عادي

الصين وروسيا تبشران بـ «ديمقراطية حقيقية» في وجه التدخلات الغربية

20:24 مساء
قراءة 3 دقائق

أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي عزم بلاده الدفع من أجل «ديمقراطية حقيقية» قائمة على شروط الدولتين، في انتقاد ضمني للقوى الغربية التي تبرر تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى. وتأتي هذه التصريحات في خضم التوتر القائم حول تايوان التي تعتبرها بكين جزءاً منها وترفض التدخلات الأمريكية فيها، كما تتزامن مع اشتداد الصراع في أوكرانيا في ضوء تقدم القوات الروسية في الشرق وزيادة المساعدات العسكرية الغربية لكييف.
وانتقد وزير الخارجية الصيني، في المؤتمر الدولي السابع «روسيا والصين: تعاون العصر الجديد» عبر رابط فيديو، السياسات الغربية، ولا سيما ما يتعلق منها بالرغبة في بسط الهيمنة بالحديث عن حماية الديمقراطية وحقوق الانسان، أو السعي إلى السيطرة على النظام الدولي بطرق شتى. وأكد وانغ يي أنّ الأمن العالمي غير قابل للتجزئة. لا ينبغي لأي دولة أن تتابع أمنها على حساب أمن الدول الأخرى. كما لا يمكن ولا يجب ضمان الأمن الدولي والإقليمي من خلال تعزيز الكتل العسكرية وبناء ستارة حديدية، مشيراً إلى أنّ الطريق إلى الأمن يكمن في التعاون وتبادل المنفعة، واحترام المخاوف الأمنية للدول الأخرى.
رفض للهيمنة
تأتي تصريحات وزير الخارجية الصيني في قلب الصراع الدائر في الوقت الراهن بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى. ومن أهم أدوات هذا الصراع الأدبيات في النموذج الديمقراطي الغربي الذي يسعى الغرب إلى نشره في العالم النامي على وجه الخصوص، ليكون أداة للهيمنة والتدخل، وهو ما تؤكده بكين وموسكو وتعملان على إحباطه.
ويشهد التحالف الصيني الروسي تنامياً كبيراً في الأشهر الأخيرة، خصوصاً بعد بدء روسيا عمليتها العسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا، ومقابل محاولة واشنطن وحلفائها الغربيين إحكام القبضة على مصادر الدخل الروسية بفرض 6 حزم من العقوبات الغربية على موسكو حتى الآن، اتسعت عمليات التبادل التجاري وتحويلات العملة بين الصين وروسيا لتشهد نمواً قياسياً في أعقاب الأزمة الأوكرانية.
تعزيز اليوان والروبل
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عبر الفيديو في المنتدى، إن روسيا والصين تعتزمان زيادة استخدام اليوان والروبل بشكل كبير في التبادلات التجارية بين البلدين. وقال لافروف: في الوقت الذي حولت فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عملتيهما إلى أداة ابتزاز، نعتزم تطوير بنية تحتية مالية مستقلة، وزيادة استخدام الروبل واليوان بشكل كبير في التعاملات التجارية، وتمثل هذه التعاملات الآن نحو ربع حجم التبادل التجاري بيننا. وأشار لافروف إلى أن الحرب الجماعية التي أطلقها الغرب ضد روسيا تفتح فرصاً جديدة لتوسيع التعاون بين موسكو وبكين، مشدداً على ضرورة تطوير بنية تحتية مالية مستقلة.
وفي وقت سابق كشفت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية عن أن روسيا والصين تواصلان العمل على التخلي عن الدولار في التجارة بينهما، وسط بيانات أشارت إلى ارتفاع التعاملات بالروبل واليوان بنسبة 1067% إلى ما قيمته 4 مليارات دولار في قرابة 3 أشهر.
تنامي التجارة
ولم يستبعد نائب وزير الخارجية الروسي، إيغور مورغولوف، أن يصل حجم التجارة السنوية مع الصين في عام 2022 مستوى 200 مليار دولار، أي قبل الموعد المحدد للوصول إلى هذا الهدف.
وقال مورغولوف، خلال المؤتمر الصيني الروسي، في ضوء إعادة توجيه جزء من علاقاتنا الاقتصادية الخارجية نحو الشرق، من الواضح أننا سنكون قادرين على تحقيق مبيعات تجارية قدرها 200 مليار دولار قبل الموعد النهائي الذي حدده قادتنا. يمكننا تحقيق هذا الهدف بحلول نهاية هذا العام.
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي، إلى أن المحاولات الغربية لإحداث صدع في العلاقات الروسية الصينية محكوم عليها بالفشل. وعن الموعد السابق لبلوغ مستوى 200 مليار دولار في التجارة بين روسيا والصين، أشار المركز الروسي للصادرات، في وقت سابق، إلى أن هذا الهدف سيتحقق في عام 2024.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"