عادي

224 عاماً على إنشاء المجمع العلمي المصري

19:30 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة - «الخليج»

يكمل، الاثنين، المجمع العلمي المصري عامه الـ224، حيث أنشئ في مثل هذا اليوم من العام 1798، بقرار من قائد الحملة الفرنسية نابليون بونابارت.

وقد سلطت محافظة القاهرة الضوء على تاريخ المجمع، موضحة أن مقر المجمع كان يقع في دار أحد بكوات المماليك في القاهرة، ثم نقل إلى الإسكندرية عام 1859، وأطلق عليه اسم المجمع العلمي المصري، ثم عاد للقاهرة عام 1880.

وكان الهدف منه العمل على التقدم العلمي، ونشر العلم والمعرفة، وضم المجمع أربع شعب هي: الرياضيات، والفيزياء، ولاقتصاد السياسي، والأدب والفنون الجميلة.

وفي عام 1918 أجريت تعديلات على الشعب لتحوي الآداب والفنون الجميلة وعلم الآثار، والعلوم الفلسفية والسياسة، والرياضيات، والفيزياء، والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي ويحتوي المجمع على مكتبة تضم 200 ألف كتاب، ومجلة سنوية.

وضمت مكتبته درراً من الكتب والمجلدات، أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752، وأطلس ألماني عن مصر وإثيوبيا يعود للعام 1842، وأطلس ليسوس ليس له نظير في العالم.

وعند مغادرة الفرنسيين مصر عام 1801 توقف نشاط المجمع لانتهاء سبب إنشائه، إلى أن نجح قنصل بريطانيا في مصر، في تأسيس الجمعية المصرية العلمية لتقوم بدور المجمع، ثم أنشأ الدكتور هنري إليوت وهو إنجليزي، وبريس دافين، العالم الفرنسي في عام 1842 الجمعية الأدبية المصرية لتقوم بنفس الهدف. وفي 6 مايو 1856 أعلن محمد سعيد باشا والي مصر، إعادة تأسيس المجمع مرة أخرى بالإسكندرية، وأدمجت الجمعيتان السابقتان فيه.

وضم المجمع العديد من أعضاء المجمع القديم، أبرزهم جومار الذي كان عضواً في لجنة الفنون وماربيت وكوليج وغيرهم، كما برز عدد كبير آخر من أعضاء المجمع على مدى تاريخه في مختلف المجالات، ومنهم جورج شواينفورت الرحالة المشهور المتخصص في العلوم الطبيعية، ومحمود الفلكي الأخصائي في علم الفلك، وجاستون ماسبيرو المتخصص في التاريخ الفرعوني، وعلي مشرّفة عالم الرياضيات، والدكتور علي باشا إبراهيم وأحمد زكي باشا.

وانتقل المجمع في عام 1880 إلى القاهرة، وبدأت أنشطته تنتظم، حيث كان يعقد جلسة شهرية بدءاً من نوفمبر إلى مايو، ويلقي فيه علماء مصريون وأجانب، محاضرات من شأنها توطيد العلوم ونشر ألويتها.

وأدخل تعديل على أقسام المجمع، فأصبحت تضم الآداب والفنون الجميلة، وعلم الآثار، وقسم العلوم الفلسفية والسياسية، وقسم العلوم الطبيعية والرياضيات، وقسم الطب والزراعة والتاريخ الطبيعي. وينتظم في هذه الأقسام مئة وخمسون عضواً، منهم خمسون عضواً عاملاً وخمسون مراسلاً بعضهم من مصر وخمسون منتسباً في الخارج.

وترأس المجمع العلمي المصري العديد من قامات العلم والفكر من المصريين والأجانب وأشهرهم لطفي السيد، وطه حسين، وعلى مبارك، والرحالة جاستون الشهير، ومحمود الفلكي باشا، ويعقوب أرتين باشا، والأمير عمر طوسون باشا، ومحمد مجوي باشا، وعلي إبراهيم باشا، وأحمد زكي باشا، ود.علي مصطفى مشرّفة، ود.محمد مرسي أحمد، وكلاهما من تلامذة العالم ألبرت أينشتين، ود.محمود حافظ، رائد علم الحشرات والرئيس السابق لكل من المجمع العلمي المصري ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، وهو أول مصري يحصل على شهادات الدكتوراه في علم الحشرات، وثاني مصري يجمع بين رئاسة مجمع اللغة العربية والمجمع العلمي بعد عميد الأدب العربي طه حسين.

وفي صباح السبت 17 ديسمبر 2011 اشتعلت النيران في المجمع الواقع بميدان التحرير، ثم تجددت الحرائق في مبنى المجمع صباح الأحد 18 ديسمبر 2011، مما تسبب في انهيار السقف العلوي للمبنى من الداخل.

وقضى الحريق على أغلب محتويات المجمع، حيث لم ينجُ من محتوياته البالغ عددها 200 ألف وثيقة، تضم مخطوطات وكتباً أثرية وخرائط نادرة، سوى قرابة 25000 فقط من الكتب والوثائق.

وكانت هذه الكتب والوثائق تمثل ذاكرة مصر منذ عام 1798، ومنها إحدى النسخ الأصلية لكتاب وصف مصر، التي احترقت فيما احترق من كنوز هذا الصرح العتيد.

وأجرت القوات المسلحة ترميماً للمجمع العلمي خلال 90 يوماً من وقت الحريق، ويضم المجمع الآن 155 عضواً من خيرة العلماء المصريين في كل التخصصات، ويعامل كهيئة من هيئات الشؤون الاجتماعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3p9crkkx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"