عادي

باتو يكشف أسرار رحلته من المجد إلى اللاعب الذي لا يريده أحد

17:02 مساء
قراءة 4 دقائق
باتو يقص مع تياجو سيلفا بقميص الميلان
ويحلم باللعب في المونديال
الشارقة: ضمياء فالح
كشف النجم البرازيلي السابق ألكسندر باتو عن أسراره لأول مرة في رسالة مفتوحة، وقال مهاجم الميلان السابق الذي عانق القمة ثم الإصابات والتهميش واتخاذ القرارات الخاطئة: «أعرف ما تفكرون فيه فقد سمعته على مدى 10 سنوات، ماذا حصل لباتو؟ ولماذا لم يحصد الكرة الذهبية؟ ولماذا هو مصاب دائماً؟ كان يجب علي الإجابة عن كل هذه الأسئلة منذ وقت طويل. دارت عني شائعات في الميلان بأنني محب للحفلات، لم أكن أحب الحفلات لكنني كنت مضطراً لحضورها فقد كنت أعيش في عالم القصص الخيالية وعندما كنت أريد التحدث كانوا يقولون لي ما زلت شاباً صغيراً لتدخل في جدال. عمري 32 الآن وأعتقد أن الوقت مناسب للتوضيح، إن كنتم تريدون تصديق الشائعات فصدقوا أو أنصتوا لما حصل فعلاً».
وتابع باتو:«أول شيء يجب أن تعرفوه أنني تركت منزل العائلة في سن صغيرة جداً وعندما يقدم لك العالم في سن الـ11 من عمرك سيكون طريق تحقيق أحلامك صعباً. منحني الله موهبة لعب الكرة وحتى سن الـ10 لم أجرب اللعب في أرضية نظامية لأن اللعب في ملعب خماسي كان أكثر مرحاً بالنسبة لي، كانت عندي منحة دراسية في مدرسة خاصة بفضل موهبتي. في أحد الأيام شاركت في بطولة مدرسية، وقال كشاف دولي لوالدي: يا إلهي، هل جربت أن يشارك ابنك في ملعب كبير( 11 لاعباً )؟ ثم انكسرت ذراعي وتم تجبيرها على عجل وعندما عاينها الدكتور بالأشعة وجد ورماً وقال يتوجب عليه دخول صالة العمليات فوراً وإلا تعرضت للبتر، صدمت، كنت على بعد 24 ساعة من فقدان ذراعي اليسرى لكن هل تظنون أن والدي كانا يستطيعان دفع تكاليف العملية؟ لا. قام والدي بجلب كل الأشرطة التي كان يسجلها لي في الملعب الخماسي وعرضها على الكادر الطبي وقال لهم هذا ابني ولا أعرف كيف أدفع المبلغ ولا أريد أن يتوقف عن لعب الكرة. لا أعرف ماذا حصل بعد ذلك، ربما ظن الطبيب أنني موهوب جداً وربما أنصت لنداء الله فقال لوالدي: لا تقلق سأجري له العملية مجاناً».
اخترت نادي ميلان وكان بمقدوري الذهاب لبرشلونة أو ريال مدريد أو أياكس، لماذا الميلان؟ أسألكم هل جربتم اللعب بزي الميلان في بلاي ستيشن؟ الميلان لعب له كاكا، سيدورف، بيرلو، مالديني، نيستو، جاتوسو، شفشنكو الذي كان لا يتوقف، والظاهرة رونالدو والذي كان يمكن أن ألعب بجواره. كان الميلان فاز للتو بلقب أوروبا وفور تلقي الاتصال سألت عن موعد رحلة الطيران الأسرع. اصطحبني المدرب أنشيلوتي بعد وصولي النادي لبهو الطعام وقدمني لزملائي وقال: «هذا باتو، مهاجمنا الجديد»، ووقف الجميع وصافحني، واو! كاكا ورونالدو وسيدورف. كان هذا يومي الأول وتحولت لعبة الفيديو لواقع.
وتابع باتو: بيرلسكوني كان رئيس النادي طبعاً وكان رائعاً، اتصل بي مرة ومازحني ثم قال لي لماذا تراوغ في الجناحين، تمركز في الوسط وسجل وبعدها قال لي المدرب ولياندرو نفس الشيء وسجلت هدفاً في الكامب نو من التمركز في قلب الهجوم واهتزت شباك فالديز. في تلك الأيام كنت في القمة، الجميع في إيطاليا والبرازيل يتحدث عني وكنت أحب الاهتمام لكن هل تعلمون ما المشكلة التي حصلت؟ بدأت أحلامي تكبر وتصورت أنني فزت بالكرة الذهبية. عندما بدأت المشاكل كنت وحيداً أمامها، لاعبو الكرة اليوم لديهم طبيبهم الخاص ومدربهم الخاص وفي تلك الأيام لم يكن سوى رونالدو يحظى بهذه الأفضلية وعندما كتبت الصحف أكاذيب عني لم يكن لدي فريق إعلامي لتوضيح موقفي كما أنني لم أكن أفهم أهمية التواصل وبناء العلاقات وقالوا لي إن الرد في الملعب فقط وهذا ليس حقيقياً. الجميع أراد رؤية عرقي ودمي ودموعي ودفعت الثمن باهظاً. هل تذكرون عندما كان جالياني في إنجلترا للتفاوض مع تيفيز؟ تقدم سان جيرمان بعرض جيد لي وأردت الرحيل لكن بيرلسكوني رفض بحضور أنشيلوتي. كنت مصاباً لذا اعتقد المشجعون أنني لم أرغب بالرحيل وأن الفريق كان ليفوز لو كان تيفيز بدلاً مني، ساءت إصابتي ونفسيتي أيضاً، تحولت لكبوة ميلان الذي يكسب الكثير من المال ويريد المشجعون التخلص منه. هل تعرفون كم عانيت لأعود للياقتي؟ زرت كل طبيب حول العالم، طبيب في أتلانتا قال في تقريره ردود فعلي لا تتناسب مع ردة فعل عضلاتي، وطبيب في ألمانيا حقنني بسائل في ظهري لم أتمكن بسببه من المشي في مطار ميونيخ اليوم التالي وطبيب آخر غرز 20 إبرة في جسمي في كل صباح وفي كل مساء وكل طبيب، 6 أو 7 أو 8 أطباء، يقول شيئاً مختلفاً. بكيت كثيراً لأنني ظننت أنني لن ألعب مستقبلاً.
وأكد باتو أنه يشعر بصحة جيدة الآن وبسعادة نفسية وقال: نظرت للجانب المشرق من الحياة وأعتقد أن بمقدوري المشاركة في المونديال مثل تياجو سيلفا وداني ألفيش وأعيش حياة عائلية سعيدة. لدي الكثير من الكرات الذهبية في حياتي، لو كانت الحياة لعبة فأنا الفائز بها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"