عادي

صواريخ كوريا الشمالية المتسارعة تخفي شبهة نووية

19:43 مساء
قراءة دقيقتين

من المفارقة أن كوريا الشمالية، التي أطلقت ثلاثة صواريخ جديدة، الخميس، ضمن سلسلة طويلة من الإطلاقات هذا العام، قالت إنها اكتشفت «للمرة الأولى» أول إصابات بفيروس «كورونا». ومن المفارقة أيضاً أن هذا الاكتشاف جاء في الوقت الذي بدأت فيه الجائحة تلملم أشلاءها في العالم.

قد لا يكون هناك رابط بين تجربة الصواريخ وأول إصابة بـ«كورونا»، لكنه يبرهن عن أشياء كثيرة تحدث في هذا البلد المنغلق، ويعطي مزيداً من الإشارات والدلالات غير المفهومة، خصوصاً أن السياق الدولي مضطرب وتتجاذبه الصراعات. وقد تكون كوريا الشمالية جزءاً من عمل ما قد يحدث في المستقبل، أو هي تستعد لما تتوهمه نزاعاً دولياً واسعاً يلوح في الأفق وترى من الواجب أن تستعد له، فيما تشير أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى أن بيونغ يانغ ربما تحضر لمفاجأة قد تكون تجربة نووية كبيرة.

إلى الخصوم والحلفاء

بعض الخبراء يرون أن كوريا الشمالية تحاول استغلال الانشغال العالمي بالصراع الدائر في أوكرانيا للمضي قدماً في تجاربها الصاروخية والنووية المثيرة للجدل، وهو ما يدفعها إلى التباهي بترسانة أسلحتها المختلفة، وتبعث بذلك رسائل مزدوجة إلى خصومها، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، مفادها بأنها جاهزة لأي تصعيد، ثم إلى حلفائها، وأساساً روسيا والصين، لتؤكد أنها حاضرة للمشاركة أو المساندة أو خدمة أحدهما أو كلاهما بما يلزم لإعادة صياغة النظام الدولي الجديد الذي تطمح إليه موسكو وبكين.

الصواريخ الثلاثة، التي جرى تجريبها صباح الخميس، تمثل الإطلاق السادس عشر من التجارب الصاروخية المختلفة التي أجرتها كوريا الشمالية منذ بداية هذا العام، ويأتي بالتزامن من تولي الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب يون سوك يول منصبه رسمياً في 10 مايو. وقد توعدت حكومة سيؤول الجديدة بالتصدي للشمال ووضع حد لاستفزازاته، على الرغم من أن ذلك محكوم بتوازنات إقليمية ودولية أوسع.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الكوري الجنوبي: «رصد جيشنا نحو الساعة 18,29 (09,29 ت غ) إطلاق ثلاثة صواريخ باليستية قصيرة المدى من منطقة سونان في بيونغ يانغ»، مضيفاً أن الصواريخ أطلقت باتجاه بحر اليابان.

وأكدت وزارة الدفاع اليابانية بدورها عملية الإطلاق وقال خفر سواحلها لـ«فرانس برس» أنه أصدر تحذيراً بشأن السلامة للسفن مفاده بأن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً على ما يبدو.

شبهة نووية

وعلى الرغم من العقوبات الدولية المفروضة عليها على خلفية برامج أسلحتها، كثّفت كوريا الشمالية تجاربها العسكرية هذا العام وتجاهلت دعوات الولايات المتحدة لعقد محادثات.

وبالتزامن مع التجارب الجديدة، حذر مجلس الأمن الدولي من مخاطر الاستمرار في تطوير الصواريخ الباليستية التي تجريها بيونغ يانغ، لأنها تشكل انتهاكاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وتسهم في زيادة التوترات في المنطقة وخارجها.

ومجموع ما أطلقته كوريا الشمالية من صواريخ في الأشهر الخمسة الماضية أكثر مما أطلقته في العامين السابقين مجتمعين. وربما ستسوء الأمور أكثر في الأسابيع المقبلة، بعدما أعربت الولايات المتحدة مؤخراً عن قلقها من احتمال إجراء بيونغ يانغ تجارب نووية جديدة في المستقبل المنظور. وذلك بعدما أجرت ثلاث تجارب لصواريخ باليستية عابرة للقارات، وأخرى فرط صوتية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"