راية واحدة للعراق

02:00 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

كم نداء صادق منذ بدأت محنة العراق ضاع في ساحات الانقسام بين الفرقاء بالانقياد خلف انتماءات وتوجهات آخر ما يعنيها استعادة العراق من أجل شعبه الذي يدفع وحده الثمن.

أمام ذلك، ربما يكون الأكثر واقعية والأجدى، مخاطبة الشعب العراقي نفسه، بكل مكوّناته، مع تقدير مشاعر من تملّكه اليأس من مخرج قريب.

لا يمكن أن يبقى الشعب العراقي رهين أوهام سياسية كان أكبرها الديمقراطية التي تحت ستارها استبيح كل شيء على مدار عقدين. ولعل من دواعي الأسى أن تتلون «المنطقة الخضراء» في هذه الجولة من العنف والانفلات، بدماء العراقيين، وهي التي تأسست على وهم آخر يبشّر بأمن قريب في وطن مستقر.

لا يليق بشعب تضرب جذوره في أعماق الإنسانية أن تبقى حرمة دمه مجرد عنوان مناورات سياسية من أي طرف.

ولا يليق بشعب خرجت منه مرجعيات العدالة وشرّع للدنيا قوانين للتعايش أن يكون حاضره ومستقبله نهباً للفوضى.

ورغم ذلك، لا مناص من تكرار نداء الرجوع إلى فضائل الوطنية الحقة التي تثمر عراقاً آمناً يتعاون أبناؤه في صوغ مستقبله من غير ارتهان لأنانية ساسة، أو ضعف أمام من يريد الانفراد بتقرير مصير شعب.

إن هذا الشعب هو المعني الأول بمستقبله واختياراته التي يجب ألا تنطوي على التفاف حول تيار، أو فريق، فالنجاة في الانحياز إلى العراق، والعراق وحده، ومن يمثله بصدق.

وإذا لم يكن جلّ الساسة واعين للمآلات التي ينجرّ إليها العراق والعراقيون، فتلك كارثة أخرى.. وعلى الذين لا يدركون من هؤلاء تبعات الاستهانة بالأرواح وأسس استقرار الوطن، أن يغيبوا عن الصورة ليتصدّرها من يعرف قيمة العراق.

إن نداءات المخلصين والتحذير مما قد يأتي تتوالى من كل اتجاه، ويجب أن تحرك ما سكن من الحكمة والوطنية في قلب بعض من يديرون المشهد، وأن تبصّر العراقيين بسوء العاقبة الذي لا يرجوه إلا من يتكسب من انقسامهم إلى جماعات تتناحر تحت رايات فردية، بينما الخلاص في التوحد تحت راية الوطن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p94ubkd

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"