبة 4.97% إلى 19531.66 نقطة. ولم يسلم مؤشر شنجهاي من موجة النزوح الحاصلة إلى المنطقة الحمراء ليغلق على انخفاض 2.6% عند 3223.53 نقطة. كما تراجع مؤشر شينزن 3.083% إلى 12063.63 نقطة.
وفي السياق ذاته، تراجعت أسهم شركة «فوكسكون»، المورد الرئيس لأبل، بنسبة 0.97%، بعد أن أعلنت وقف عملياتها في مدينة «شنتشن»، أو ما تعرف بـ «وادي السيليكون» الصيني، وذلك امتثالاً لقيود كورونا المحلية، وفقاً لرويترز. وانخفض مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية أيضاً بنسبة 0.85%. وأنهى «تايكس» التايواني يوم التداول الكبير هذا دون تغيير يذكر عند 17263.04 نقطة. في حين انخفض مؤشر «إم إس سي آي» لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 2.07%.

كورونا واضطرابات جيوسياسية

بدأ التحول الدراماتيكي للأسهم العام الماضي بعد أن اتخذ الرئيس الصيني شي جين بينج إجراءات صارمة ضد شركات التكنولوجيا التي تم شطب العديد منها من الولايات المتحدة. وتسارعت الخسائر وسط مخاوف من أن الانفتاح الموجود بين شي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلحق الضرر بمكانة الصين العالمية ويقود رد فعل أممي عنيف ضد الشركات الصينية. وأدى هذا الانهيار إلى قلب مجموعة من التوقعات المتفائلة عبر وول ستريت، وأثار تساؤلات حول جدوى السوق التي موّلت بعضاً من أهم الشركات في الصين.
حالياً، تمر الصين بموجة من عدوى فيروس كورونا هي الأسوأ منذ تفشي المرض وفرض البلاد قيوداً على الوباء قبل عامين، وتسارع المدن الكبرى بما في ذلك «شنتشن» للحد من النشاط التجاري، كما تكافح أيضاً المنطقة الإدارية الخاصة في هونج كونج عودة ظهور حالات إصابة جديدة في الأسابيع الأخيرة.
ويرى المحللون أنه إذا تم تمديد الإغلاق خصوصاً للمقاطعات الصينية الغنية، فسوف يتأثر النمو الاقتصادي الصيني بشكل كبير. لكن لا يزال من السابق لأوانه تغيير توقعات النمو للناتج المحلي الإجمالي (5.5%) للعام 2022.
مع وجود الكثير مما يدعو للقلق، يوصي بعض مديري الصناديق بعدم اتخاذ موقف معين في الأسهم الصينية هذه الأثناء، وهو ما نصح به جون لي، كبير مسؤولي الاستثمار في «باور باسيفيك إنفستمنت مانجمنت» حين قال: «من الصعب للغاية تقييم ملف المخاطر، وننصح المستثمرين بالابتعاد». 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"