نحن وبايدن (2)

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لا شك أن دول الخليج، ومعها الدول العربية الأخرى، تريد أفضل العلاقات مع الولايات المتحدة، ولكن من منطلق المصالح المشتركة والمتبادلة، والحرص على الأمن والسلام في المنطقة والعالم، لهذا فهي تستقبل الرئيس الأمريكي، ويحدوها الأمل بأن تفتح اجتماعات جدة أفقاً واسعاً للتعاون والتفاهم.

 لكن على بايدن أن يدرك أن دول الخليج العربي لن تتنازل عمّا تؤمن به، وتعمل من أجله، وهو أنها جزء من هذا العالم الذي يسعى إلى بناء علاقات مبنية على المصالح المشتركة والتعاون، وخلق بيئة دولية تعمل من أجل السلام، ولن تكون ترساً في عجلة أحد، لتحقيق مصالح خاصة، أو لمواجهة طرف آخر.

 هناك حقائق باتت ثابتة، يجب على المسؤول الأمريكي أن يدركها، ويأخذ بها في علاقات بلاده مع الدول العربية، وتحديداً الخليجية:

* أولاً: هناك عملية تشكيل لنظام عالمي جديد يقوم على التعددية، ولن تكون الولايات المتحدة اللاعب الأوحد فيه. وإذا كانت دول الخليج لا تدخل في صراعات تشكيل هذا النظام، فإنها لن تكون متفرجة، وهي في صلب هذا الصراع؛ حيث تمتلك الموقع والثروات والقدرات، وبالتالي لن تقبل أن تكون على الهامش، أو أن تكون إحدى ضحايا هذا الصراع.

* ثانياً، الحرب الأوكرانية الروسية: لقد اتخذت الدول العربية موقفاً محايداً، لأنها ترى أن المفاوضات هي الطريق الأسلم، لتفادي المزيد من الحروب والكوارث، ودعت إلى تحقيق الأمن المتبادل من أجل إقامة نظام أمني أوروبي من دون الانجرار إلى تحالفات تهدد الأمن والسلام العالميين.

* ثالثاً، حرب النفط والغاز والعقوبات: تتمسك دول الخليج المنتجة للنفط والغاز بمقررات منظمة «أوبك» و«أوبك بلاس»، وبالعقود المبرمة مع الدول المستوردة، من أجل استقرار سوق النفط، والحؤول دون ارتفاع الأسعار، وهي ليست في وارد زيادة الإنتاج من أجل التعويض عن النفط والغاز الوارد إلى أوروبا من روسيا، لأنها لا تستطيع التعويض عن ذلك، ولأنها ملتزمة بعقود مبرمة مع دول أخرى.

 وهي لا تشارك في العقوبات المفروضة على روسيا، لأنها مرتبطة معها بشراكة استراتيجية اقتصادية وتنموية وتقنية فيها مصلحة للجانبين، إضافة إلى أن المشاركة في العقوبات تعني أنها دخلت طرفاً في صراع، تدعو إلى وضع حد فوري له.

* رابعاً، السلام في الشرق الأوسط: لطالما دعت الدول العربية إلى سلام يقوم على مبادئ الحق والعدل، ووفقاً لقررات الشرعية الدولية، ولأنها تؤمن بذلك، قدمت مبادرة سلام في القمة العربية ببيروت عام 2002، تقوم على مبدأ «الأرض مقابل السلام»؛ لذلك على الرئيس الأمريكي أن يدرك أن أمن إسرائيل يجب ألا يكون على حساب أمن العرب والفلسطينيين.

 خامساً، في خضم المفاوضات النووية مع إيران، يجب أن يكون لدول الخليج دور فيها، لأن البرنامج النووي الإيراني يشكل قلقاً يجب أن يؤخذ بالاعتبار، وأي اتفاق يتم الوصول إليه يجب أن يراعي ذلك، كما يجب النظر بجدية إلى مسألة أن تكون المنطقة خالية من الأسلحة النووية، حفاظاً على أمنها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"