عيدكم مبارك

01:03 صباحا
قراءة دقيقتين

تكتمل فرحة العيد في المظاهر العامة المصاحبة للأعياد والتي تبدأ بالظهور مع بدء العد التنازلي لانقضاء أيام الشهر الفضيل، سواء الحركة النشطة في المراكز التجارية والأسواق لشراء الملابس والحلويات أو غيرها من مستلزمات العيد أو التواجد الكثيف للمركبات في الشوارع أو صالونات وعيادات التجميل.
بالرغم من أن تلك المشاهد الباعثة لمشاعر الفرح والبهجة، إلآ أنها تُظهر في نفس الوقت بعض السلوكيات التي يمارسها بعض أفراد المجتمع تدعو للاستهجان ويمكن وصفها بالمبالغ فيها خاصة في الأيام الأخيرة المعدودة التي سبقت قدوم عيد الفطر السعيد.
مما لا شك فيه أن فرحة العيد هذا العام مختلفة في ظل تخفيف القيود التي رافقت الأعياد السابقة خلال العامين الماضيين بسبب الجائحة وما تطلبته من فرض إجراءات احترازية للحد من انتشارها وللمحافظة على صحة وسلامة أفراد المجتمع، إلا أنه في الوقت نفسه فإن قدوم العيد لم يكن مفاجأة بعثت على ترك كل أيام الشهر الفضيل، وتكثيف الاستعداد قبيل أيام قليلة من انتهاء شهر رمضان المبارك.
من أبرز المشاهد التي طفت على السطح سلوك «النهم الشرائي» بحجة مستلزمات العيد حيث يبالغ البعض في شراء احتياجاته سواء ملابس أو أدوات زينة أو مواد غذائية واستهلاكية، وهذه النوعية من الممارسات لا يمكن تبريرها سوى بسيطرة المظاهر الاجتماعية على سلوكياتنا وأيضا الإسراف والهدر بغض النظر عن الإمكانيات المادية للفرد حيث إن البعض تسلبه هذه السيطرة القدرة على الموازنة ما بين الدخل المادي والمصروفات الأمر الذي يوقعه في نهاية المطاف تحت طائلة الديون.
ما يجب أن يدركه بعض المصابين بحمى الشراء، هو أن ارتفاع معدلات الرغبة في شراء كل ما تقع عليه الأعين دون الالتفات إلى ثمن المنتج الذي قد يكون صاحب المتجر قد قام برفع سعره لعلمه بعدم تمكن البعض من المقارنة ما بين سعر البيع قبل وبعد قدوم الشهر الفضيل أو خلال الأيام القليلة التي تسبق قدوم العيد، أو الانتباه بسبب الكم الكبير من المشتريات أو الازدحام، وهو ما يسهم في زيادة جشع بعض التجار الرافعين للأسعار، وأيضا التعرض للاستغلال.
قد يكون الازدحام الذي تشهده الشوارع العامة قبيل العيد أمراً طبيعياً مصاحباً للأعياد، لكن ما لا يمكن تبريره هو السلوكيات المرورية الخاطئة التي يمارساها بعض سائقي المركبات والتي تؤدي أحياناً إلى خلق عرقلة مرورية أو اكتظاظ بسبب الرغبة في التوقف عند المتجر بالضبط والانتظار لحين تنزيل أو تحميل الركاب، والتجاوز الخاطئ وعدم احترام أولوية المرور وغيرها.
سعداء بقدوم عيد الفطر السعيد، وسنكون أكثر سعادة في ظل الحرص على تعديل سلوكياتنا خاصة أننا نعيش في مجتمع حضاري يتطلب منا كأفراد أن نكون حضاريين في جميع ممارساتنا، وكل عام وأنتم بخير.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"