حظك.. والمستقبل

00:54 صباحا
قراءة دقيقتين

تنطوي السنون واحدة تلو الأخرى، نتبادل مع الأهل والأصدقاء عبارات التهاني الممزوجة بأمنيات تحقيق الآمال والطموحات والبعض الآخر يقبع باحثاً عما تقوله الأبراج من توقعات للعام الجديد والاستماع لفرص الحظ وما تحمله من فرص لجمع الأموال أو السفر أو غيرها مما يبحث عنه الفرد بحسب تطلعاته وآماله.

بغض النظر عما في طيّ الأبراج من توقعات ومدى مصداقية من يمتهنون قراءة الطالع، يحرص البعض مع بداية كل عام جديد متابعة ما تعج به مواقع وسائل التواصل الاجتماعي من أشخاص يسردون توقعات العام الجديد لكل برج، وللأسف تتحول تلك الكلمات إلى أشبه ما تكون بباب الأمل الذي يجلس الفرد أمامه ينتظر أن تمطر السماء ذهباً.

السؤال الذي يطرح نفسه.. إلى أي مدى يعتبر الشخص نفسه هو المسؤول عن تطوير ذاته وحياته المهنية والعلمية والعملية والاجتماعية والمادية وغيرها؟ وهل الأمر يحتاج إلى طالع يجعلني أنظر للمستقبل بتفاؤل وإزالة الغيمة السوداء التي تعيق عملية النظر بوضوح نحو المستقبل؟ والأهم من ذلك هل بالفعل يرتقب الإنسان النشيط المُجدّ المُتطلع دوماً نحو المستقبل المشرق، من يوجّه بوصلته نحو الأمل والعمل؟ وهل للحظ والطالع هذا التأثير على مدى النجاح أو الفشل؟

تساؤلات عديدة يمكن أن يطرحها الفرد على نفسه خاصة الذين ينتظرون ذهب السماء خلف الأبواب الموصدة أو بوارق الأمل التي تنبأت بثروات مادية وسفر ومشاريع وغيرها، ولكن يتناسى هؤلاء أن الفرد هو من يوجه بوصلة حياته نحو النجاح في مختلف المجالات.

ليست معادلة صعبة، لكن تحتاج إلى عمل وجد واجتهاد وابتكار وإبداع في طريقة التفكير بالتطوير وهو ما ستكون نتائجه بالتأكيد أفضل من توقعات قراء الطالع، حيث إنه ليس من المنطق أن أضع نفسي في دائرة مغلقة وأتمنى رفع مستوى الدخل أو النجاح في أي مجال دون إيجاد السبل الصحيحة التي تسهم في تحقيق الآمال والطموحات.

دعونا نطلع سوياً نحو المستقبل المشرق، ونبذل المزيد من الجهد الفكري والعملي وننطلق نحو التطوير في مختلف نواحي حياة كل منا، وعدم التطلع للخلف نحو السنة الماضية لنتباكى على فرص ضائعة أو عثرات أعاقت مواصلتنا للطريق، وعدم الاستسلام للتحديات والسعي لتحويلها إلى فرص أمل ونجاح.

يجب أن ندرك كأفراد نعيش في ظل قيادة رشيدة جعلتنا «أسعد شعوب العالم»، ويسرت كافة السبل وسخرت كافة العقبات التي تعيق تحقيق الآمال، أن كل يوم بالنسبة لنا هو بداية وفرص وآمال وطموحات جديدة، ويجب أن نسعى دوماً نحو رفع مستوى الطموحات والتطلع بتفاؤل مصحوباً، وما ذلك بحاجة للحظ وإنما للعقل والعمل، وكل عام وأنتم بخير.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4vwyzywu

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"