عادي

إليزابيث.. 70 عاماً على عرش القلوب

00:03 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

أطلت الملكة اليزابيث الثانية، أمس الخميس، على شرفة قصر باكنغهام، وسط تصفيق آلاف الأشخاص، مع انطلاق اليوم الأول من الاحتفالات في ذكرى مرور 70 عاماً على اعتلائها العرش، وهي مدة قياسية في مرحلة انتقالية للعائلة الملكية البريطانية.

كانت تلك ذروة مرتقبة جداً لأربعة أيام من الاحتفالات باليوبيل البلاتيني لأشهر ملكة في العالم (96 عاماً)، والتي تشكل رمز استقرار رغم التقلبات التي تمر بها البلاد وهي موضع إشادة دائماً بسبب تفانيها وحيادها وحسها الفكاهي.

اعتلت الملكة العرش وهي في سن 25 عاماً في 6 شباط/ فبراير 1952 عند وفاة والدها الملك جورج السادس.

وخرجت إلى أشهر شرفة في العالم، وهي تستند إلى عصا، وكان برفقتها دوك كنت من الحرس الاسكتلندي، إحدى وحدات النخبة في الحرس الملكي البريطاني، والذي وجّه تحية للمشاركين في العرض العسكري «تروبينج ذي كولور».

1

عادت الملكة إلى الشرفة بعد فترة وجيزة لحضور تحليق طائرات السلاح الملكي، وهذه المرة برفقة أفراد العائلة المالكة، الذين يتولون مهامّ رسمية وأولادهم. وتغيَّب الأمير هاري وزوجته ميجان اللذان حضرا العرض بعيداً عن الأنظار من مبنى آخر في أول عودة لهما معاً إلى بريطانيا منذ رحيلهما المدوي إلى كاليفورنيا في 2020. وتغيّب أيضاً الأمير أندرو نجل الملكة الذي دفع ملايين الدولارات لحفظ شكوى ضده بارتكاب اعتداء ضد فتاة.

وتجمع حشد كبير على طول الشارع المؤدي إلى القصر، وعلقت الأعلام والصور العملاقة في شوارع المملكة المتحدة برمتها.

وفي رسالة خطية، قالت الملكة والقائدة العليا ل 15 بلداً من المملكة المتحدة إلى كندا مروراً بنيوزيلندا: «آمل أن تشكل الأيام المقبلة فرصة للتفكير في ما أنجز خلال السنوات السبعين، مع التطلع إلى المستقبل بثقة وحماسة».

ولم يسبق لأي عاهل بريطاني أن جلس على العرش لهذه الفترة الطويلة. ومن غير المرجح أن يحقق أي ملك آخر ذلك. فالأمير تشارلز وارث العرش يبلغ 73 عاماً، فيما نجله وليام سيحتفل بعيده الأربعين قريباً.

على الأحصنة، شارك ولي عهد إليزابيث الثانية الأمير تشارلز ونجله الأمير وليام بالاستعراض التقليدي السنوي الذي ضم أكثر من 1200 جندي ومئات الموسيقيين. وحضرت زوجتاهما كاميلا وكايت في عربة الحصان، مع أولاد وليام الثلاثة جورج وشارلوت ولويس.

وتثير صحة إليزابيث الثانية قلقاً في الفترة الأخيرة. فقد أدخلت المستشفى في تشرين الأول/ أكتوبر؛ حيث أمضت ليلة وألغت كل مشاركاتها تقريباً في مناسبات رسمية، وحل مكانها الأمير تشارلز. وقد ألقى نيابة عنها للمرة الأولى خطاب افتتاح الدورة الجديدة للبرلمان.

وتواجه الملكة صعوبة في المشي وتستعين بعصا.

ويقام اليوم الجمعة قداس شكر في كاتدرائية القديس بولس في لندن، بمشاركة كل أفراد العائلة، بمن فيهم هاري وزوجته ميجان والأمير أندرو.

وغداً السبت ستغيب الملكة عن سباقات دربي أبسوم للخيول، على ما ذكرت الصحف، رغم شغفها الكبير بهذه الرياضة.

ويلي ذلك حفلة موسيقية كبيرة ستتابعها الملكة عبر التلفزيون، تقام في قصر باكنغهام، بمشاركة 22 ألف شخص، وفنانين من أمثال أليشا كيز وديانا روس.

والأحد سيسير 10 آلاف شخص في شوارع لندن. وسيشارك ملايين البريطانيين في آلاف المآدب الاحتفالية في الأحياء، واحتفالات في الشوارع تكريماً للملكة، التي تعالت على الأزمات، وعاصرت العهود المختلفة بقوة وعزيمة لافتة.

الأرقام القياسية

اعتادت الملكة إليزابيث الثانية على تسجيل الأرقام القياسية؛ إذ جالت العالم 42 مرة.

