عادي

تعرف إلى أسرع تسديدة في كرة القدم

11:27 صباحا
قراءة 5 دقائق
إعداد: معن خليل
امتلك الكثير من اللاعبين تسديدات قوية في عالم كرة القدم، لكن ما فعله البرازيلي روني هاربسون لم يكن عادياً، بعدما سجل في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2006 عندما كان في صفوف فريق سبورتينج لشبونة البرتغالي هدفاً في مرمى نافال بلغت سرعته 210.8 كلم في الساعة، ليحتل المركز الأول كأحد أسرع أهداف كرة القدم على مر تاريخها.
وقصة الهدف حملت الكثير من الأحداث الدرامية، حيث كان سبورتينج لشبونة مدعواً لخوض مباراة سهلة في الدوري أمام فريق ضعيف هو نافال، لكن الأخير لعب بطريقة دفاعية جعلت النتيجة سلبية رغم تدخلات المدرب آنذاك باولو بينتو الذي عمل على تنشيط هجومه عبر الدفع بالأرجنتيني روماينولي والأورجوياني كارلوس بوينو، ثم لاعب الوسط البرازيلي روني هاربسون مكان كارلوس مارتينيز في الدقيقة 73 من اللقاء.
المثير في الأمر أن هاربسون لم يكن لاعباً أساسياً لذلك كان قرار المدرب بإشراكه غريباً جداً، قبل أن يتضح العكس في الدقيقة 86 عندما احتسب الحكم ركلة حرة على حافة منطقة الجزاء تصدى لها روني بقوة لا مثيل لها فاصطدمت بالعارضة ومن ثم في المرمى، وفي الصباح صدرت صحيفة «ريكورد»، بخبر يتحدث عن قوة التسديدة وبأن روني بقوة كرته البالغة نحو 211 كلم في الساعة أصبح صاحب أسرع هدف على وجه الأرض.
أهداف للتاريخ
وكان هاربسون يلعب في مركز خط الوسط وامتلك قدماً يسرى مرعبة وهو انتقل من كورنثيانز البرازيلي إلى سبورتينج لشبونة عام 2006 وكانت أهدافه قليلة جداً معه، ورغم ذلك فان هدفاً سجله دخل التاريخ من أوسع أبوابه، والأهم أنه أزاح في طريقه الهدف الأسطوري للهولندي كومان المدافع السابق لمنتخب بلاده ونادي برشلونة الإسباني، الذي تم تسجيله في عام 1992.
وكان رونالد كومان الذي اشتهر بتسديداته القوية لاسيما من الركلات الثابتة صاحب أسرع هدف في العالم لفترة طويلة وبلغت سرعة هدفه 188 كلم في الساعة وذلك خلال المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 1992.
ولم يكن الهدف عادياً في توقيته ومناسبته، على اعتبار أنه أهدى برشلونة يوم 20 مايو / أيار عام 1992 والذي كان يقوده الهولندي يوهان كرويف أول لقب في تاريخه بدوري أبطال أوروبا.
وفي التفاصيل، أن المباراة بين برشلونة وسمبدوريا الإيطالي سارت نحو شوطين إضافيين بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي صفر-صفر وفي الدقيقة 111 سدد كومان كرة بقوة مذهلة في شباك حارس سمبدوريا الشهير وقتها باليوكا.
أصبح كومان حكاية في ذلك الوقت، بعدما لم يستطع أي لاعب من قبله أن يصل إلى هذه المعدلات العالية من التسديدات، قبل أن يأتي الإنجيلزي ديفيد هيرست عام 1996 ويحقق معدلاً وصل إلى 183.5 كلم في الساعة خلال مباراة لفريقه شيفيلد ونزداي مع أرسنال.
وصحيح أن ديفيد هيرست يحتل المركز الخامس الآن في الترتيب العالمي، لكنه كان الإنجليزي الأول الذي يصل إلى هذا المعدل من السرعة، علماً أنه كان مهاجماً معروفاً وسجل مع شيفيلد ونزداي من عام 1986 حتى 1997 نحو 106 أهداف، كان أجملها تسديدته في مرمى أرسنال خلال لقاء في الدوري، والمفارقة أنه جاء في آخر موسم له مع شيفيلد قبل أن ينتقل إلى ساوثمبتون الذي اعتزل في صفوفه عام 2000.
وكان موسم 1996-1997 إنجليزياً أيضاً مع بروز نجومية ديفيد بيكهام مع فريقه مانشستر يونايتد، وقد اشتهر بتسديداته المحكمة والقوية ومنها واحدة في مرمى تشيلسي ليستحق أن ينال المركز السادس على صعيد أسرع هدف بقوة بلغت 157.6 كلم في الساعة.
