محمد جاسم
الأخبار المتواترة لتحضيرات أندية المحترفين، استعداداً للموسم الجديد، وما صاحبها من تعاقدات، أشاعت أجواء من الإثارة والترقب، ودفعت الجماهير لانتظار ضربة البداية، وعلى أرض الواقع جميع المؤشرات، كانت توحي ببداية موسم استثنائي، وأسهمت تحركات الأندية من دون استثناء في مسألة التعاقد مع مدربين كبار ونجوم محترفين على درجة عالية من الكفاءة الفنية في دفع الجماهير لانتظار انطلاق النسخة ال15 لدوري المحترفين،وكما كان متوقعاً،شهدت الجولة الأولى تواجداً جماهيرياً لافتاً،ولعب وجود مواجهات مباشرة بين عدد من الفرق الكبيرة،دوراً في تحفيز الجماهير على التواجد بقوة في الجولة الافتتاحية،وهذا ما بدا واضحاً في مباراتي الوصل والوحدة، وشباب الأهلي والشارقة، اللتين حظيتا باهتمام الجماهير التي قاومت حرارة وقسوة الطقس.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه،كيف سيكون وضع المدرجات في الجولة القادمة،التي ستفتقد تماماً للمواجهات ذات الصبغة التنافسية؟ وهل ستحظى الجماهير بنجومية الأسبوع الثاني كما حدث في الافتتاح؟
في الحقيقة ومن زاوية الحرص على الارتقاء بالمسابقة الأهم محلياً،ومن باب القناعة بأن دورينا لا يمكن له أن يتطور بعيداً عن الحضور والتواجد الجماهيري في المدرجات، فإن مسألة الرهان على تزايد عدد الحضور الجماهيري مسألة لا يمكن الجزم بها إلا في بعض المواجهات الاستثنائية.
واقعياً،يمكن تصنيف تلك المعضلة على أساس أن جماهيرنا تحكمها وتقودها العاطفة،التي تدفعها لمؤازرة فريقها من المدرجات وسط اشتراطات خاصة،أولها أن يكون الفريق منافساً،وأن يستمر في تحقيق الفوز وإلا فإن قرار المقاطعة حاضر،وتؤكد هذه النظرة وجود قصور في ثقافة الحضور،وربطها بنتائج الفريق ووضعه في المنافسة.
تجارب السنوات الماضية،لا تمنحنا مساحة واسعة من التفاؤل،وسيبقى الحضور الجماهيري ملازماً لجماهير الفرق المنافسة فقط، بينما يتقلص عدد جماهير الأندية بمجرد ابتعادها عن المنافسة،الأمر الذي يعيدنا إلى نقطة الصفر؛والمتمثلة في ثقافة الحضور الجماهيري،التي يجب ألا ترتبط بنتائج الفريق ووضعه التنافسي؛ بل بحجم الانتماء، والارتباط بشعار النادي.
كلمة أخيرة
الجمهور الفعلي هو الذي يقف خلف الفريق في الأزمات لا في لحظات الفوز والتتويج بالألقاب،أما جماهير المناسبات،فإنهم لا يستحقون الاهتمام بهم.