وتتولى الملكة إليزابيث الثانية عرش بريطانيا منذ 70 عاماً و4 أشهر. أما الرقم القياسي السابق في المملكة المتحدة، فكان من نصيب جدة جدتها الملكة فيكتوريا التي استمرت فترة حكمها 63 عاماً و7 أشهر ويومين (من 20 يونيو/حزيران 1837 حتى وفاتها في 22 يناير/كانون الثاني 1901).

كما أن إليزابيث بأعوامها ال 96 هي أكبر ملكة لا تزال جالسة على العرش في العالم.

وزارت إليزابيث الثانية بصفتها ملكة 100 دولة، وهو رقم قياسي آخر لعاهل بريطاني. وقامت بأكثر من 150 زيارة إلى دول الكومنولث؛ إذ زارت كندا 22 مرة، وهو أكثر بلد عضو في الكومنولث تزوره، فيما ذهبت 13 مرة إلى فرنسا التي تتحدث لغتها، وتمثل أكثر بلد أوروبي زارته.

ووفق حسابات صحيفة «ديلي تلغراف»، جالت الملكة العالم بمعدل 42 مرة، قبل أن تتوقف عن السفر إلى الخارج في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عندما كانت تبلغ 89 عاماً.

واستغرقت أطول رحلة لها خارج المملكة المتحدة 168 يوماً (بين نوفمبر/ تشرين الثاني 1953 ومايو/أيار 1954)، زارت خلالها 13 دولة.

وخلال فترة توليها العرش، قامت الملكة إليزابيث الثانية بحوالي 21 ألف التزام رسمي، وأعطت «الموافقة الملكية» لنحو أربعة آلاف مشروع قانون، واستقبلت عدداً كبيراً من الشخصيات البارزة في إطار 112 زيارة رسمية، من بينهم الإمبراطور هايله سيلاسيه (إثيوبيا عام 1954)، والإمبراطور الياباني هيروهيتو (عام 1971)، والرئيس البولندي ليخ فاليسا (عام 1991)، والرئيس الأمريكي باراك أوباما (عام 2011).

وأقيمت تحت إشرافها أكثر من 180 حفلة استقبال في قصر باكنغهام، حضرها أكثر من 1.5 مليون شخص.

 وعاصرت الملكة 14 رئيساً للوزراء من ونستون تشرشل (1952-1955) إلى بوريس جونسون، وكان رؤساء الوزراء يطلعونها خلال جلسات أسبوعية على أبرز التطورات الراهنة في الفترة القائمة.

والتقت الملكة إليزابيث 13 رئيساً من الرؤساء ال14 الأمريكيين، منذ هاري ترومان (1945-1953) إلى جو بايدن حالياً. أما الرئيس الغائب عن هذه فهو ليندون جونسون (1963-1969).

وقابلت الملكة، وهي رئيسة الكنيسة الأنجليكانية وتُعرف بتدينها وممارستها لواجباتها الدينية بشكل منتظم، أربعة باباوات خلال زيارات رسمية، هم يوحنا الثالث والعشرون (1961)، يوحنا بولس الثاني (1980، 1982، 2000)، بنديكتوس السادس عشر (2010) والبابا فرنسيس (2014).

وأرسلت الملكة نحو 300 ألف بطاقة تهنئة إلى معمرين، وأكثر من 900 ألف أخرى إلى أزواج يحتفلون بذكرى زواجهم الستين. واستمر زواجها من الأمير فيليب 73 عاماً، قبل أن يتوفى في إبريل عام 2021، ما يمثل أيضاً رقماً قياسياً لملك بريطاني.

والتُقطَت للملكة نحو 200 صورة بورتريه، وكانت أول صورة لها في سن السابعة.

وكانت الملكة إليزابيث الثانية أول عاهل بريطاني يزور الصين، عام 1996، وأول ملك بريطاني يلقي كلمة أمام مجلس النواب الأمريكي، في 16 مايو 1991.

وأرسلت أول بريد إلكتروني خاص بها في 26 مارس 1976، خلال زيارة كانت تجريها لمركز أبحاث تابع لوزارة الدفاع.

حصان أصيل هدية ماكرون

أعلن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والسفارة البريطانية في باريس، أن الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، المعروفة بحبها للخيول، ستتلقى واحداً من أفضل الخيول الأصيلة التي يمتلكها الرئيس الفرنسي كهدية احتفالاً بمرور 70 عاماً على ذكرى جلوسها على العرش.

وأفاد مكتب ماكرون بأن الحصان البالغ من العمر 7 سنوات، ويطلق عليه «فابولو دي موكور»، رافق ماكرون بالشانزليزيه في باريس الشهر الماضي في إطار احتفال رسمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"