ضد الجاذبية
وفي عام 1997 سجل البرازيلي روبرتو كارلوس أحد أجمل الأهداف في تاريخ كرة القدم، رغم أن سرعته بلغت 137 كلم في الساعة.
وكان روبرتو كارلوس مدافع أيسر صاحب تسديدات قوية، لكن الهدف الذي سجله لمنتخب بلاده البرازيل في مرمى فرنسا خلال مباراة ودية قبل انطلاق مونديال 1998 لم يكن طبيعياً، بعدما سنحت لفريق «السامبا» ركلة حرة من بعد 30 متراً تقدم لها روبرتو كارلوس وسدد كرة قوية غيرت مسارها عن مرمى حارس «الديوك» الشهير فابيان بارتيز، واتجهت نحو الزاوية اليسرى.
ولقد اكتسب الهدف شهرته ليس بسبب سرعته وقوة تسديدته، بل لدوران الكرة في الهواء بشكل تحدى قانون الجاذبية، وهو ما جعل الكثير من العلماء يقوموم بتحليل التسديدة.
وسجل روبرتو كارلوس الكثير من الأهداف السريعة والقوية بعد ذلك، لكن ما فعله في لقاء فرنسا بقي عالقاً في الأذهان لمدة طويلة.
واحتل الفرنسي ديفيد تريزيجيه المركز السابع في ترتيب أصحاب أسرع الأهداف بعدما سجل عندما كان لاعباً في صفوف موناكو هدفاً صاروخياً بلغت سرعته 154.5 كلم في الساعة.
وكانت المباراة بين موناكو ومانشستر يونايتد الإنجليزي ضمن دوري أبطال أوروبا في مارس / آذار عام 1998 عندما سدد مهاجم منتخب فرنسا السابق الكرة التاريخية التي فتحت له أبواب الانتقال إلى يوفنتوس الإيطالي وأصبح هدافاً له ولـ«الكالتشيو» أيضاً.
ويأتي في المركز الثاني على صعيد التسديدات الصاروخية نجم بايرن ميونيخ الألماني السابق، الهولندي آريين روبن، حيث سجل في 2009 هدفاً في مرمى الغريم بوروسيا دورتموند بقوة بلغت 189.9 كلم في الساعة، وفي المرتبة الثالثة يأتي الإنجليزي ستيفن ريد لاعب بلاكبيرن روفرز ضد ويجان بقوة بلغت 188.9 كلم في الساعة، وذلك عام 2005.
وهناك الكثير من اللاعبين الذين امتلكوا تسديدات قوية أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب مانشستر يونايتد حالياً والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم ميلان الإيطالي، لكن في بعض الأحيان تفقد الكرة قيمتها القياسية إذا لم تدخل المرمى.
وسبق لإبراهيموفيتش أن سجل عام 2013 هدفاً صاروخياً في مرمى أندرلخت البلجيكي عندما كان لاعباً في باريس سان جيرمان ضمن دوري أبطال أوروبا وصلت سرعته إلى 150 كلم في الساعة، ليصل إلى المرتبة العاشرة عالمياً.
وفي عام 2020 بلغت سرعة تسديدة رونالدو في شباك جنوى عندما كان لاعباً في يوفنتوس 105 كيلومترات في الساعة، والرقم القياسي لتسديدات رونالدو بالمجمل كان 120 كيلومتراً في الساعة.
ومن اللاعبين الذين وصلوا إلى معدلات جيدة البرازيلي رافائيل تولوي بعدما سدد عام 2012 كرة من ركلة ثابتة خلال مباراة فريقه ساوباولو في مواجهة يونيفرسداد التشيلي ضمن كأس ليبرتادوريس بلغت سرعتها 130 كلم في الساعة.
كما سجل الأوروغوياني لويس سواريز مهاجم فريق برشلونة الإسباني السابق هدفاً سريعاً أيضاً في بطولة «الليجا» وذلك في مرمى فريق رايو فايكانو على ملعب «كامب نو».
وكان لافتاً أن التسديدة رغم قربها من منطقة جزاء الخصم بلغت سرعتها معدلات عالية في مثل هذه الوضعيات بعدما وصلت إلى 101.38 كلم في الساعة.
التكوين الجسماني
وعادة فإن قوة التسديدات لها علاقة بالتكوين الجسماني للاعبين، واللافت أن الذين احتلوا المراكز الأولى في أقوى التسديدات في العالم يشغلون عدة مراكز في تشكيل كرة القدم ما بين مدافعين ووسط وهجوم، مع أرجحية للذين يسددون بالقدم اليسرى مثل روبرتو كارلس وروني هاربسون ورونالد كومان الذي كان يمتلك نفس القوة بالقدم اليمنى أيضاً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"