ضيف الشرف العربي الأول

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

يحتفي معرض لندن الدولي للكتاب بالشارقة وبمشروعها الثقافي ضيف شرف على دورته التاسعة والأربعين في الفترة من 5 إلى 7 إبريل الجاري في مركز أولمبيا للمعارض، وهي المرة الأولى التي يحلّ فيها ضيف شرف عربي على المعرض العريق الذي انطلق في العام 1824.

الإمارات ممثلة بجناح الشارقة في معرض لندن الدولي للكتاب تعرّف من جديد بالثقافة والفنون الوطنية المحلية، كما تعرّف بالثقافة العربية بشكل عام، وإن كانت أيام المعرض قليلة (3 أيام) إلاّ أن المعرض الذي يتخذ من عقد شراكات النشر والكتب أساساً في أيامه الثلاثة هذه يعتبر من أكبر التظاهرات النشرية والثقافية في العالم على مدار أكثر من 170 عاماً تزايدت خلالها مشاركات الدول في المعرض (100 دولة في دورة هذا العام 2022)، على الرغم من موقع بريطانيا السياسي وتحالفاتها واصطفافاتها الدولية على مدار أكثر من قرن شهد العالم خلاله الحربين العالميتين، فظهرت دول استعمارية، وقسم العالم على خرائط ومصالح واعتبارات تحالفية معروفة في التاريخ الحديث.

هذه النظرة السياسية لبريطانيا يجري، بل، يجب أن يجري تحييدها تماماً حين يتعلق الأمر بالثقافة، فخلال قرن وأكثر من نصف قرن باتت بريطانيا رقماً رئيسياً في المركزية الثقافية الأوروبية وعرفت نمواً مذهلاً في صناعة النشر وترويج الكتاب واحترام ثقافة القراءة. وفي موازاة ذلك، توجهت نخب عربية ومن قارّات العالم آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط إلى الجامعات البريطانية، وأصبحت الإنجليزية لغة العالم «غير الرسمية» في مجالات الاقتصاد والسياسة بشكل خاص.

معرض لندن الدولي للكتاب من أعرق معارض الكتب في العالم، ويأتي اختيار الشارقة ضيف شرف على دورته التاسعة والأربعين اعترافاً بعالمية اللغة العربية وانتشارها الأدبي والأكاديمي، كما وتقرأ هذه الشرفية التي تستحقها الشارقة بجدارة على أنها تكريم للثقافة العربية وصناعة النشر وصناعة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية أو بالعكس، وهي، أي الترجمة من الإنجليزية إلى لغتنا، تُعتبر ظاهرة استثنائية فعلاً عرفتها الثقافة العربية على نحو مهني منذ النصف الأول من القرن العشرين حتى اليوم.

يُقرأ احتفاء «لندن للكتاب» بالشارقة ضيف شرف أيضاً بوصفه احتفاء بالمشروع الإبداعي والأدبي والفني والنشري والمسرحي الذي بدأت به الشارقة منذ نهايات سبعينات القرن وحتى اليوم بلا توقف، وعبر مراحل ومبادرات جعلت من الشارقة عاصمة للثقافة العربية وللثقافة الإسلامية، وعاصمة للكتاب في العالم، كما هي ضمنياً وعملياً عاصمة للمسرح العربي، وعاصمة تكريم للشعر والشعراء في الوطن العربي وفي العالم.

لقد قرئت هذه الوقائع جيداً من جانب أصحاب القرار في معرض لندن الدولي للكتاب، وفرض ملف الشارقة التكريمي حيثياته على التقييم النزيه في لندن، فذهب الوسام إلى من يستحقه بكل موضوعية، وبكل منهجية عملت عليها الشارقة منذ أكثر من أربعة عقود استحقت بعدها ومن خلالها أن تكون ضيف شرف على معارض دولية للكتاب عديدة، وليس معرض لندن وحده.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"