عادي

عقود النفط الآجلة.. «براميل ورقية» تتنبأ بالطلب

19:46 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: «الخليج»
تختلف العقود الآجلة للنفط عن الفورية، فالأسواق الآجلة أغلبها سوق تنبئية على الورق، حتى إن البعض يستخدم تعبير «براميل ورقية». ففي هذه السوق يجري تبادل العقود المستقبلية لأشهر وحتى سنوات مقبلة بيعاً وشراء، ولا يتم تسليم هذه العقود سوى 2% فقط كبراميل حقيقية.
النفط الذي يتم تسليمه بالبواخر عند المصافي لا علاقة له بالأسواق المستقبلية، وإنما يكون قد تم التعاقد عليه من قبل أشهر وحتى سنوات.
ويجري التسليم بالسعر المتّفق عليه مسبقاً، بغضّ النظر عن الأسعار السائدة وقت التسليم، والتي هي أسعار الأسواق الآجلة للشهر التالي، وذلك للخامات القياسية مثل «برنت» و«غرب تكساس» و«دبي» و«عمان» و«مربان».
كيف تقرأ الأسواق المستقبل؟
الأسواق تقرأ الإشارات لتتنبأ بما سيكون عليه الوضع في المستقبل القريب والمتوسط وحتى البعيد، وهذا مبني على علوم وبيانات لا مجرد تنبؤات، فبغض النظر عن الارتفاع أو التراجع، لا أحد يريد أن يخسر رهانه.
وتستخدم الأسواق العديد من المؤشرات والأدوات التي تحاول معرفة إذا كان السعر سيرتفع أو ينخفض. الرهان دائماً على العرض والطلب والتوازن بينهما، وإن كان الاعتقاد أن تقديرات المحللين تخطئ دائماً على المستوى طويل الأجل وأقل ولكن بنسبة كبيرة تتجاوز 40% على المدى القصير والمتوسط، فإن المسأله هنا ترتبط بتقليل نسبة الخطأ.
وتعتمد مؤشرات الأسواق على محللين مخضرمين يقدمون توقعاتهم ونصائحهم بشكل يومي بناءً على ما لديهم من معطيات، وكلها مرتبطة ارتباطاً شديداً بوسائل الإعلام التي تقدّم الخبر أولاً بأول، وهذا هو الدافع الرئيسي وراء ارتفاع أو تراجع الأسواق أثناء التداولات وبشكل لحظي.
الأخبار عموماً تشكل جوّاً عاماً أيضاً من التفاؤل أو التشاؤم، وهذا بدوره يساهم في قيادة وجهة السوق نحو المخاطرة أو التحوّط.
ويأتي تتبع خيارات صناديق التحوط بين المؤشرات التي تنظر إليها الأسواق الآجلة، ومؤخراً دخلت عوامل جديدة تساهم في التنبؤات وتعتمد الذكاء الاصطناعي، وإن كانت لا تزال محدودة جداً، والبعض يرى فيها مجرّد أتمتة لمن يعتمد قراءة بيانات الشارت.
أكثر الأسواق نشاطاً
تعدّ السوق الآجلة للنفط من أكثر الأسواق نشاطاً في العالم، ويتم في كل يوم الوصول إلى سعر إغلاق في نيويورك لعقود خام غرب تكساس الرئيسي وفي لندن لعقود برنت، وهما العقدان الرئيسيان عالمياً، فيما العقود أكثر من ذلك بكثير تتجاوز العشرات.
على سبيل المثال، تحتاج مصفاة لتكرير البنزين إلى 100,000 برميل من النفط بنهاية الشهر المقبل. فبدلاً من إجراء عملية الشراء في نهاية الشهر المقبل بالسعر الذي سيكون حينها، تتفق المصفاة مع المنتج على السعر الآن، ويوافق المنتج على تسليم السلعة في التاريخ المحدد، وهذا العقد هو التزام لإتمام الصفقة في اليوم المحدد بالسعر المتفق عليه الآن، بغض النظر عن القيمة المتداولة لبرميل النفط التي ستكون في يوم التسليم.
الفارق بين «الأمريكي» و«برنت»
ويتكون كل عقد بالأسواق الآجلة في بورصة نيويورك لخام غرب تكساس من ألف برميل، على أن تكون نقطة التسليم مدينة كوشينغ في ولاية أوكلاهوما، وذلك لموقعها الإستراتيجي على تقاطع خطوط أنابيب تمكّنها من التصدير لجميع أنحاء العالم، بسبب وصول هذه الأنابيب إلى الموانئ الأميركية.
ويُتداول عقد برنت في بورصة إنتركونتننتال في لندن وفي البورصة الأمريكية أيضاً، وكل عقد ألف برميل، ويمكن التداول لمدة 8 سنوات مقبلة.
الفرق الأساسي بين عقد غرب تكساس الأمريكي وعقد برنت، أن الأول ينتهي بالتسليم الفعلي وعلى المشتري أن يستلم النفط، أمّا برنت فيكفي أن يتنازل المشتري عن العقد دون وجوب التسليم، وهذه الإشكالية أدّت إلى تداول عقد غرب تكساس بالسالب يوم 20 أبريل/ نيسان 2020، بينما بقي خام برنت بحدود 20 دولاراً للبرميل.
ما الفائدة؟
الأسواق المستقبلية تتيح الوصول إلى سعر السلعة بسهولة، وتخفف مخاطر التقلّبات، حيث تقوم شركات النفط الصغيرة والمتوسطة وبعض الدول النفطية مثل المكسيك، باستخدام الأسواق الآجلة للتحوط، وذلك كي تضمن أن عوائدها لن تقل عن كمية معينة في حالة انخفاض أسعار النفط.
وتُمكّن الأسواق المستقبلية المنتجين من بيع إنتاجهم المستقبلي حسب الأسعار المستقبلية، فإذا انخفضت الأسعار وقت التسليم فإنهم يحصلون على السعر المتفق عليه مسبقاً. أما كبار المستهلكين مثل شركات الطيران فيمكنهم التخفيف من مخاطر ارتفاع أسعار النفط.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"