أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الجمعة أنه سيوقع اليوم السبت مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون اتفاق «شراكة متجددة» لإعطاء دفعة للعلاقات وتجاوز الفتور الذي شهدته في الأشهر الأخيرة،وقال ماكرون، ، إن البحث عن «الحقيقة» أهم من «الندم» بشأن المسائل المرتبطة باستعمار الجزائر التي تسبب خلافات متكررة بين البلدين،مشيداً بمساهمة الجزائر في «تنويع» مصادر إمدادات الغاز لأوروبا من خلال زيادة صادراتها إلى إيطاليا.
وقال ماكرون في كلمة ألقاها أمس الجمعة أمام حشد من الجالية الفرنسية في العاصمة «سأعود بعد وهران إلى الجزائر العاصمة لأحيي الرئيس تبون ووزرائه والتوقيع على إعلان مشترك تقرر ليل أمس الأول لأن الأمور تسير على ما يرام في ظل حماسة اللحظة».
وتحدثت الرئاسة الفرنسية عن الاتفاق الذي يؤمل أن يرسي «شراكة متجددة وملموسة وطموحة».
وأضاف ماكرون أن مع الجزائر «قصة لم تكن قطّ بسيطة، لكنها قصة احترام وصداقة ونريدها أن تبقى كذلك، وأجرؤ على القول إنها قصة حبّ».
من جهة أخرى ،قال ماكرون خلال مؤتمر صحفي في اليوم الثاني من زيارته إلى الجزائر «في ما يتعلق بمسألة الذاكرة والمسألة الفرنسية الجزائرية، كثيراً ما أسمع دعوات إلى الاختيار بين الفخر والندم. أنا أريد الحقيقة والاعتراف لأنه بخلاف ذلك لن نمضي قدماً أبداً».
«مستقبلكم لا يكمن في مناهضة فرنسا»
ودعا ماكرون الشباب الجزائري والإفريقي إلى تجنّب «الانجرار» وراء «التلاعب الهائل» الذي تقف وراءه شبكات تديرها «في الخفاء» قوى تُصوّر فرنسا «عدواً» لبلدانهم.
وأضاف ماكرون «أريد ببساطة أن أقول للشباب الإفريقي: اشرحوا لي المشكلة ولا تنجروا، لأن مستقبلكم لا يكمن في مناهضة فرنسا»، وجاء ذلك رداً على سؤال من صحفيين حول «خيبة الأمل من فرنسا» في عدد من الدول الإفريقية.
وتابع «نعم يتم انتقاد فرنسا. يتم انتقادها من أجل الماضي... لأننا تركنا لوقت طويل سوء التفاهم يترسّخ، وأيضاً بسبب وجود تلاعب هائل».
وأردف «لنكن واضحين، العديد من نشطاء الإسلام السياسي لديهم عدو: فرنسا، العديد من الشبكات التي تحركها في الخفاء دول معينة لديها عدو: فرنسا»، وشجب «خطط التأثير الاستعمارية الجديدة والإمبريالية» لتلك الدول.
وأضاف شارحاً «هناك عدو هو فرنسا. الجميع متفقون، الأمر سهل للغاية»، وتابع «ربما كانت تلك معركة أجدادكم وآبائكم لكن في كل مكان في إفريقيا يلقى على مسامعكم حالياً كلام أجوف وهراء». وتطرق إلى انسحاب القوات الفرنسية بالكامل من مالي مؤخراً، وقال إن ذلك لا يعني الانسحاب من المنطقة كلها، في إشارة إلى تمركز قوات بلاده في النيجر.
وأشاد ماكرون، بمساهمة الجزائر في «تنويع» مصادر إمدادات الغاز لأوروبا من خلال زيادة صادراتها إلى إيطاليا.
وأكد «لسنا في منافسة مع إيطاليا» على الغاز الجزائري، مشدداً على «ضعف أهمية الغاز في مزيج الطاقة» بفرنسا.
ونفى ماكرون أن تكون فرنسا قد جاءت «لتتسول» الغاز من الجزائر، كما جاء في بعض التعليقات الإعلامية.
بريطانيا دولة صديقة
وفي سياق منفصل، أكد ماكرون أن «المملكة المتحدة دولة صديقة وقوية وحليفة بغض النظر عمن يقودها»،وأحياناً على الرغم من الأخطاء الصغيرة التي قد يرتكبونها في تصريحاتهم العامة».وذلك بعد رفض ليز تراس المرشحة الأوفر حظاً لرئاسة الوزراء أن تقول ما إذا كان ماكرون «عدواً أو صديقاً» لبلدها.
وفي وقت سابق أمس ، زار ماكرون مقبرة سانت أوجين الأوروبية التي كانت المقبرة الرئيسية في العاصمة في أثناء الاستعمار الفرنسي للجزائر، لتكريم الجنود «الذين ماتوا من أجل فرنسا».(أ ف ب)